TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: نائب وناخب

نص ردن: نائب وناخب

نشر في: 3 أغسطس, 2012: 09:47 م

 علاء حسن أعضاء في مجلس النواب اعترفوا بأنهم لم يلتقوا  ناخبيهم أي قواعدهم الشعبية منذ إشغال مقاعدهم في البرلمان ، وبعد مرور سنتين  من عمر الدورة التشريعية الحالية ، يتطلع الناخبون إلى إطلالة مرشحيهم من ممثلي الشعب ، لطرح مشاكلهم ومعاناتهم واحتياجاتهم ، على طريقة "الناخب يسأل والنائب يجيب " .
  أعضاء مجلس النواب السابق حملوا صفة تمثيل الشعب بالقائمة المغلقة ،  أما بالنسبة للحاليين فمعظمهم شغلوا مقاعدهم  في البرلمان الحالي إما بأصوات زعيم القائمة أو بالنظام الانتخابي المعتمد  الذي جعل صاحب الأصوات الخمسة فقط عضوا في مجلس النواب،  وتجاهل من حصد  أكثر من 10 آلاف صوت لأنه لم يصل إلى العتبة  ،   وهذه المعادلة الديمقراطية واحدة من  العجائب السائدة في المشهد العراقي .المفوضية المستقلة للانتخابات مدعوة اليوم لإعادة نشر نتائج الانتخابات التشريعية بشكل سلس وليس على طريقة "العكرف لوي " لكي تبين  للناخبين  أعداد الأصوات لممثليهم ،  بحسب المحافظات والمناطق ،  لكي  يتعرف أهالي محافظة ذي قار مثلا عن نوابهم ، لمراجعتهم أو لرفع العرائض إليهم عن طريق "الطروش" أو عبر البريد الالكتروني ، أو تسليمها  باليد لمكاتبهم الإعلامية . طريقة المفوضية في إعلان النتائج كانت عبارة عن طلاسم  لا يستطيع السحرة وخبراء المخابرات حل شفرتها ، لأنها تعتمد رقم تسلسل  المرشح في القائمة ، ثم عدد أصواته ، ومحافظته ، وغيرها من  الرموز الأخرى ، ويبدو أن هناك قصدية وراء ذلك ، حتى يعجز الناخب عن معرفة أصوات النائب ، واحتمال إعلان النتائج بطريقة أخرى  استجابة لرغبة البطرانين من الناخبين ستصطدم بعقبات وعراقيل يقف وراءها صاحب الأصوات العشرة أو الأكثر ، أو أبو المقعد التعويضي .منظمات المجتمع المدني المعنية بمراقبة "العملية الديمقراطية"  شخصت  ظاهرة عزوف النواب عن  لقاء قواعدهم وناخبيهم ، وعزت الأسباب لعوامل تتعلق بانشغال البرلمانيين بالأزمة السياسية والدفاع عن الزعماء بشتى الوسائل والأساليب ، لكي يثبتوا الولاء الدائم لرئيس الكتلة أو القائمة لأنه صاحب الفضل الأول في منحهم المقعد البرلماني .يقال أن نحو عشرين عضوا في مجلس النواب الحالي،  حصلوا على أصوات "بذراعهم " أما الآخرون فهم كحال "العبرية " الراكبين في سيارة شيخ العشيرة ، لا يحق لهم الجلوس بالصدر بجانب السائق،  لأن المكان مخصص للشيخ أو لأحد أبنائه أو لمدير مركز الشرطة ، ومواقعهم إما في سقف السيارة أو "البدي الخشب" أو على "الدجة الخلفية" ،  بجانب الدرج ، وأصحاب هذا "الموقع الإستراتيجي" يحرصون على وضع اللثام على وجوههم   للتخلص من  الغبار والسموم .بعض النواب اليوم   يسكنون في المنطقة الخضراء المحصنة ، لأسباب تتعلق بالتحوطات الأمنية ، وخصوصا من أعضاء الدورة التشريعية السابقة أصحاب "القائمة المغلقة " فغادر منزله الكائن في المحافظات إن كان مقيما في العراق ، وفضل الاستقرار في الملاذ الآمن ، واستنادا لذلك ضاعت فرصة إقامة  ندوات :" الناخب يسأل والنائب يجيب ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram