اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > في عيدها الستين.. الإخوان المسلمون من يوليو إلى يناير

في عيدها الستين.. الإخوان المسلمون من يوليو إلى يناير

نشر في: 29 يوليو, 2012: 06:05 م

فريدة النقاشحين وقعت هزيمة يونيو 1967 توالت كتابات المفكرين الاشتراكيين تطالب بفتح ملف الفساد في القوات المسلحة للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك الهزيمة التي فاقم من مرارتها ذلك الوهم الذي كان سائدا قبلها بسبب الدعاية الحكومية التي أكدت أن مصر تملك أقوى قوة ضاربة في الشرق الأوسط، إضافة إلى الخطابات المتحدية التي اعتاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر توجيهها لجماهير المصريين والعرب.
في ذلك الحين كتب المفكر الراحل «سعيد خيال» مقالا في جريدة الجمهورية يتهم فيه البورجوازية العسكرية التي كونت لنفسها مصالح ومرتكزات بأنها هي المسؤولة عن الهزيمة ولابد من محاسبتها. وبعد هذا المقال مباشرة فرضت السلطات رقابة على الصحافة، وجرى تعيين رقيب في كل صحيفة يقرأ كل الموضوعات بل يفتش عما قد يكون كامنا خلف السطور.وقبل هزيمة يونيو بسنوات قليلة ولدى تأسيس الاتحاد الاشتراكي كان الرئيس جمال عبد الناصر قد أخذ يحذر مما أسماه بالطبقة الجديدة، وكان نظام يوليو قد رفع حينذاك شعار تذويب الفوارق بين الطبقات مفترضا أنه قد صفّى الطبقات القديمة نهائيا خاصة بعد موجتين من الإصلاح الزراعي والتأميم وقرار إشراك العمال في مجالس إدارة الشركات والحصول على نصيب سنوي من أرباحها.ووقعت الهزيمة لتكشف للجميع أن النظام القديم كان قد بنى لنفسه دعائم قوية في أهم مؤسسات الدولة وهي القوات المسلحة التي كانت قد أشعلت الثورة وأسقطت الملكية عام 1952 ثم خاضت معركة كبرى ضد الغرب حين أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وحققت البلاد نصرا سياسيا هائلا بعد عدوان 1956 الذي شنته إنكلترا وفرنسا وإسرائيل عليها.واستفادت الطبقات القديمة لأوسع مدى من القيود التي فرضتها ثورة يوليو على الحريات السياسية حين اختارت نظام الحزب الواحد الذي نشأ في حضن السلطة، واستطاعت هذه الطبقات أن تفرغ الكثير من إنجازات الثورة الاجتماعية من مضامينها التقدمية في ظل صراع طبقي ضار لم يجد متنفسا فكريا صحيا في ظل سيادة أفكار «الإجماع» والكل في واحد» التي قام عليها الحزب، سواء كان «هيئة التحرير» أو «الاتحاد القومي» أو «الاتحاد الاشتراكي» حيث جرى قمع التعددية الموجودة في المجتمع، وهو القمع الذي استفاد من الشعبية الكاسحة التي حظيت بها قيادة جمال عبد الناصر.ولمّا كانت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها سنة 1928 تعتبر نفسها هي جماعة المسلمين وترفض فكرة التعدد من حيث المبدأ فإنها بعد شهر عسل قصير مع ثورة يوليو التي استثنتها وحدها من قرار حل الأحزاب في يناير عام 1953، ولكنها سرعان ما دخلت في صدام عنيف مع الثورة حول السلطة، ووصل بها الأمر إلى أن دبرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر وهو يلقي خطابا في ميدان المنشية بالإسكندرية، وباءت المحاولة بالفشل وجرت محاكمة المجرمين، وصدر قرار بحل الجماعة.وبقرار الحل بدأ مسلسل جديد للصراع بين الثورة وجماعة الإخوان المسلمين إذ وقفت الجماعة- باسم الدين- ضد كل الإجراءات التقدمية والإنجازات الاجتماعية والوطنية لثورة يوليو، وأخذت تمارس نشاطها سراً على نطاق واسع على جبهتين، جبهة الفكر وانحازت في هذه الجبهة للرؤى والأفكار التقليدية السنية المحافظة، وعارضت كل النزعات المستنيرة والتقدمية التي تتطلع لإصلاح الفكر الديني، وجبهة التنظيم المسلح التي خرجت من تحت عباءته بعد ذلك المجموعات الجهادية المختلفة من «سيد قطب» أحد المؤسسين الفكريين والتنظيميين لهذه الجماعات وصولا إلى شكري مصطفى وعبد السلام فرج وبعد ذلك آل الزمر وخالد الإسلامبولي وعمر عبد الرحمن الذين قتلوا السادات وقاموا بالعدوان على ممتلكات المواطنين المسيحيين والسياح وقتل المفكر «فرج فودة» ومحاولة قتل نجيب محفوظ.وحين منح الرئيس السادات هذه الجماعات قبلة الحياة ليستخدمهم في صراعه ضد اليسار الشيوعي والناصري في مطلع السبعينات ثم وقعت حرب 1973 التي أطلقت فورة النفط، تحولت بلدان الخليج المحافظة دينيا إلى بنك مفتوح على مصراعيه دون حدود أو قيود لتمويل الجماعات الإسلامية بكل فصائلها، وهو ما تواكب مع سياسة الانفتاح الاقتصادي التي أدت إلى تقليص إنفاق الدولة على الخدمات وانسحابها من الميدان الاجتماعي، ليحل الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية المختلفة محلها ويستثمروا الفقر المدقع لشرائح واسعة من المصريين لبناء قاعدة اجتماعية صلبة جرت أخونتها وهو ما انعكس بشكل واضح في نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية هذا العام.وكانت النتيجة المنطقية للقيود الصارمة على الحريات السياسية عبر تاريخ يوليو كله - حتى بعد إدخال نظام التعددية الحزبية المقيدة في ظل الرئيس السادات عام 1976- كانت هذه النتيجة هي إضعاف قوى المعارضة الديمقراطية يسارية وليبرالية بينما انفتح المجال العام أمام الإخوان المسلمين بحكم غزارة الأموال وسلطة الدين، وفساد التعليم التلقيني، والإعلام التجاري الاستهلاكي والسياسات الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية الطفيلية والوحشية.وأنتج ذلك كله خللا فادحا في توازن القوى المجتمعية وعاد المشهد السياسي للاستقطاب بين قوتين رئيسيتين بعد ثورة 25 يناير 2011 تماما مثلما كان الحال بعد ثورة يوليو 1952، القوات المسلحة م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram