TOP

جريدة المدى > الملاحق > نافذة على العالم: محاكمة مجرم حرب

نافذة على العالم: محاكمة مجرم حرب

نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 05:26 م

محمد مزيد حكم على المجرم الصربي الضابط ميلوراد تربيتش المتهم بالمجزرة البشرية في البوسنة والهرسك 30 عاماً لتورطه في قتل الرجال والصبيان في مدينة سريبرينيتشا عام 1995 .لقد تآمر هذا المجرم بجمع الاف المسلمين البوسنيين من الذكور حصرا واحتجازهم ثم إعدامهم ودفنهم في بلدة سريبرينيتشا،
في إطار أبشع إبادة عنصرية كللت تاريخ العنصريين عبر الزمان بالعار والخزي البشري. وتقدر التقارير آنذاك ان عدد المعدومين على يد هذا الخنزير البشري بـ 8 الاف رجل وصبي ، كانت جريرتهم وتهمتهم التي اعدموا بسببها انهم مسلمون، وقالت المحكمة في بيان لائحة الاتهام الموجه لهذا المجرم انه تورط في اعمال إجرامية مشتركة في الفترة بين 12 تموز و30 تشرين الثاني عام 1995 لقتل ذكور بو سنيين في المنطقة الواقعة تحت سلطة كتيبة زفورنيك من صرب البوسنة.من المؤكد ان رئيس هذا المجرم والمعتقل حاليا في سجون المحكمة الدولية سيلقى حكما سيكون مصيره أقسى من الضابط الذي نفذ الجريمة، وتذكر التقارير ان زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش سيمثل أمام المحكمة في لاهاي في السادس والعشرين من الشهر الحالي، حيث توجه له 11 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فيها مجزرة سريبرينيتشا.خبراء التأويل السياسي يذهبون أحياناً الى تفسير ظواهر شاذة في بنية التاريخ المعاصر فيشيرون الى ان النوازع العنصرية والطائفية والدينية اذا ما استحكمت في عقول الحكومات التوتاليتارية فأنها ستؤدي الى كوارث مدمرة اقوى من الكوارث الطبيعية، في سحق المجموعات البشرية، ويقولون بأن أتباع الدكتاتورية، في هذا الزمن، او في الأزمنة الغابرة، كانوا أساطين في صنع وابتكار الوسائل العجيبة  في سبيل الارتفاع بطائفتها او مجموعتها فوق المجاميع الإنسانية الاخرى التي تتعايش معها على نفس البقعة الجغرافية.ما حصل في البوسنة والهرسك في تلك السنوات التي اشتد فيها الخلاف الديني  والعنصري بين أبناء يوغسلافيا السابقة، كان يمثل نوعا من الاندفاع للإبقاء على النموذج النوعي للمجموعة العنصرية التي قامت بالتقتيل والذبح والإعدام  الجماعي فوق كل الأنواع الأخرى، وذلك على مرأى ومسمع الحضارة الأوروبية المتقدمة التي كانت تراقب وتنشد وتأمل ان ينتهي هذا الدمار، وانها لم تجد سبيلا لإيقاف نزيف الدم الذي اغرق شوارع الحزن  في مدينة سريبرينيتشا، الا بالضربات الساحقة التي قام بها الحلف الأطلسي لإنقاذ المسلمين في هذه البقعة من الأرض. كم ينبغي للتاريخ أن يستذكر مجازر القادة العنصريين الذين لوثوا سمعته كي يصحو على نفسه ولا يعود الى تكرارها ثانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram