 بنكلورـ الهند/ وجدان صالحفهد سعد وانس مؤيد  شابان عراقيان في مقتبل العمر غادرا العراق للدراسة في الهند عندما لم يتمكنا من تحقيق طموحهما في الدخول لكلية الصيدلة ببغداد ، فاختارا جامعة ( راجيف غندي)  كلية اكسفورد الطبية في مدينة بنكلور الهندية ، وهي المدينة المصنفة أولا دراسيا وعلميا لاحتضانها اعرق الجامعات المتخصصة بالطب والهندسة وعلوم الحاسبات ، وتوصف كذلك بانها مدينة العلم والجمال والطبيعة الخلابة.
وكان من الطبيعي ان يعانيا إشكالات الحياة في الغربة وصعوبة التكيف مع ظروف البلد الذي يقيما فيه خصوصا وأنهما يفتقران لاي تجربة سابقة ، لكن موعدا لم يكن في الحسبان قادهم دون تخطيط مسبق لخوض تجربة إنسانية فريدة غيرت حياتهما وأضفت عليها ترابطا وديا وأنسانيا مع العديد من المواطنين.يقول انس : استقبلنا في احد الأيام صديقاً قدم الى الهند لإجراء عملية جراحية في القلب ، ولأنه يجهل  عنوان المشفى الذي قصده ويفتقر للغة التي تساعده في مقصده ، فإننا أخذنا على عاتقنا مرافقته مترجمين وإدلاء ومرافقين له في المشفى طيلة مراحل علاجه حتى مغادرته معافى .واذا بهذه التجربة تقودهما الى تكرارها مع مواطنين آخرين عراقيين ومن جنسيات مختلفة ، يبدأون باستقبالهم في المطار وينطلقون في رحلة مستمرة يوميا داخل  ردهات المشافي وصالات العمليات حتى لحظه مغادرتهم  دون أي مقابل.يقول فهد: كنا نسمع على الدوام عن حكايات النصب والاحتيال التي يتعرض لها الكثير من المواطنين الذين يقصدون بلدانا أخرى للعلاج والتطبيب ، وبعد خوض هذه التجربة بدأت المشاعر الإنسانية المتجردة تغمرنا تماما ، فمفهوم العمل الإنساني مفهوم تمتزج فيه مشاعر عديدة وتتركك في زهو نفسي وإحساس بالرضا والمحبة ، لكل الناس بغض النظر عن هوياتهم ومشاربهم وبلدانهم ودياناتهم ، وكانت الحصيلة لحد الان ارتباطنا بعلاقات حميمة مع العديد من المواطنين من بلدات عراقية مختلفة ناهيك عن مواطنين من بلدان اخرى مختلفة.يضيف انس:  يجب أن لا ننسى إن استمرار وجودنا في تلك المشافي فتح أمامنا آفاقا جديدة منها ارتباطنا بعلاقات صداقة مع العديد من الأطباء والجراحين الهنود إضافة الى اكتسابنا لمعلومات طبية غزيرة ستفيدنا حتما في المستقبل بعد تخرجنا وعملنا كصيادلة.ويختتم حديثه بالقول: يجب  ألا  ننسى إنسانيتنا ونحن نحقق أحلامنا وطموحاتنا الخاصة ، هذا ما  تعلمناه  من هذه التجربة الإنسانية التي سيكون لها بالتأكيد انعكاسات غنية ومهمة في حياتنا المقبلة.