اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فريق المدى مع محنة اللاجئين..لاجئون:الانتقال إلى بيوت الأقرباء أو العودة إلى الوطن

فريق المدى مع محنة اللاجئين..لاجئون:الانتقال إلى بيوت الأقرباء أو العودة إلى الوطن

نشر في: 29 يوليو, 2012: 06:10 م

 القائم/ يوسف المحمداوي.. تصوير/ محمود رؤوفبالأمس القريب كانت فاتن في مدرستها الابتدائية تخط على سبورة الصف لوحة إبداعها وتفوقها على قريناتها، واليوم في مدرسة أخرى وصف آخر، وعلى سبورة سوداء كلون حياتها الآن، تخط بدمعها حزن عائلة، ومأساة وطن رافقهم كجرح لا يندمل في رحلة الضياع صوب المجهول.
 والد فاتن اتخذ من احد ممرات المدرسة المزدحم باللاجئين، ملاذا لعائلته المكونة من سبعة أفراد، بحثا عن الهواء الذي انعدم داخل الصفوف المدرسية في ظهيرة تموزية لاهبة.rnطفلة حقيبتها وطنفاتن، الرابع في تسلسل الأولاد وهي أيضاً في الرابع الابتدائي كما يقول والدها احمد، تعشق المدرسة بجنون، وبكت كثيرا حين أرزمت حقائب الرحيل بل رفضت المجيء من دون حقيبتها المدرسية، لذلك والكلام للمنكوب احمد جلبنا معنا حقيبتها، وطلبت مني اليوم قرطاسية وقصدها من ذلك مراجعة دروسها، قالها وهو يحاول أن يخفي ألف عبرة وحسرة على ماض كان ولوقت قريب جميلا جدا .لا أخفيكم أن قلبي كان يتلفت مع عيوني مع كل نظرة من عيون هذا الأب المكسور باتجاه طفلته فاتن الحالمة بمدرسة... بدرس قد يعود أو لا يعود.. بمعلمة قد تكون فريسة شظايا المدافع، أو ضحية للجوء مذل، كنت انظر إليه وأنا اردد مع أنفاسه مقطعا قديما من قصيدتي خارج الفصول شعرت بأنه كان يخاطب به فاتنته "تعالي.. ففي القلب نهر قُبل.. لخيامنا نحن الغجر.. يحبس أنفاسنا زفير الشتاء ويشهقنا الصيف.. خيام الغجر لا عصافير تفزع النعاس.. وبعد ليل طويل ممل كالحياء.. سنبكي على ورد بمقصلة الإيمان ينزف عصارة العمر.. والخليج رمال من الحاقدين.. على تمرة تعانق ملح اللبن.. على طفلة حقيبتها وطن".الأطفال سبب النزوحجلال العلي أحد اللاجئين القادمين من مدينة البوكمال السورية، كان يرتدي الدشداشة العربية ومع دخان سيكارته كانت تتطاير أحلام رسمها بالأمس هو وعائلته، ومع ذلك كانت عيناه مصوبتين باتجاه المساعدات التي جلبتها وزارة الهجرة والمهجرين، بالتعاون مع المفوضية السامية لإغاثة اللاجئين، وهي عبارة عن تجهيزات لفرش النوم. يقول العلي انه كان دهانا (صباغ) معروف في مدينة البوكمال، ولم يفكر لحظة بمفارقة المدينة، على الرغم من تفاقم الأوضاع الأمنية في سوريا، كما يبين العلي  الذي بدت على ملامحه مظاهر القلق والحيرة والخوف، أن سبب النزوح هو خشيته على أطفاله من القنابل العشوائية التي تسقط على مدينته، ومن اجل سلامة عائلته ترك بيته الذي أفنى سني عمره من اجل تشييده وتأثيثه بأجمل الأثاث والمواد المنزلية الباهظة الثمن كما يقول.كرم عراقي لا يوصفوبشأن الجهات التي كانت سبب نزوحه وعائلته، أكد العلي عدم وجود أية تهديدات مباشرة له ولعائلته من جهات بعينها، وعزا سبب النزوح إلى ازدياد القصف المدفعي على المدينة من قبل قوات الجيش السوري، مبينا بان أفرادا من الجيش السوري الحر قاموا بإيصاله هو وعائلته إلى منفذ القائم الحدودي.وبشأن الخدمات التي تقدم لهم من قبل الجانب العراقي، وما هي المعوقات التي واجهوها أثناء تواجدهم في مركز الإيواء، يؤكد العلي بان ما يقدم لنا لا يمكن أن يوصف، فإخوتنا في العراق كانوا كما عهدناهم أهل كرم وضيافة، وقد تجاوزوا حدود المعقول في خدمتنا جميعا وهذا هو معدنهم الحقيقي،  الذي لا يتخلون عنه أبدا على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها بلدهم، لكن - والكلام للعلي - كان هدف جميع العوائل التي جاءت من البوكمال هو تجاوز الحدود العراقية ومن ثم الالتحاق بأقاربنا في العراق، وخاصة في محافظة الرمادي، لكننا تفاجأنا بحجزنا في هذه المراكز، ومن ثم فرض هذا الطوق الأمني وعدم السماح لأحد بزيارتنا.دموع تشاركها دموعوتمنى العلي على الحكومة العراقية أن تتخذ القرار الذي يسهل عملية خلاصنا من هذا المكان، والذهاب إلى بيوت أهلنا وأحبابنا في العراق كضيوف مؤقتين لحين عودتنا إلى ديارنا بعد زوال هذه المآسي التي تعيشها سوريا.من غير قصد سألت العلي عن بيته المؤثث وهل هناك من يحميه، شعرت وكأني أيقظت جرحا بطول درب اللجوء في قلبه، وكان جوابه سيلا من الدموع حاول أن يخفيها عن عائلته بمنديل كان يحمله بيده، حاولت أن أتراجع عن السؤال ولكن عبثا فقد سبقت محاولتي دموع الرد، لتشارك عيني عين هذا الذي ضيفني بالأمس كأخ وليس كمحتجز مقهور ومحبط مما يحصل، غسلت دموعي بعرق ظهيرة تموز محاولا الهروب ولكن إلى أين؟ وجميع الممرات تؤدي إلى وجع آخر.كلنا مع الجيش الحرعبود جمعة جمال يقول أنا من حي طويبه في دوار المصرية ،جئت مع عائلتي المكونة من ثمانية أفراد، أصغرهم لم يتجاوز السنة، إلى هنا، هروبا من القصف المستمر من قبل القوات الحكومية.وعن كيفية وصولهم من مناطقهم إلى العراق يقول جمال بعض الناس الذين يملكون سيارات قاموا بنقلنا إلى الحدود، علما - والكلام لجمال - ان قرى مدينة البو كمال لم يطلها القصف الذي كان يتركز في وسط المدينة فقط، وحين سألناه هل القصف هو من الجيش الحكومي أم من الجيش الحر؟ أجاب بعتب: يا أخي الجيش الحر لا يمتلك المدفعية والأسلحة الثقيلة وأسلحته خفيفة، مضيفا بان جميع المواطنين وأنا أولهم من الجيش الحر.قذائف تهدم الجامعأثرت جمال حين قلت له بعض الانباء تشير الى ان هناك ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram