إكرام زين العابدينالحقيقة عملة غالية ونادرة في وقتنا الحالي قد تكلف صاحبها كثيراً في زمن غاب عنه التعامل باخلاقية الشجعان وحضرت بدلاً منه سياسة التلون والدفاع عن المصالح الشخصية الضيقة.خيط رفيع يفصل بين الحقيقة الناصعة والخيال الكاذب ، لكن للاسف بات البعض يدافع عن الخيال والكذب ويروّج له عسى ان يتحول الكذب الى حقيقة تأكيداً للمقولة سيئة الصيت ( اكذب اكذب واكذب حتى يصدقك الآخرون)!
رياضتنا المسكينة وفي ظل وجود مسؤولين سوّغوا لنا اخفاقاتهم وتراجع مستويات ابطال منتخباتنا الوطنية عربياً وآسيوياً واولمبياً وقدموها على انها انجازات كبيرة وبتشجيع من بعض الاقلام الصحفية التي باتت هي المتصدرة للمشهد الاعلامي في بعض مفاصل الرياضة من خلال الصحف الرياضية المتخصصة.احد الكتاب المدافعين عن انجازات اللجنة الاولمبية العراقية واتحاداتها الرياضية التي اثبتت فشلها في اولمبياد لندن لم يتقبل النقد البنـّاء والتشخيص الدقيق لسلبيات العمل التي تغص بها الرياضة، بل راح يتهجم على شخصية اكاديمية ابدت رأيها في المشاركة الاولمبية الاخيرة خاصة وان هذا الاكاديمي يعد احد الخبراء المهمين بالرياضة العراقية ويمتلك من العلم والمعرفة والخبرة الشيء الكثير وكان من الممكن ان توظف لصالح الرياضة العراقية في هذه الفترة المهمة وان يتواجد في لندن خدمة للصالح العام لكنه للاسف هُمش كغيره في مناسبات عــدة.ان مدير الاكاديمية الاولمبية الدكتور صباح رضا خبير واكاديمي معروف لديه سنوات كبيرة من العمل الميداني مع الرياضة العراقية وسبق ان اشرف على اللجنة الخاصة بتقيم مشاركة العراق في الدورة الرياضة العربية الحادية عشرة في مصر 2007 وخرج بقناعات واضحة وكتب تقريراً خاصاً عن المشاركة آنذاك وكانت اغلب نقاطه تفضح السلبيات الكثيرة عن عمل الاتحادات وطالب باجراء اصلاحات عدة ، لكنه اُعفي من منصبه بعد ان شعر القائمون على اللجنة الاولمبية نواياه الحقيقية بفضح الاتحادات الرياضية التي لم تنجح ، بل فشلت فشلا ذريعاً فنياً ولم تكن صادقة في تعاطيها مع المشاركة لكنها بقيت جاثمة على صدر رياضتنا لسنوات أخر بحجة الديمقراطية التي جعلت الهيئة العامة المكونة من عدد من رياضيي المحافظات يتحكمون بمصير الجميع خاصة وأنهم حديثو العهد في العمل الاداري.كنا نتمنى ان يكون الزميل جريئا ويكتب اسمه الصريح لكي تكون الصورة واضحة ، لا ان يختبىء خلف اسم الصحيفة ويتجاوز من خلالها على مَن هو افضل منه لأنه تكلم وقال الحقيقة التي ارعبت البعض وجعلته يتخبط في ردة فعله.إن ثمن قول الحقيقة الناصعة اصبح باهظاً في كل الاوقات خاصة اذا مسّ اشخاصاً غير كفوئين يتمسكون بالمناصب على حساب الكفاءة والعمل الصحيح .إن البعض باتت يتطيّر من العمل الصحفي الصحيح الذي يهدف الى الاصلاح بالجانب الرياضي من خلال وضع اليد على الجرح وتشخيص مكامن الخلل وايجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة.اتمنى من القائمين على اللجنة الاولمبية العراقية الاستماع بشكل منفتح الى كلام العقل والمنطق وهي فرصة للاستماع الى افكار جديدة خاصة وان اولمبياد لندن اثبت فشل وتراجع اغلب ابطال رياضتنا بعد ان عجزوا عن مقارعة ابطال العالم ولم يقتربوا مما قدمه العرب والعالم في هذه المنافسات التي تقام كل اربع سنوات.
في المرمى : الخيط الرفيع
نشر في: 1 أغسطس, 2012: 10:44 م