TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس: أين أبطال ساحة التحرير؟

قرطاس: أين أبطال ساحة التحرير؟

نشر في: 1 أغسطس, 2012: 11:11 م

 أحمد عبد الحسينأول من أمس احتلّ بضعة إرهابيين لا يتعدون أصابع اليدين مبنى "مكافحة الإرهاب" قتلوا أفراد الأمن هناك قتلاً ذريعاً، شهود عيان قالوا إنهم كانوا يرمون بالضباط والجنود من الشبابيك كما لو كانوا يرمون أكياس إسمنت، ربطوا أيدي بعضهم وقتلوهم. مأساة أن يبلغ بنا وضعنا الأمنيّ الهشّ المستند إلى فساد الساسة ولا مبالاتهم هذا المبلغ المضحك المبكي.
قبل حادثة احتلال "مكافحة الإرهاب" بيوم واحد، أتى ثلاثة أشخاص مسلحين، ثلاثة فقط، إلى مستشفى الحكيم في منطقة الشعلة، أوقفوا سيارة الإسعاف التي كانت تحمل رواتب موظفي المستشفى، شهروا سلاحهم على أفراد القوّة التي كانت تحمي الأموال، أخذوا أسلحة القوة الأمنية "لا أدري إن كان فيهم ضباط أم لا" أجبروهم على خلع ملابسهم، ربطوا أيديهم إلى مقاعد السيارة، وسرقوا المال، أخذوا مليار دينار عراقي، ما يعادل 800000 دولار "صدقوني لا علاقة لهذا الرقم بالـ 800000 بطانية رجاء".لمَ يحدث هذا؟ كيف يستسلم أفراد الجيش والشرطة وفيهم ضباط، لثلاثة لصوص يسرقون هذا المبلغ الكبير وينفذون بجلدهم؟ أمازال بإمكاننا التغني ببطولات قواتنا المسلحة؟ كيف يقادون قوداً وتربط أيديهم وهم مسلحون أيضاً بنفس السلاح الذي يحمله الإرهابيون؟لا أريد أن أصدّق أن في قواتنا المسلحة الباسلة من يُساق ليذبح أو يلقى به من الطوابق العليا وهو مستسلم لمصيره استسلاماً رعديداً كهذا؟ لا أريد أن أصدّق أن من يحمينا يمكن أن يلقي بسلاحه عند أول إطلاقة.أتذكر أفراد القوات الأمنية الباسلة الذين كانت ترسلهم الحكومة الموقرة لقمعنا ونحن نتظاهر في ساحة التحرير، أتذكر كم كانوا أشداء أولي بأس شجعاناً أقوياء صناديد، كانوا يمسكون المتظاهر بحركة توحي أنهم مدربون عليها جيداً فيجد نفسه ممدداً على الأرض بلا حراك، أتذكر هجومهم علينا في الخامس والعشرين من شباط العام الماضي، صدقوني شعرت بالفخر حينها رغم أنهم كانوا يضربوننا، ذلك الشاب الذي أمسك صحفياً مسكة لن أنساها، بحركة سريعة وجد الصحفيّ وجهه مدمى وكاميرته مكسورة وقميصه ممزقاً، بحركة واحدة فقط، كانت مثار إعجابي وسخطي في آن، إعجابي ببراعة جنديّ صُرف عليه مال كثير من أموالنا ودربه أمريكان ليقوم بهذه الحركة على أكمل وجه، وسخطي على تشويه وجه زميل صحفي وكسر كاميرته.لكن.. أين هؤلاء الأشاوس؟ أخرجوهم لنا ليحموا مؤسساتنا وأموالنا؟ نحن نثق بهم لأننا خبرنا بسالتهم في ساحة التحرير، ونريدهم اليوم ليدافعوا عنا.أين هؤلاء الأبطال الذين أمسكوا زملاءنا الأربعة في مطعم الطرف في الكرادة وعجنوهم عجناً، أين الشجعان الذين حشروا هادي المهدي وعلي السومري وعلي عبد السادة وحسام السراي في صندوق سيارة ببضع حركات سريعة بعد أن أشبعوهم ركلات لا يقوم بها إلا بطل أولمبي بالكاراتيه؟أين هذا الشابّ الذي أمسكني من قميصي ليلقي بي في سيارة الهمر، وأنا خارج من ساحة التحرير، والله ان نظرة عينه أرعبتني قبل رؤية عضلاته، ونبرة صوته كادت تجعلني أعترف بانتمائي للقاعدة.أنا أخاطب السيد المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، نريد منك يا سيادة القائد العام أن تُخرج لنا أخوتنا هؤلاء الذين ضربونا وأهانونا ليحموا مؤسساتنا الأمنية التي أصبحت متنزهاً للإرهابيين، أرجوك لا تحتفظ بهم لمظاهرة قادمة تتخوّف منها، لأنك إذا حميت مباني المؤسسات الأمنية، نعدك وعد رجال أن لا نتظاهر بعد الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram