TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > توقيع: فيلـــم هـــــندي

توقيع: فيلـــم هـــــندي

نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 05:42 م

وارد بدر السالمحملت الأنباء العاجلة قبل يومين إلقاء القبض في ماليزيا على "محمد الدايني" عضو مجلس النواب، بعد فراره من العراق إثر تجريمه بحادثة تفجير مجلس النواب قبل ثمانية أشهر تقريباً، الأمر الذي أدى الى استشهاد أحد النواب وجرح الكثيرين..
هذه قصة من قصص الفلتان الأمني الرسمي التي لم تعد تفاجىء أحداً من العراقيين، وهي واحدة من قصص الفساد الكبير الذي عمّ البلاد ودوائرها ومكاتبها الرسمية وغير الرسمية. وبظننا ان قصة الدايني تصلح أن تكون عملاً فنياً يرقى الى قصص الجريمة الهوليوودية الكبيرة.فقصة جريمته وفراره وإرجاعه  من الأجواء ثم اختفائه وظهوره في ماليزيا وإلقاء القبض عليه هناك، تصلح أن تكون سيناريو لفيلم من أفلام جيمس بوند الشهيرة، لما فيها من "متعة" وجذب وشد وترقب وإبهار، ولاشك أن جعلها فيلماً سينمائياً سيكون له الأثر الجميل في كشف المستور داخل الدولة العراقية عبر أحد نوابها الذي كان بطل الفيلم حتى اللحظة وهو يقبع في الحجز الماليزي! على أن تتخلله حفنة من أغاني الكاولية والهجع والجوبي، وشريطة أن يكون المخرج هندياً حتى تكتمل الصورة بخرابها العام!ولكي يكون الفيلم حافلاً بالإثارة السينمائية والتشويق والفنطازيا والخيال العلمي والواقعية القذرة في أحلك صورها وأكثرها استفزازاً نقترح على كاتب السيناريو أن يضع أمام عينيه هذه التساؤلات والصور "الشعرية" الغزيرة بالتأمل:بعد تفجير مطعم مجلس النواب ومقتل أحد النواب وجرح آخرين، حاول الدايني الهرب من العراق باتجاه الأردن، غير أنه تم استدعاء الطائرة التي تقله بعد ان غادرت الأجواء العراقية، لكن الدايني اختفى من المطار بعد إرجاع الطائرة بقدرة قادر ليظهر أخيراً في ماليزيا!يمكن لكاتب السيناريو أن يتساءل حتى يكون مقنعاً لجمهوره: كيف "فلت" الدايني من قبضة العدالة وحاول أن ينفذ بجلده الى الأردن! والمؤشرات تقول أنه على صلة وطيدة بالحادث من خلال إلقاء القبض على ابن شقيقته رياض الدايني ومسؤول حمايته علاء خيرالله وتسجيل اعترافاتهما في القضاء!قصة إرجاعه من السماء الى الأرض والى مطار بغداد وحدها تصلح أن تكون مفصلاً من مفاصل التشويق والغرابة، فالحكومة العراقية التي توفرت لديها معلومات موثوقة عن تجريم الدايني وهو على متن الطائرة هي التي أمرت بعودة الطائرة لإلقاء القبض عليه وتقديمه الى القضاء، ترى لماذا لم تلقٍ القبض عليه؟ وكيف اختفى من المطار؟ ومن له سلطة على تمريره وإلباسه طاقية الإخفاء كي لا تراه عيون الحكومة التي تحصي أنفاس المسافرين الذاهبين والقادمين؟والأمرُّ من ذلك: أين ذهب الدايني بعد إرجاع طائرته؟ هل بقي في بغداد؟ هل تخفى؟ وأين؟ هل من المعقول أن تشكيلات خطة فرض القانون غير قادرة على إلقاء القبض عليه؟ والسؤال الآخر الذي لا يقل غرابة عن غيره: كيف هرب الدايني ثانية من العراق؟ ومن أي منفذ؟ وهل السلطات الحكومية غافلة عنه؟ ومن الذي سرّبه؟ وما مصلحته؟ وأين ذهب؟ الى سوريا؟ أم الأردن؟ أم الى دولة أخرى؟ ترى لماذا هذه الدول لم تلقٍ القبض عليه؟ ولماذا ماليزيا هي التي رصدته وقبضت عليه؟مثل هذه الأسئلة وهي مكررة ومتعبة تحتاج من كاتب السيناريو أن يضع لها مخارج صحيحة، لا ليكون مشوقاً حسب، بل ليضحك على جمهورٍ سطحي جاء لقضاء ساعتين في مشاهدة فيلم عن رئيس عصابة لا نائب "انتخبه" الشعب!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مسرحية عراقية تفوز بـ"الفضية" في مهرجان قرطاج

الفنان علي شريف.. سرد بصري لروح المدينة

بحضور شقيقتها.. افتتاح نصب الشاعرة نازك الملائكة في بغداد

(خلجات) المعرض الشخصي للفنان الفوتوغرافي أنور درويش

التعداد السكاني يكشف أكبر معمرة في واسط بعمر 124 عاماً

مقالات ذات صلة

الفكر التنويري عند هادي العلوي في جمعية الثقافة للجميع

الفكر التنويري عند هادي العلوي في جمعية الثقافة للجميع

 متابعة المدى قامت جمعية الثقافة للجميع محاضرة بعنوان (الفكر التنويري عند هادي العلوي)، شارك فيها أ.د عدنان عبيد المسعودي، والباحث سعدون هليل، وأدار الجلسة جاسم العلي. بمناسبة الاحتفاء بصدور كتاب (هادي العلوي وفكره...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram