عواد ناصر بمناسبة اقتراب الذكرى الخمسين لرحيل مارلين مونرو (ولدت في الأول من حزيران (يونيو) 1926 ورحلت في الخامس من آب (أغسطس) 1962) صدر كتاب جديد، يتناول سيرة حياتها وضعته لويس بانر Lois Banner بعنوان(Marilyn: The Passion and the Paradox - مارلين: العشق والمفارقة). مؤلفة الكتاب لويس بانر ناشطة نسوية أمريكية وأكاديمية تحمل شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا.
من لم يشاهد تلك الصورة الفوتوغرافية الأكثر شهرة في القرن العشرين: مارلين مونرو، واسمها الحقيقي نورما جين مورتنسون، تقف على أحد أرصفة المترو فتطير تنورتها البيضاء بسبب ريح متحرشة جنسيا بإحدى أجمل نساء العالم، إن لم تكن أجملهن طرّاً.مثل الملايين عبر العالم الذين سحرتهم هذه الساحرة الشقراء، كانت مونرو، عندي، أيقونة حب من طرف واحد وتّرت مراهقتي ورجولتي ومن ثم طريقة نظري إلى أفلامها التي لم تشوقني كثيراً، مثل بقية أفلام عديدة شاهدتها لم تكن فيها نجمة مثل مارلين، والسبب كما أظن هو: إنها نجمة سينمائية يتفوق جمالها الخارجي على فنها، مهما أبدعت من جمال داخلي، فعيون النظارة لا يرون إلا إلى جمالها في الفيلم وآذانهم لا تسمع إلا صوتها الأثيري، حتى في الحوار السينمائي، وبالمناسبة هي مغنية أيضاً.مثل ملايين الرجال من ضحاياها، الذين لم تعرفهم مارلين، لكنها تستشعرهم، كنت ولم أزل واحداً من ضحاياها وقد دخلت غرفة نومها مئات المرات وكذلك فعلت هي ودخلت غرفة نومي مئات المرات، حالماً، مستحلماً، يقظاً.ما عزز إعجابي بهذه الأيقونة الدرامية صورة فوتوغرافية لها عثرت عليها في مجلة لندنية قبل أكثر من خمس سنوات، فاقتطعتها وأطرتها وعلقتها على جدار كوخي الخشبي في آخر حديقة البيت.صورة مارلين تلك التقطت لها بالمايوه في حديقة كبيرة ولا بد أن ثمة مسبحا منزليا – لم يظهر بالصورة – لأن المايوه يستدعي وجود مسبح، وقد جلست على عارضة خشبية غير مخصصة للجلوس وكانت تقرأ كتاباً، وهذا الكتاب هو ما عزز إعجابي واحترامي لأيقونة الملايين لأن الكتاب كان رواية "يوليسيس" لجيمس جويس!الأيقونة القارئة لا تستعرض حالها الثقافية المزيفة أمام عدسات المصورين، فنجمة شهيرة لا تحتاج تزويراً فوتوغرافياً، رغم أن صور المشاهير لا بد أن تكون مدروسة بعناية، لأن هذه القارئة كانت عند الصفحات الأخيرة من الرواية كما يبدو في الصورة.امتصت نجمة سينمائية، وهي تعبر سماء أميركا مثل شهاب سحري، العنفوان الهائل للولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتصار على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية والازدهار الاقتصادي في بداية خمسينات القرن الماضي، بل أن مؤلفة الكتاب تمضي إلى القول إن مارلين مونرو، بما لها من سطوة وجاذبية وحضور مذهل خففت، بشكل من الأشكال مخاوف الأمريكان من الحرب الباردة وخطر الشيوعية خارج أمريكا وداخلها وظاهرة المثلية الجنسية! طبيبها النفسي المعالج، رالف غرينسون، إثر اشتداد أزمتها الصحية بفعل المخدرات والضغوط الثقيلة جراء وجودها في "وكر الذئاب" من آل كنيدي كان آخر من رآها قبل رحيلها وهي ميتة في سريرها عارية مغطاة بشرشف، وتكشف مؤلفة الكتاب أن مارلين حاولت أن تغوي غرينسون ولكنه رفض (هل ثمة رجل يرفض إغواء مارلين؟) مبيناً أنه لمن الجرم أن يمارس طبيب الجنس مع أحد مرضاه، وعندما سئل عن سبب موتها، كطبيب خاص وصديق حميم، أجاب: "اسألوا بوبي – ويعني روبرت كنيدي – لأنه أمضى ليلته في بيتها". روبرت كنيدي أنكر هذا – طبعاً – واعتبرت الأيقونة منتحرة.من آرائها السياسية تصريحها بأن "جميع السود واليهود والعرب أخوتها". تغمدها الله برحمته الواسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حرف علّة.. مارلين الأيقونة الساحرة
نشر في: 30 يوليو, 2012: 07:12 م