بغداد/ وائل نعمة مسؤول كبير يدخل احد فنادق الدرجة الأولى في بغداد لحضور احتفالية، المسؤول وموكبه الجرار بسياراتهم المظللة ذات الدفع الرباعي المكيفة يغلقون الطريق أمام المركبات لأكثر من ساعة دون أن يلتفتوا للطابور الذي تشكل وراءهم. درجات الحرارة في بغداد تصل إلى الخمسين مئوية وتتراجع أحيانا خطوة أو اثنتين إلى الوراء. الركاب في "الكيا" يحتضرون من الحر، الشارع مزدحم والشمس كما يقول احد الركاب " دخلت بين جلدي وقميصي". صاحب السيارة يفضل الاستدارة ويختار شارعا آخر لان الطريق قد أغلق تماما.
يمسح رجل في الأربعين جبينه بقطعة قماش، ويفلت نظاراته الطبية عن انفه المفلطح ليبعد ما تجمع من العرق ما بين عينيه، يفتح صحيفة "المدى" من الوسط، ويسكن جانبها الايسر في حضن راكب اخر في جواره، يقرأ الرجل اخبار البلاد المحلية والسياسية واوضاع اللاجئين السورين والعراقيين الهاربين من العنف الذي يلاحقهم حيثما ارتحلوا.الرجل قبل دقائق كان يقول "لا قيمة للوقت في العراق.. الشارع يغلق متى ما يشاء المسؤول، وطز بالمواطن". يقرأ ما كتب امس في الصفحة الاولى لجريدة (المدى)، "نائب وصف "نصر الله " بالكاذب". سادت امس بين النواب لهجة عنيفة على خلفية انتقاد بعض الشخصيات الدينية التي تبعد عن جغرافية العراق الاف الكيلومترات، ولكن يصر البعض ان يتقدم الاخر باعتذار رسمي وامام الملأ، كما وصف مصدر برلماني لـ"المدى" كلاما منقولا عن لسان ابراهيم الجعفري الذي طالب النائب عن العراقية احمد العلواني بالاعتذار لانه اساء الى حسن نصر الله في برنامج تلفزيوني. لتنتقد العراقية بدورها حديث سامي العسكري المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي بعد انتقاده يوسف القرضاوي.يغلق الرجل صفحات الجريدة ويقول "تبعدنا عن المسؤول الذي اغلق الطريق امتار ولم يحاول ان يعتذر لنا"، متابعا "من يعتذر لنا عن ضياع اموالنا وحقوقنا؟ من يعتذر عن قتل العراقيين خلال سنوات الحرب والارهاب؟"يذكر ان صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" خصصت للحديث عن موضوع الاعتذار والاساءة الى شخصيات دينية. ويشتم المعلقون والمتداخلون في تلك الصفحات الطرف الاخر. ويخلط المشاركون بين العملية السياسية المتأزمة وحزب البعث والقاعدة والارهاب والتدخل الايراني والخليجي. يقول زهير على صفحات "الفيسبوك" وهو داعم لموقف الجعفري: صدق بهاء الاعرجي عندما قال انه احدنا كان لا يحلم ان يكون بالبلدية... بعض النواب لا يستحقون ان يتصدوا للسياسة لا نسمع منهم الا المهاترات وسوء المنطق عبر الفضائيات.فيما يقول مروان في صفحة أخرى على "الفيسبوك" وهو ضد موقف العسكري "إيران تتحكم ببعض السياسيين في العراق وتؤثر في آرائهم".
انتقاد شخصيات دينية في البرلمان يتحول إلى شتائم على الـفيسبوك
نشر في: 31 يوليو, 2012: 09:53 م