عامر القيسي طالب طارق الهاشمي، بمساءلة رئيس الوزراء نوري المالكي، لما أسماه بإخفائه معلومات أمنية عن المجاميع الإرهابية التي كانت تتسلل عبر الحدود السورية – العراقية، منبهاً إلى أن المالكي كان يعرف معلومات خطيرة تتعلق بالإرهابيين وسكت عنها.
وقال الهاشمي في لقاء صحفي مع جريدة الشرق الأوسط "لقد أبلغني السفير بأن المالكي يعلم علم اليقين بالمعلومات الأمنية عن المجاميع الإرهابية ويعرف بالصور والأسماء الإرهابيين الذين دخلوا عبر الحدود السورية وبدعم من النظام السوري من دون أن يتخذ إجراءات معلنة ورادعة، سواء بحق الإرهابيين أو بحق الحكومة السورية". واحدة من أخطر مشاكل البلاد أن ساستها في مواقع القيادة في الصف الأول عادة ما يصحون متأخرين جدا ليكتشفوا أن بين ظهرانينا من يروج للإرهاب ويحميه ويسهل عمله والأكثر مروءة منهم يسكت عنه!وصحوات هؤلاء السادة، الذين ابتلينا بهم،هي أن صحواتهم عادة ما تحدث وتترافق مع اشتداد الصراعات في ما بينهم وتصاعد الأزمات، فنصحو نحن عباد الله على أن السيد الهاشمي يحمي مجموعات إرهابية ويخطط لأعمال الاغتيال بالكواتم كما في صحوة السيد المالكي الذي بقي نائما على ملفات الهاشمي ثلاث سنوات ثم تذكر الرجل أن من يصافحه ويأكل معه ويتبادلان معاً قبلات وابتسامات الأعياد والمناسبات ليس سوى إرهابي وهو في قمة الهرم السياسي، والأمر ينطبق على السيد الهاشمي الذي كان بحاجة ماسة لأن يذكره السفير السوري المنشق بان سوريا الأسد كانت تدعم الإرهاب وان السيد المالكي لديه قوائم بالأسماء والأماكن وهو متحفظ عليها لأسباب لا نعرفها رغم أن الهاشمي يقول إن المالكي لم يكشف ضلوع وإيغال حكومة الأسد بدمائنا بسبب الضغوط الإيرانية!مسخرة هذا الكلام هي أن العراقيين يعرفونه جيدا وليسوا بحاجة لأحد يذكرهم بأن الإرهاب الذي كان يأتينا من دول الجوار كلّها ومنها سوريا يمتلك حواضن في برلماننا العزيز وفي أحصنة طروادة الأحزاب والقوى السياسية حتى المنخرطة منها في العملية السياسية التي تعمل لصالح الأجندة الخارجية بأشكال متنوعة من الإرهاب ومنها الإرهاب السياسي وصفقات الفساد المالي وهو الوجه الثاني للإرهاب، ولو لم يكن الأمر كذلك لما تمكن الإرهاب أن يطاول كل هذه السنين وان ينخر في جسدنا ويفسد علينا حياتنا حتى وصل إلى عقر دار البرلمان والحكومة معا!الملفات تظهر فجأة وتختفي فجأة.. هذا هو حال الواقع السياسي العراقي. تؤدي الملفات اللعينة دورها في التسقيط السياسي وفي الإقصاء والتهديد بلجم الأصوات ثم تعود أمنة مطمئنة إلى أدراجها بانتظار جولة جديدة أو ملف آخر قيد الإعداد والتهيئة للبروز العلني.من المعيب على المالكي والهاشمي وغيرهما أن يتعاملا مع الشعب العراقي بهذه الدرجة من الاستخفاف بالوعي الشعبي واعتباره عنصرا سلبيا مستقبلا ويقاد كما تقاد الدواب في المراعي، رغم أن الحس الشعبي قد أثبت في أكثر من موقعة علو كعبه في تجاوز طروحات السياسيين التي أوصلت البلاد والعباد الى ما هم عليه الآن!كان من الأجدى للهاشمي أن يسلك سلوك المالكي نفسه فيجمع عليه الأدلة ومنها تصريحات السفير السوري الذي "أسره" بما يعرفه الشعب العراقي ويرفع دعوى قضائية نظامية ضده بدل الضجيج الإعلامي الذي لا يروي ولا يشبع. ولو كان لدينا ادعاء عام شعبي فان من حقنا أن نرفع دعاوى قضائية على هذا النمط من السياسيين الذين كانوا يتفرجون على مذابحنا ثم يدينوها بدموع التماسيح!قليلاً من الخجل أيها السادة!
كتابة على الحيطان:صحوة الهاشمي المتأخرة!
نشر في: 31 يوليو, 2012: 08:49 م