حازم مبيضينبعد طول انتظار لما ستسفر عنه زيارة العاهل السعودي لدمشق ومباحثاته مع الرئيس الأسد بشأن تسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري المكلف بتشكيلها, وتزايد الآمال بخروج وطن الأرز من عنق زجاجة حكومة تصريف الأعمال التي بدأ التشكيك بشرعيتها,
نتبين أن شخصاً واحداً يصر على توزير صهره الراسب في الانتخابات النيابية قادر على تعطيل التشكيل وقادر على شل الحياة السياسية الطبيعية وقادر على جر أطراف المعارضة لتبني مطلبه غير الشرعي والمتناقض مع أبسط حقوق المواطن في أن يحكمه الذين اختارهم لعضوية المجلس النيابي وليس الذين لفظهم إلى درجة أنهم لم يتجرأوا على الطعن في نتائج الانتخابات لمعرفتهم الأكيدة بأن المواطن فضل غيرهم عليهم وأنهم لايستطيعون الاستمرار في الواجهة إلا بضغوط غير أخلاقية تصر على أنهم أصحاب حق في وزارة بعينها. والمعارضة التي لم تتمكن من الحصول على حق تشكيل الحكومة تتمسك بما يراه الجنرال عون حقاً أو إرثاً عائلياً يتمثل في إدارة وزارة الاتصالات, وتشترط رضاه للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي يسعى الحريري لتشكيلها منذ عدة شهور, تميزت بتغير لهجة الجنرال عدة مرات ووصل به الأمر أحياناً إلى حد التبشير بقرب إعلان التشكيلة الحكومية واصفاً الحريري بقائد الطائرة ليعود للتشكيك بنوايا الرجل منتقداً مخططاته ومهدداً بإبقاء لبنان مائة سنة بدون حكومة, ومناوراً مع حزب السيد حسن نصر الله لحشر الحريري في زاوية لايمكنه الإفلات منها بغير تسليم مفاتيح وزارة الاتصالات لصهر الجنرال, وواضح أن هناك قوى في الساحة اللبنانية وخارجها هي التي تؤثر في مزاج الجنرال وتدفعه للانقلاب على تفاؤله اليوم بالتشاؤم ورفض ما كان قبله سابقاً, ونظن أن من حق عدد من السياسيين اللبنانيين الشك بأنه حتى لو قبل الحريري بتسليم الاتصالات لجماعة عون فإنه لن يتمكن من تشكيل حكومته لأن أطرافاً أخرى في المعارضة ستطرح مطالب تعجيزية جديدة تعرقل التشكيل. برغم كل التعطيل فإن المعارضة تعلن أنها تتعاطى بإيجابية مع الرئيس المكلف, وهو ما يدفع أطرافاً في الموالاة للقول أن الإيجابية التي تعمل المعارضة على إشاعتها عبر الإيحاء بقرب ولادة الحكومة ما هي إلا " قناع " يخفي رغبة في التعطيل وعدم قيامها وأنه حتى لو أضاء الرئيس المكلف سعد الحريري أصابعه العشرة فإن المعارضة لاتريد له إنجاز تشكيل حكومته. وفي المحصلة فإن الواضح ان طبخة الحكومة لم تنضج بعد ويلزمها المزيد من الوقت, وأنه رغم أن المعارضة التي كان يمكن تجاهل مشاركتها في الحكومة كما تقتضي التقاليد الديمقراطية أخذت الثلث المعطل، وتريد توزير الراسبين وتصر على الاحتفاظ بوزارة الاتصالات وتلح على الرئيس المكلف للحج إلى دمشق، ثم يحدثونك عن تسهيلات وحرص على مساعدة الحريري في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
خارج الحدود: ويستمر عون في التعطيل
نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 06:01 م