TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت: ملحمة بصرية لحدث رياضي

كلاكيت: ملحمة بصرية لحدث رياضي

نشر في: 1 أغسطس, 2012: 10:11 م

 علاء المفرجيعندما فاجأ عشاق السينما قبل خمسة أعوام بفيلمه الجماهيري (المليونير المتشرد) والذي نال عنه حينها ثمانية من جوائز الأوسكار. كان المخرج داني بويل يؤكد حقيقة أن للسينما الانكليزية دائما حضورا فاعلا في المشهد السينمائي، ولا يمكن لأي متابع أن يتجاهل دورها الحقيقي في هذا الفن،
فكان فيلمه هذا الذي حقق إيرادات خيالية في شباك التذاكر لمقدرته المتميزة على الجمع بين المتطلبات التجارية والقيمة الفنية والفكرية العالية، الامر الذي جعله يحظى باهتمام نقدي وجماهيري منقطع النظير.وكان لا بد لمخرج بقامة داني بويل أن يستقر في القمة الذي وضعه بها هذا الفيلم الظاهرة، وجعله احد أهم الأسماء في صناعة السينما في العالم.. وفي الوقت الذي كان عشاق السينما ينتظرون منه فيلما لا يقل مستوى عن حكاية (المليونير المتشرد)، كان هو فخورا في أن يكلف بـ(مهمة قومية) بوزن إخراج عرض افتتاح لواحدة من أهم المناسبات التي يحتفل بها العالم وهي تظاهرة الاولمبياد التي ينتظرها العالم كل اربعة أعوام..لم تكن بالمهمة السهلة، وصعوبتها بالنسبة لبويل تكمن بالأساس في أنها رهان على مقدرته في الاستمرار في النجاح والشهرة التي حققها له مليونيره المتشرد.وقبل أن يفاجئ العالم بعرضه المبهر لافتتاح اولمبياد لندن كان على بويل أن يأخذ بالاعتبار عروض الافتتاح الناجحة لهذه التظاهرة الرياضية في أكثر من دورة وآخرها افتتاح دورة بيجين في الصين التي أبهرت بدورها العالم بفخامتها وجماليتها وقت ذاك، فما الذي يمكن أن يضيفه بويل ليميز عرضه هذا عن باقي عروض الافتتاح التي سبقته  .كان يجب أن يشير العرض إلى اللمسة السينمائية الساحرة ، كان يجب على السينما برؤية بويل أن تقول كلمتها في هذا العرض الأخاذ الذي سمر أكثر من مليار مشاهد أمام شاشة التلفزيون تابعوا سحر العرض الذي أراد منه مخرجه أن يكون عمل الخلود المرتجى له، لِمَ لا وهو ملحمة بصرية صاغتها رؤية مخرج موهوب.السينما خطفت بريق الحدث من الرياضة، فقد قدمت أهم الأسباب لنجاح هذه الدورة من خلال هذا العرض الساحر للحدث الرياضي..بويل ومن أجل أن يتميز عرضه عن باقي عروض الافتتاح الأخرى لم تشغله فكرة أن يقدم عرضا يلم بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا أو يجعل فكرة العرض تختصر ملامح البلد المنظم فقط... بل انه سعى إلى أن يقدم ملحمة وطنية بكل ما تعنيه هذه الكلمة وبصياغة سينمائية تعززها موهبة إخراجية كالتي يمتلكها بويل.وهذا ما حصل بالضبط، فكرة العرض الذكية لم تخذلها معالجة استطاعت أن تترجم أجمل ما في هذه الفكرة. عرض الافتتاح وإن كان يحمل بصمة صانعيه إلا انه بمشاركة حشد هائل من أبناء هذا البلد مثلما كان هذا العرض يشير لهم ويوثق تاريخهم، باختصار انه صورة لتاريخ انكلترا  وللشخصية البريطانية وأيضا لجدارة ومقدرة مخرجه.لن تبالغ التايمز عندما وصفته بأنه (العرض الأفضل على مر التاريخ) ... مكانة صاحبة الجلالة الملكة ووقارها المعروف لم يمنعها من أن تسهم في هذا (الحشد الوطني) الذي صاغته عبقرية بويل لتكون فيه (فتاة جيمس بوند الجديدة) وتقبل بدور تمثيلي في هذه الملحمة الإخراجية مع نجم سلسلة جيمس بوند النجم دانييل كريغ.... ثم تاريخ بلد يتجسد بأرض ريفية خضراء ومرورا بأعمدة المداخن التي ميزت الثورة الصناعية ووصولا إلى عصر الإنترنت .. فضلا عن الإشارة إلى رموز وشواخص في تاريخ بريطانيا إن شكسبير وعاصفته منها.... صورة نابضة بالحياة لتاريخ وثقافة بلد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram