اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > لاجئون: على المسؤولين العراقيين أن يتذكروا معاملتنا لهم في الشام

لاجئون: على المسؤولين العراقيين أن يتذكروا معاملتنا لهم في الشام

نشر في: 30 يوليو, 2012: 06:58 م

 القائم/ يوسف المحمداوي.. تصوير/ محمود رؤوف هناك.. قصائد تبحث عن شعراء... دموع تبحث عن مناديل.. شوق يحلم بلقاء، خطوط حمراء تجاوزها الإهمال، رمضان لا يمسك عن الوجع، كل شيء هناك تؤطره تأوهات لا تنقطع، وصلوات لم تجد الدعاء الذي يفلح بأغراء الفرج، قلوب تبحث عن وطن غادرته البيوت،
 عيون تحدق دون أن ترى السبيل، وألسنة تستجدي الحلول، وليل طويل كطريق المنافي حين تصبح الأوطان شظايا موت، وكواتم صوت زغاريدها تطرب تجار الحروب... الحروب... أدمنا الحروب.. ومع كل نزوة رصاص ...ولادة سرب من الأيتام، وقافلة من الأرامل. قوانين الدخولأم عمر أرملة بلغت من الحزن عتيا، بعد أن فقدت زوجها في إحدى معارك الجيش الحر مع الجيش النظامي داخل مدينة البوكمال أثناء عودته من موقع عمله باتجاه البيت، أم عمر التي تنحدر من أصول عراقية ولها ثلاثة أولاد جميعهم تجاوزوا السن القانوني، والتعليمات لا تسمح لمن تجاوز الـ(18)عاما بالدخول مع والدته لكونهم يتبعون الأب الذي يحمل الجنسية السورية، لذا بقيت أم عمر مع أولادها في مركز الإيواء، على الرغم من محاولات أهلها المقيمين في قضاء راوه بإقناعها بالخروج من المركز، ومن ثم سيجدون حلولا قانونية لاستعادة أبنائها، لكنها آثرت البقاء مؤكدة أنها ستعود معهم إلى سوريا في حالة إصرار الحكومة العراقية على عدم إيجاد الحلول لهم.إعلام ممنوع وآخر مدللعمر الذي رافقني في الجولة داخل المركز اشترط عدم التصوير على فريق "المدى" في قاعات المدرسة، وعزا ذلك بسبب وجود العوائل وخاصة النساء، وافقنا على طلب لاسيما أن دخولنا كان بصورة مخالفة لتعليمات الحكومة، التي ترفض مواجهة القنوات الإعلامية للاجئين، طبعا باستثناء القنوات المحابية والمحسوبة لها، وشاهد الجميع تلك القنوات المدللة كيف تجول وتصول في المنافذ الحدودية ومراكز تجمع اللاجئين السوريين، ولاحظت أن البعض من وسائل الإعلام التي أسميناها بالمدللة، استطاعت تجاوز الحدود وتصوير الأوضاع هناك، والتقاط التصريحات بما يخدم مؤسساتها على حساب اللاجئ المبتلى.البعض منها لفق الأشياء على هوى مؤسساته، ومثال ذلك قناة الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر، بأنها قامت بتصوير جموع من أهالي الانبار الذين تجمعوا قرب أبواب مراكز اللاجئين، لغرض مواجهة الأقرباء منهم، او لغرض تقديم المعونات لهم، وكنا نتوقع كما يقول الشيخ عامر بأنها ستبث تقريرا يمتدح مواقف أهل الانبار ولكن جاء التقرير مخالفا لكل الأعراف المهنية، حين يقول "قامت مجاميع من أهالي القائم بمحاصرة مراكز اللاجئين وطلبت منهم مغادرة العراق".الأسى مكياج الملامحوأي عاقل لا يمكن أن يصدق ذلك، لكون أهالي الانبار بشيبهم وشبابهم ونسائهم وأطفالهم، كان كل واحد منهم مضيفا للكرم والحب والعون لجميع اللاجئين من دون استثناء، وهذا الأمر رصدته المدى ميدانيا، على المستويين الحكومي والشعبي وعاشته بجميع مفرداته.أم سعد التي تنتظر وصول زوجها الذي لم يأت معهم لارتباطه بأمور يجب أن ينهيا ثم يلتحق بهم، بينت للمدى بأنها في موقف مخجل من جاراتها السوريات اللواتي أغرتهن بالمجيء والقول لهن بأنهن سيكنّ موضع تقدير واحترام من العراقيين حكومة وشعبا، وسيشعرن بالسعادة والأمان في بيوتهم وضيافتهم، ولكني تفاجأت بما حصل كما تقول أم سعد التي تتكلم ومظاهر الأسى هي مكياج لملامح وجهها المحبط.رسالة من لاجئةمضيفة وهي تحملني أمانة توصيل رسالة مفادها "إلى سادة البلد في الحكومة العراقية واخص بالذكر منهم الذين لجأوا إلى سوريا ،عندما كانوا ملاحقين من قبل صدام، هل قام السوريون باحتجازكم؟ هل جعلناكم في مراكز تحاصرها القوات الأمنية، ويقومون بإحصائكم ليلا ونهارا؟ هل جعلنا عوائلكم في وضع كالذي نعيشه في قاعات اختلطت فيه النساء مع الرجال - كبارا وصغارا - وكأننا غجر، هل مر عليكم يا قادة البلد شهر رمضان في سوريا كما يمر بنا اليوم في العراق؟ أم أنكم عشتم كجزء من الشعب السوري في كل شيء، أنا اعرف بان بلدكم ما زال جريحا، وأدرك تماما أنكم تخشون من رجالنا وتنظروا إليهم كإرهابيين  لا سمح الله، ولو كانوا كذلك يا سادتي فسوريا الآن ساحة مفتوحة للإرهاب ولفضلوا البقاء هناك وما تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وكل شيء من اجل سلامة أطفالهم، هاربين من الإرهاب والموت، ومع ذلك اقترح عليكم أن تطلقوا سبيل النساء والأطفال والشيوخ، وفق كفالة من أهلنا في العراق، أما الرجال والشباب ممن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، نتركهم وديعة في الأماكن التي تقررونها انتم، لحين يقرر الله أمره ويفرج الغم والهم عن وطننا سوريا، أقول هذا وفي القلب منكم جروح وقروح من العتب أهدئها بقول القائل "أهلي وإن جاروا علي كرام"، أتمنى أن تتذكروا ذلك والأيام دول، والمواقف ندوب في الذاكرة يا سادتي".اعتقد أن رسالة أم سعد لا تحتاج إلى تعليق.قلة الوعي الإداري في المنفذاحد اللاجئين ولكونه موظفاً في تربية البوكمال رفض ذكر اسمه واكتفى بالقول أن اسمه حمد من عشيرة السلمان الدليمية، روى لنا معاناة اللاجئين في المنافذ الحدودية، يقول اثناء تسجيلنا في المنافذ أمرونا بالصعود في الباصات، والمشكلة أن العائلة الواحدة انقسمت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram