TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: بغداد" صويلح شراد

نص ردن: بغداد" صويلح شراد

نشر في: 30 يوليو, 2012: 08:58 م

 علاء حسن من  ابتكارات النظام السابق الغريبة العجيبة انه قرر اعتماد احصاء عام 1957  لامتلاك العقار في العاصمة بغداد،  وحدد بيع وشراء العقارات في حي الاعظمية  بابنائها فقط ، ولايجوز لغيرهم  من احياء العاصمة الاخرى  شراء منزل في ذلك الحي .
قرار النظام السابق مجحف بامتياز ، ولكنه  بحسب تخريجات وتشريعات ذلك  الوقت ينطلق من الايمان بالمشروع النهضوي العروبي ، لتحقيق النصر الناجز على العدوان الثلاثيني الغاشم ، ومثل هذه الشعارات كانت وقتذاك  لافتات رسمية للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان .اعتماد احصاء عام 57  للتملك في بغداد ، خلف   مشاكل مازالت تنتظر الحسم في المحاكم ،  والامثلة كثيرة  فهناك من رفض تسجيل العقار المسجل باسمه  لغيره ،  ومن مثل هذه الافلام لم تصل بعد الى نهايتها  وانها بحاجة ماسة الى تدخل جهات متعددة لانهاء   معاناة من اشترى عقارا في بغداد وسجله باسم غيره . قرار النظام السابق  وبكل ما يحمل من انتهاك فاضح لحقوق الانسان ، يراه بعض العراقيين بانه  ينطوي على فوائد مستقبلية ، شلون ؟  معظم اعضاء مجلس محافظة بغداد ، لم يولدوا فيها ، ولم تعرفهم الاحياء الشعبية ، وصلوا الى العاصمة بقطار حزبي ، قادمين من قرى جنوبية ، ومرحبا بهم بالعاصمة ، ولكنها رفضتهم لانهم  لم يمنحوها ما تستحق من رعاية وخدمة  ، بل اسهموا بانحطاطها، ولو  كان المسؤولون المحليون  من سكنة العاصمة  لكانت الصورة بشكل اخر ، وهنا  تبدو الفائدة من قرار جائر ، ولاسيما ان العراق لا يصنف ضمن دول  المؤسسات  وبعد الوصول الى هذه المرحلة ،  والله وحده يعلم تاريخها، يمكن الغاء  مسقط الرأس شرط الترشح لخوض الانتخابات المحلية ، والمسألة لاتحتاج الى قرار توافقي فليس من المعقول ان يخدم  ابن الطارمية  كحلاء ميسان ، وابن  دواية الناصرية حي المنصور في بغداد ، المعادلة غير  متوازنة ياجماعة الخير ، واعلموا ان للجغرافية  عوامل تاثير مهمة في حركة التاريخ ، وتطور  المجتمعات وتاسيس الدول . في ستينات القرن الماضي  كان صويلح  شراد غير قادر على الوصول الى باب الدروازة في منطقة الكاظمية ، لانه يخشى  المدينة  ، واخر نقطة له تكون قرب كراج التاجي ، يتناول نفر الكباب ويشتري علبة سجائر من نوع غازي  ثم يعود الى  قريته بباص الخشب ، وفي المساء يتخلى عن كيس التتن ، وفي مضيف شيخ العشيرة  يدخن سيجارته المفضلة   وكأنه فتى اعلان بنسخة اميركية . بعد مرور سنوات  وتحديدا في العام 2009   اعلن صويلح استعداده لخوض الانتخابات المحلية عن العاصمة بغداد ،   وله كامل الحق في هذا  الخيار انه يعيش في اجواء  الحرية والديمقراطية ، ويمتلك   مواصفات  لا تتوفر لدى غيره فهو بحسب سجل عام 1957 من مواليد العاصمة بغداد ، وليس امامه سوى ان يقدم معاملة لتغيير  اسمه من   صويلح شراد   ،  الى صلاح شاكر  لكي يمنحه الاسم الجديد صفة حضارية تؤهله لخوض العملية الانتخابية المقبلة ، ثم تحقيق اهدافه في تطوير باب الدروازة المنطقة التي كان يحلم في الوصول اليها قبل عشرات السنين ، ومن  ابي جعفر المنصور الى صويلح  شراد  بغداد تنهض من جديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram