عامر القيسي خرج السيد إياد علاوي من اجتماع مع السيد إبراهيم الجعفري ليزفّ لنا بشرى أن لا أزمة سياسية في البلاد، وخرج السيد صالح المطلك من اجتماع مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ليزفّ للشعب العراقي بشرى المصالحة وعودته القريبة والميمونة إلى مكتبه في مجلس الوزراء!!
كلّنا مع حلحلة الأمور، ولا نقول الأزمة حتى لايزعل إياد علاوي، ومع عودة المياه إلى مجاريها وأن يتوجه الجميع إلى معالجة مشاكل الناس بديلا عن المناكفات السياسية التي لم نفهم منها شيئا حتى اللحظة،لسعتها وتشابكها وتغير أهدافها وتضارب التصريحات بشأنها وإخفاء حقيقتها إن كانت من أجلنا حقا أم من أجل المصالح والمناصب أو ترضية الأشقاء والأصدقاء معا في سلّة واحدة!!نستطيع بكل ثقة أن نزفّ بشرى للمتصالحين على الفراغ أن المواطن العراقي العادي غير مكترث بتقبيل اللحى هذا لأن خبرته خلال السنوات الماضية زوّدته بممانعات من تقبل مثل هذه المصالحات التي حدثت أمامه عشرات المراّت من على شاشات الفضائيات، وشبع هذا المواطن، حد التخمة، من التصريحات التي كانت تعقب تلك القبلات الأخوية التي كانت تعده بالمال والخام وانه بعدها سيدعو الله في صلاته وصيامه إلى رعاية وحفظ أولي الأمر منه لإحساسهم العميق بمعاناته وأنهم توصلوا في النهاية إلى أن الطريق لحل مشاكله هي في العودة إلى كراسي المناصب الوثيرة والمغرية.صالح المطلك الذي قال عن المالكي إنه دكتاتور يخرب وأن صدام دكتاتور يبني، والمعروف عن المطلك انه من صقور العراقية، لم يقل لنا الرجل ماذا حصل تحديدا لكي يكون بإمكانه أن يعود للعمل في مكتب الدكتاتور حسب تعبيره، وما هي التطمينات التي حصل عليها من مسؤوله المباشر في العمل؟ ولا عزاء لنا إلا تصريح النائبة من جبهة الحوار التي يتزعمها صالح المطلك،ناهدة الدايني التي قالت في بشراها للمواطنين "إن رئيس الوزراء وعد المطلك بإعادته إلى منصبه خلال الأسبوع الحالي " وأضافت " إننا لانستبعد أي تسوية بملف نائب رئيس الوزراء لطالما أن الخلاف كان في وجهات النظر "! ولأن لا النائبة الدايني ولا صالح المطلك يريدان أن يفصحا عن حقيقة الصفقة فإن استغباءهما لنا يصل إلى حدود أن القضية برمتها هي " اختلاف في وجهات النظر "!كل قضية في الحياة وتفصيلاتها تحتمل اختلافا في وجهات النظر بما في ذلك مشاهدة فيلم سينمائي كوميدي، كالمشهد السياسي العراقي، أو مسلسل بائس من المعروضات في شهر رمضان كالمصالحات السياسية العراقية، إنهم يختزلون كل تلاعباتهم بنا وبمقدرات هذا العراق بالاختلاف في وجهات النظر بعد ضياع الأموال والجهود وربما المستقبل إلى حد كبير، وما علينا نحن المكتوين بتلاعباتهم السياسية إلا أن نصفق لعودة الابن الضال إلى شجرة الأب الصالح ليمارس مهامه الإدارية، بعد سلسلة طويلة من الانتقادات اللاذعة، ليس لأداء الحكومة، وإنما لأداء المالكي شخصيا، الذي خرج المطلك من حضرته راضيا مرضيا ليعود إلينا منعشا الأمل في حل مشاكلنا مادام الرجل مسؤولا عن شؤون الخدمات في مجلس الوزراء، نكاية بالخبثاء الذين علقوا قائلين " وماذا فعل الرجل قبل أن يقصيه المالكي من مكتبه "! لن نرد على هذه الخباثات لأننا حقيقة ننتظر الشيء الكثير من المطلك مثل حل مشاكلنا مع تركيا، لأن المواطنين يعانون منها كثيرا خصوصا وان تركيا مسؤولة مباشرة عن كل "الأزمات" التي أفسدت حياتنا من الكهرباء والماء والتعليم والصحة وحقوق الإنسان والبطالة وأخيرا إقصاء المطلك نفسه من العمل منذ ستة أشهر!مبارك لصالح المطلك عودته للكرسي الذي افتقده كثيرا ونتمنى له إقامة سعيدة في مرابع المسلسلات التركية المغرية!
كتابة على الحيطان:مبروك.. صالح المطلك!!
نشر في: 28 يوليو, 2012: 07:14 م