TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: عذرية جزر العجائب

نبض الصراحة: عذرية جزر العجائب

نشر في: 29 يوليو, 2012: 06:20 م

 يوسف فعل استحوذت لندن على إعجاب  العالم في افتتاح اولمبياد 2012 الاسطوري  الذي سُمي بـ(جزر العجائب) واصبحت مدينة الضباب قبلة العاشقين لفنون الرياضة بمختلف انواعها وباتت اخبارها تتناقل بسرعة البرق للتعرف على خفايا وكواليس المنافسات بشكل غير مسبوق وسط تنافس شرس لاعتلاء منصات التفوق،
وفي خضم هذا السباق المحموم للظفر بمجد الاولمبياد ستكون مشاركة رياضيينا نقطة في بحر هائج لا يعرف التوقف والاستسلام لا يمكنهم المنافسة على لقب الأسرع وخطف الأقوى وتحقيق الأعلى وأغلى الأمنيات ستبقى تدور لنيل شرف المشاركة ومشاهدة روعة الافتتاح وبهرجته ودقة التنظيم وجمالية السباقات.وفات على الاولمبية الوطنية ان شرف المشاركة ناله رياضيونا منذ عام 1964 بعد الحصول على ميدالية المرحوم عبد الواحد عزيز عام 1960 ومازلنا نعلق فشلنا الذريع على شماعة البحث عن شرف الاشتراك في الاولمبياد ، وكأن مسألة الشرف الرياضي عصيّة الفهم ولم نعرف قيمتها كل هذه السنوات الطوال التي جعلتنا نتخبط في كل دورة اولمبية في مستنقع الفشل بسبب سوء الإدارة والإعداد التي لابد ان تجعل القائمين على الرياضة يدارون الوجوه خشية من فضيحة شرف المشاركة  والمحافظة على عذرية جزر العجائب من قبل الرياضيين الثمانية المشاركين في الاولمبياد.أية سذاجة رياضية هذه التي يُراد لها ان تنطلي على الشارع الرياضي  منذ الستينيات من القرن الماضي حتى الان ، وأية حكمة رياضية او قواعد يعملون فيها خلال هذه السنوات التي أُهدرت الملايين من الاموال تحت شعار شرف المشاركة الخائب!نحن بحاجة الى تغيير الفكر الرياضي لكي نعرف معنى شرف الاشتراك في الاولمبياد لان الافكار السابقة في ادارة الملف الرياضي لم تمنح فرصة الفصل بين شرف المشاركة والمنافسة بقوة ما أوقعنا في وحل الهزيمة والخذلان. إن الخلاف المستديم بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية الذي يزيد يوماً بعد آخر ادى الى تأزيم  الشارع الرياضي والدخول في منعرج خطير ، يتأمل الجميع ان يكون روعة الافتتاح ودموع الرياضين فرحاً باحراز الميداليات الاولمبية ان يدق ناقوس الخطر لديهم ويحرك الضمائر التي لا نريدها ان تدخل مرحلة  الجمود وتصلب الشرايين.مع اننا ندرك ان احراز الميداليات في الاولمبياد ليست عملية سهلة انما تزداد صعوبة بعد كل دورة لمشاركة خيرة محترفي العالم في جميع الالعاب ، ولكن علينا ان نتجاوز السلبيات بشجاعة ونضعها خلف الظهور ونشمّر عن السواعد ونبتعد عن عقد المؤتمرات البائسة التي تشابه المأتم واصدار ورق الاصلاح التي تركن على الرفوف لان رياضتنا بحاجة الى نتائج وبُنى تحتية وفكر خلاق ومسؤولين يعشقون الرياضة حباً للبلد لكي نتلمس معنى الشرف الرياضي الذي يشعرنا التاريخ بالخجل لأننا لم ندرك كل هذه السنين ان الجميع تخطى مرحلة شرف المشاركة واستنبط الدروس والعبر للقفز على قمم الانجازات، وعلى القائمين على الرياضة التركيز على قلة الحديث والإكثار من العمل بعيداً عن الأُطر الروتينية المقيتة التي تذبح المواهب بدم بارد وباموال الرياضة لكي لا نتباكى على فشل رياضتنا في الاولمبياد والبحث عن الميداليات في كومة (قش لندن) من دون حيـاء أو خجـل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram