خلال تجمع أقيم مؤخرا في ناحية تابعة لمحافظة ذي قار، حضره مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر ، وبعد الانتهاء من ترديد الأهازيج على إيقاع ها ها اخوتي ها لتجديد عهد الولاء والبيعة ، للقيادة الحكيمة ، طلب احد الحاضرين المعروفين بأنه "كليط" وصاحب كلمة مسموعة في تلك القرية المايكرفون ليقول كلمته بعد أن تناول الجميع وجبة الغداء على حساب الحكومة ، واسترسل بالحديث موجها سيلا من الأسئلة للمستشار والمسؤولين المحليين ،
بدأت بالاستفسار عن انقطاع الماء والكهرباء وانعدام الخدمات وتفشي الأمية والبطالة وتراجع الزراعة ، وانتهت بعجز الأجهزة الأمنية عن حماية الطريق من نشاط "السلابة" في وضح النهار .
حاول المستشار أن يمتص غضب "الكليط " مؤكدا أن جميع مطالبه سترفع للجهات العليا لدراستها ومعالجتها ، بأسرع وقت ممكن ، ودعا الحاضرين للتظاهر ورفع برقية إلى مجلس النواب ، تتضمن مطالبهم بإقرار قانون البنى التحتية ، واتهم المستشار أطرافا في الحكومة بعرقلة تنفيذ مشاريع إستراتيجية لإنقاذ العراقيين من معاناتهم .
رد الكليط على المستشار بالقول :" عمي مثل هذا الحجي سمعناه قبل سنوات ، وليومك لا شربنا الماي الصافي ولاوصلتنا الكهرباء ، وجهالنا محرومة من المدارس " وأيد قوله الحاضرون فارتفعت الأصوات بتحسين أوضاعهم المعيشية ، وكادت تحصل مواجهة بين الطرفين لولا تدخل رجال الأمن ومغادرة المستشار المكان خشية حصول احتكاك مع مؤيدي الكليط .
في مساء اليوم نفسه زار الكليط مسؤول محلي مصطحبا معه "طليان" هدية من المستشار إلى زعيم الانتفاضة ، الذي رفض قبولها ، مشددا على موقفه مع أبناء عشرته بأنه سيكسر رجل أي مستشار أو سياسي يصل إلى قريته لأغراض الدعاية الانتخابية أو لتلميع صورة الحكومة المحلية أو الاتحادية .
في مضيف الكليط استعرض الحاضرون من أبناء عشيرته عدد أعضاء مجلس النواب عن محافظتهم ، وخلصوا إلى حقيقة أن معظمهم غادروا المدينة وسكنوا في المنطقة الخضراء ، ومنذ دخولهم البرلمان وحتى اليوم لم يتصلوا بناخبيهم ، وأثناء تجاذب الحديث قال احدهم إن النائب ابن فلان مسك شاربه وقال لي بالحرف الواحد :" ابنك راح يدخل بكلية الشرطة" ، واصل الرجل حديثه :" وذيج النايبة كالت لنسوانا كل البنات اسويهن معلمات " قطع الكليط تعليقات المتحدثين ، وذكرهم بحادث زيارة متصرف اللواء في العهد الملكي ، واستفسر من رجالها عن حاجاتهم ، فطلبوا منه إنشاء مركز شرطة في القرية ، فرد المتصرف على طلبهم بان يتخلصوا من" الحرامية" بجهودهم ، وبذلك تنتفي الحاجة لمركز الشرطة ، ومن الأفضل لكم المطالبة ببناء مدرسة أو مستوصف صحي ، وتابع الكليط حديثه :" ألف رحمة على روح ذاك المتصرف ماشفت خير مثله " لأنه كان حريصا على مصالح القرية أكثر من رجالها ، وبعد يومين من زيارته نفذ وعوده ببناء مدرسة ، وهي اليوم بلا شبابيك وأبواب لسرقتها من أشخاص معروفين ، وتنتظر الترميم بعد تمرير البنى التحتية ، كما قال الكليط .
حكمة "كليط "
[post-views]
نشر في: 15 أكتوبر, 2012: 06:23 م