ثائر صالحمن أعمال الروسي إيغور سترافنسكي الأولى التي جعلت منه مؤلفاً شهيراً، ألفها سنة 1910، وكانت موسيقى لباليه استندت إلى القصص الشعبية الروسية عن طائر النار قدمتها فرقة جاغيليف. بعد نجاح الباليه قام سترافنسكي بإعادة كتابة وتوزيع المادة الموسيقية ثلاث مرات، في 1911، 1919 و1945 على شكل متتابعة (سويت) للاوركسترا.
يعتبر إيغور سترافنسكي (1882-1971) من أهم الموسيقيين في القرن العشرين، وأكثرهم تأثيرا. تميز بتنوع أساليبه، فكان يفاجئ العالم الموسيقي بأسلوب جديد كل بضع سنين، وكأن هذه الانقلابات في الأسلوب انعكاساً لتكاثر المدارس الفنية في القرن العشرين، مثل التكعيبية والسريالية والدادائية وغيرها. بذلك يمكن القول أن سترافنسكي لم يكن مؤلفاً كتب موسيقى مملة ورتيبة على الإطلاق، بعكس الكثير من المؤلفين الذين بدأوا حياتهم الفنية واختتموها بلهجة موسيقية واحدة وبأسلوب واحد. فهو يشبه في تنوع أسلوبه وخصوبة فنه عبقري عصر الباروك غيورغ فيليب تيليمان. تباين أسلوبه بين المدرسة القومية الروسية في البداية، وانتقل إلى الكلاسيكية الجديدة، واختتمه بالموسيقى المعاصرة والتجريبية مثل الاثني عشرية (الابتعاد عن استعمال السلالم الموسيقية، نظّر لها النمساوي أرنولد شونبرغ). عاش سترافنسكي في فرنسا والولايات المتحدة حيث توفي.من أعماله الشهيرة الأخرى باليه بتروشكا (1911)، باليه طقوس الربيع (1913 ونسخ في 1947/1967)، أوبرا قصة جندي (1918)، ، سيمفونيات للهوائيات (1920)، سيمفونية في دو الكبير (1940)، سيمفونية بثلاث حركات (1945) والأوبرا التلفزيونية الطوفان (1962).
سترافنسكي وطير النار
نشر في: 3 أغسطس, 2012: 09:00 م