TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من داخل العراق: لا تتوقعوا الأكثر

من داخل العراق: لا تتوقعوا الأكثر

نشر في: 28 يوليو, 2012: 09:27 م

 وائل نعمةنقلت "المدى " يوم أمس جانبا من مأساة يعيشها لاجئون سوريون على الحدود،وتحدثت عن سوء الواقع الصحي والنفسي لاسيما النساء ،ولا نتوقع ان يحظى لاجئون قادمون من دولة عربية الى أخرى تعصفها مشاكل سياسية واقتصادية اكثر مما حصلوا عليه.
البعض يعترض على تسليط الضوء واهتمام الاعلام بوضع النازحين السوريين والتباكي على حالهم بينما نحن في العراق لا نقل سوءا عن حال السوريين الهاربين. الاوضاع الانسانية السيئة على الحدود العراقية –السورية تشابه ما يحدث داخل البلاد على الرغم من ان وزارة حقوق الانسان تعتبر ان تقارير منظمات مدنية عالمية حول وضع حقوق الانسان في العراق مغلوطة. لايمكن ان ننكر ان البلاد تعاني من هزات سياسية مستمرة ،وتعيش عوائل في داخل العاصمة في الشارع وتحت الجسور وفي مناطق عشوائية،ويشرب مواطنون اصليون ليسوا لاجئين مياه المجاري،والحكومة تتخلى عن توظيفهم وترتفع معدلات البطالة الى النصف ويصعد خط الفقر فوق ثلث سكان العراق، لكن بالمقابل هناك بشر على الحدود هاربون من جحيم القصف والقتل ،ومهما اختلفنا في تقييمنا للنظام السوري يجب ان نتفق ان السوريين بمحنة وعلينا مد يد العون.الجمعة الاخيرة طالب خطباء المساجد في العراق ان يرد العراقيون الجميل الى السوريين الذين استقبلوهم خلال السنوات السابقة.والعراقيون مروا بموجات هجرة متعددة كانت الأصعب بعد عام 2006 حين اشتد الاقتتال الطائفي وبدأت مستشفيات بغداد تتسلم باليوم مايقارب المئة جثة ،الاردن اغلقت ابوابها امام العراقيين الفارين من مذابح القاعدة والميليشيات وطلبت ان يضع العراقي في بنوك عمان على الاقل 10 آلاف دولار حتى يسمح له بالمرور،وعاملتنا مصر بالطريقة نفسها وأضحت تأشيرة القاهرة من اصعب التأشيرات.لم يبق امامنا نحن في العراق غير سوريا مهربا،وبينما كنا نخشى المرور بالطريق الرابط بين بغداد والحدود لسيطرة القاعدة على تلك المنطقة  كان الكثير منا يلقى معاملة حسنة في داخل سوريا،وان لم نتفق على نوع المعاملة او البعض يقول ان العراقيين كان لديهم اموال ولذلك احترمهم السوريون يجب ان لانخفي حقيقة ان سوريا رحمتنا من القتل والمفخخات ،ولايمكن ان نقول كل العراقيين الداخلين الى سوريا كان لديهم اموال بل معظمهم فقراء ، وفي أسوأ التقديرات لم تطلب سوريا وضع تأمينات في المصارف .سوريا لم تحاول يوما ان تطرد عراقيا من اراضيها ، واحتوت العراقيين بكل اطيافهم وتوجهاتهم ، بينما يهدد لاجئون عراقيون في لندن وامستردام بالطرد ،وبدأ عدد من الدول الأوربية مؤخرا حملة للإعادة الإجبارية للاجئين العراقيين الذين لم يحصلوا على حق الإقامة فيها.ايام العراقيين في سوريا اصبحت ذكريات الان ولانعلم الى اي سيناريو ستنتهي الاحداث،لكني اريد ان اذكر قبل ان يتهمني البعض بالميل الى النظام هناك بأنني لست مع الاسد الاب والابن ولا ادعم موقف اي نظام ديكتاتوري ارسل انتحاريين الى العراق وانما تحدثت عن حالة انسانية مجردة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram