المدى الثقافي نعى وزير الثقافة الشاعر الراحل حليم سالم الذي توفي أمس الأول في القاهرة قائلاً: أنه برحيل الشاعر الكبير تفقد مصر قامة شعرية وأدبية شاهقة، وواحدا من فحول الشعراء الذين أسهموا بما قدموه من ثراء فكري ومعرفي وشعري في استنهاض الأمة وبعث الحياة في وجدانها.
واصفا حلمي سالم أنه مثال للمبدع الملتزم، الذي هم نفسه بهموم الوطن، له من مساهمات غنية ومتميزة ليس في الشعر فقط ولكن في السياسة والأدب والثقافة، ، وأثرى الحياة الثقافية بأفكاره ومشاركاته النيرة.وحلمي سالم المولود عام 1951 في القاهرة، شاعر وناقد مصري. ويعد من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين.حصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر في القاهرة، ومدير تحرير مجلة أدب ونقد الفكرية الثقافية المصرية. ورئيس تحرير مجلة قوس قزح الثقافية المستقلة. حاصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. اقترن حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات، ومن شعرائها حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم.نشر له في شتاء 2007 بمجلة "إبداع" الفنية القاهرية التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قصيدة حملت عنوان "شرفة ليلى مراد" كانت قد نشرت سابقا في ديوان شعري بعنوان "الثناء على الضعف". إلا أن رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدر حينها قرارا بسحب نسخ العدد من الأسواق لما رأى بأن بعض ما ورد في القصيدة "يسيء إلى الذات الإلهية". ليتهمه مجمع البحوث الإسلامية وهو أحد هيئات مؤسسة الأزهر في تقرير خرج عنه بكتابة قصيدة "تحمل إلحاداً وزندقة". ليتعرض لحملة تطالب بما وصف "باستتابته" بعد أن وقع بيان بالأمر نحو مائة شخصية إسلامية، لينتقدها لاحقا مثقفون مصريون واصفين إياها "بحملة تكفيرية وبثقافة الإرهاب". وفي أبريل 2008 أصدرت محكمة القضاء الإداري المصرية حكما قضائيا يطالب وزارة الثقافة بعدم منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم بدعوى "إساءته للذات الإلهية" ليقوم الشيخ يوسف البدري وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بعدها بدعوى قضائية ضد وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي مطالبا إياهما بتنفيذ قرار سحب الجائزة التي منحت لحلمي سالم. إلا أنه وكما ذكر في جريدة الحياة فان تنفيذ القرار "استبعد" على اعتبار أن أياً من فاروق حسني وعلي أبو شادي لم يصدرا قراراً بمنح حلمي سالم الجائزة له، كون القرار جاء من لجنة متخصصة بالمجلس الأعلى للثقافة وبناء على عملية تصويت بين أعضاء المجلس.لاحقا في نفس الشهر طعن المجلس الأعلى للثقافة في قرار المحكمة ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن الطعن جاء "كدعوة للتنوير ومحاربة الظلامية التي توقف كل عمل إبداعي". ومن جهته قال حلمي سالم إنه لم يطلب من وزارة الثقافة الطعن في الحكم أو استئنافه مضيفا بأنه "يعتقد أنه حصل على الجائزة بالفعل". وفي رده حول اتهام أن القصيدة تسيء للذات الإلهية، نفى سالم الاتهام مضيفا "..لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين. وهذا معنى ديني ذكر في القرآن الكريم...حيث قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرأون الأدب قراءة حرفية ضيقة..وللشاعر العديد من الآثار الأدبية منها ثماني عشرة مجموعة شعرية ، وعدد من الدراسات في مجالات الأدب والسياسة.
رحيل الشاعر المصري حلمي سالم..أبــــــرز أصــــــوات الجيـــــــل السبعيني
نشر في: 30 يوليو, 2012: 07:07 م