TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : دخل .. وخرج

سلاما ياعراق : دخل .. وخرج

نشر في: 29 يوليو, 2012: 06:31 م

 هاشم العقابيحين انتهيت من قراءة عمود الزميل عامر القيسي الذي كتبه أمس حول دخول علاوي على الجعفري، والمطلك على المالكي وخروجهما بموقف منقلب، انفتحت شهية ذاكرتي على أحداث لها علاقة بموضوعة "الدخول" و "الخروج". فيها ما هو ممل وفيها ما يحزن ويضحك.
 أول ما تذكرت قصة تلك النملة "التي دخلت وأخذت حبة وخرجت، وجاءت أخرى فأخذت حبة وخرجت". أظن أن أكثر أبناء جيلي يتذكرون تلك الحكاية وأجواء الملل التي كانت تثيرها فينا. شيء واحد تغير في مخيلتي وهو أني صرت أرى النملات يدخلن ويخرجن من المنطقة الخضراء مع تغير في أحجامهن وكأنهن حيتان وليس نملات.ومن الملل انتقلت بي الذاكرة إلى أحداث محزنة. تذكرت دخول صدام إلى الكويت وخروجه منها بأكوام من المصائب صبت على رأس العراق وشعبه. مصائب من النوع الذي كان يقول عنها الشيخ الوائلي، رحمه الله، بأنها "لو صبت على الأيام صرن لياليا". وفعلا تحولت أيامنا من تلك اللحظة ولحد اليوم إلى ليال سود. تذكرت، أيضا، كيف دخل طارق عزيز على جيمس بيكر في جنيف قبل أيام من الإنذار الأمريكي لشن حرب تحرير الكويت في 15/1/1991، ثم خرج مبتسما فظن المتابعون أن شبح الحرب قد ولى. لكن الحقيقة هي أن المباحثات قد فشلت مما يعني أن العراق سيحترق ومع هذا خرج عزيز مبتسما!لمت نفسي على تذكر المملات والمحزنات من أحداث الداخلين والخارجين فعرجت بي الذاكرة على ما يضحك منها. تذكرت أن أمير اسكندر ذكر في كتاب له عن صدام قصة حصول حماد شهاب على عضوية مجلس قيادة الثورة بفضل "حكمة" القائد. القصة تقول إن البكر كان مجتمعا بصالح مهدي عماش ولم يجلسا حمادي شهاب معهما لأنه ليس عضوا في المجلس رغم أن شهاب قد قدم اكبر خدمة للبعث بخيانته عبد الرحمن عارف. كان حماد مهموما، فأحس به صدام وقال له لا تحزن فان المسدس معنا. خذه وادخل به عليهما. يقول اسكندر: دخل حماد شهاب فخرج عضوا في مجلس قيادة الثورة. وهذه هي سنن الأولين يا زميلي القيسي وما على التابعين غير أن يلتزموا بها. ومن شابه أباه فما ظلم.وتذكرت  يوم كنا، أنا وشلة من الأصحاب، في حفلة عرس بمدينة الثورة أوائل السبعينات. كان العريس لحد تلك اللحظة لم ير وجه عروسته على عادة اغلب العرسان في تلك الأيام. نودي علينا أن نزف العريس ليدخل على عروسه. دخل العريس لكنه خرج محزونا. لفنا الخوف إذ ظننا انه لم يجد عروسه باكرا لا سمح الله. طلبنا من اقرب أصدقائه أن يذهب إليه ليستطلع خبره خاصة وان عيونه كانت قاب قوسين أو أدنى من البكاء. ذهب إليه وعاد منه يضحك بحيث صعب عليه أن يشرح لنا السبب من شدة القهقهة. وأخيرا هدأ فقص لنا ما سمعه. قال له العريس انه قد فوجئ بان العروس كانت نحيفة جدا. وعندما اخبره صاحبنا أن لا يحزن فالرشيقة أفضل من السمينة، رد العريس: "ولك يا رشيقة يا سمينة؟ أنا حسيت روحي من دخلت عليها چنّي طحت على بايسكل"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram