TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: فــــــــات الأوان يـــــــا جـــعـــفــــر!

مصارحة حرة: فــــــــات الأوان يـــــــا جـــعـــفــــر!

نشر في: 31 يوليو, 2012: 06:48 م

 إياد الصالحيتملي الظروف أحياناً على المرء أن يكون أكثر صرامة وجدية في تشخيص واقع حال تتلاعب به العلاقات لتأكل من جرف مصلحة البلد في محفل دولي يكون المسؤول الأول عن تعريض سمعته للانتقادات السلبية إذا ما فضل الصمت ولم يفضح ذلك عبر وسائل الإعلام المحلية والخارجية
كما يحصل اليوم للبعثة الرياضية المتواجدة في دورة لندن حيث كثر اللغط عن مجاملة رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي لعدد من أعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات بتمرير كتاب إيفادهم ضمن البعثة بصفة إداريين التي لا تتناسب مع مهامهم ومستوى المسؤولية المنوطة بهم.لهذا لم يرض وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر البقاء صامتاً وهو يحل ضيفاً على اللجنة المنظمة للاولمبياد ، فقد اختار فرصة لقاء الموفد الصحفي للبعثة الزميل عمار طاهر ليفضح ترهل البعثة وينتزع سهم انتقاده من غمد سلطته الرياضية مسدداً إياه صوب الاولمبية الوطنية ، متهماً بعض أعضائها " أنهم انصرفوا عن الغرض الذي جاؤوا من اجله "! ما يؤكد رفض وزارته تركيبة الوفد غير المتوازنة واستيائها من تأثير ذلك على تواضع نتائج الرياضيين المشاركين في الدورة ببطاقات بيض كشفت ضحالة التحضير وتورط رياضتنا في زج لاعبين مبتدئين لم يتقنوا حرفية المواجهة لأبطال عرفوا طريق الذهب منذ سنين طوال.وإذا كنا نرفع القبعة للمهندس جعفر ونحيي صراحته في إدانة تشكيل البعثة وقراءة مستقبل الرياضة بصورة متأنية فإنه لن يسلم من النقد الموضوعي مثلما عرفه عنا في مناسبات سابقة، فقد كان عليه تحمل المسؤولية بوقت مبكر ويدلي بصوته كممثل للحكومة من جهة وراعي مصالح الرياضيين من جهة أخرى ، وهو يعلم إن إعلان قائمة البعثة نـُشر في الصحف المحلية ووسائل الإعلام الأخرى قبل شهر من إيقاد شعلة الافتتاح وكان يفترض به إبداء وجهة نظر الاعتراض ومنع التلاعب والمزاجية في تسمية بعض الأشخاص حفاظاً على المال العام الذي أقـرّ في تصريحه الساخن بأنه انفق على رحلة سياحية لا علاقة لها بالمشاركة .. ولكن بعد فوات الأوان!وثمة أمر لابد أن يكون بمثابة درس بليغ للجميع ، فما شاهده وزير الشباب والرياضة من منشآت ومواقع رياضية متكاملة ساعدت أبطال بريطانيا على بلوغ أقصى درجات الإعداد والمنافسة على ذهب الدورة نأمل أن يكون خير حافزاً له ولملاكات الوزارة الهندسية وبقية المؤسسات الرياضية المهمة لمضاعفة الجهود وانجاز القاعات والمسابح والملاعب ذات الصلة برياضات الانجاز الفردية ، فما تحدث به الوزير بشأن الفارق الكبير في مستوى رياضيينا ونظرائهم في العالم وحاجتهم إلى 10 سنوات مقبلة ليس اكتشافاً جديداً أو سراً مجهولاً ، والصحيح إن العقول الإدارية المتخلفة هي أولى بتقليص الهوة على صعيد التخطيط والدراسة مقارنة مع الدول الأوروبية ليتسنى لنا صناعة أبطال جدد مؤهلين لمقارعة أندادهم في الدورات الاولمبية.وكي لا يطول الحديث عن سلبيات الاختيار غير المتناسق لتوليفة البعثة وما خلفته من ردود أفعال بين الأوساط الإعلامية والجماهيرية فضلاً عن العشوائية والتخبط في تمثيل بعض الرياضيين لبلدنا في هذا المحفل التاريخي، وبهدف جعل المشاركات المقبلة أكثر نجاعة من سابقاتها نقترح أن تلتفت الحكومة عبر ناطقها الرسمي علي الدباغ الذي أبدى أكثر من مرة اهتمامه بشجون الواقع الرياضي ليتوقف عنده بعد انتهاء دورة لندن ويلتقي الطرفين المعنيين بتطويره ورقيـّه (وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية) لبحث أسباب الإنفاق غير المبرمج للميزانية منذ الدورة الانتخابية في نيسان 2009 وحتى الآن وما رافقها من تراجع خطير لجميع الألعاب الاولمبية بسبب تقاطعات جمة دفعت عدداً كبيراً من الاتحادات للتمرد على قرارات المكتب التنفيذي الساعية إلى تقنين الصرف في بطولات مجدية لا ترفيهية ، كما نتمنى ان يخرج اللقاء (الحكومي – الرياضي) بتوصية تفعيل التعاقد مع الخبراء والمتخصصين في صناعة البطل الاولمبي ممن أهملت الاولمبية ملفاتهم خشية ان يعرّوا أجنداتها الفنية والإدارية ما اضطرهم الى ترك البلد وعرض خدماتهم على دول خليجية اقتنص رياضيوها بطاقات التأهل باستحقاق وليس منـّة من أحد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram