TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: قرار جيّد.. لكن.. لاحصة للفقراء!

كتابة على الحيطان: قرار جيّد.. لكن.. لاحصة للفقراء!

نشر في: 3 أغسطس, 2012: 09:51 م

 عامر القيسيقال النائب عن العراقية حيدر الملا بعدم أمكانية تطبيق قرار تخصيص(25%)من فائض عائدات النفط على الشعب على ارض الواقع! مضيفا إن " قرار تخصيص(25%) من عائدات النفط هو قرار جيد لكن لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع نتيجة لوجود عجز في الموازنة العامة للدولة بنسبة (16%)، مبيناً أن عائدات النفط أساسا لا تستطيع سد العجزفي الموازنة لكي يصبح فائضا وتوزيعه على الشعب بحسب موقع السفير.
"لاشيء للفقراء "هذا هو الشعار والعنوان الذي ينبغي أن يرفعه السادة النواب تجسيدا للعقلية التي تتعامل مع احتياجات الشعب العراقي ومنها حصته من النفط التي يتمتع بها النواب وفيلق المسؤولين الحكوميين الذين لايقف أمام امتيازاتهم عجز الميزانية ولا هم يحزنون، لأنهم من طينة أخرى غير التي خلق الله بها سائر العراقيين، وهذا حق لهم وهم من يصل الليل بالنهار سهرا على مصالح الشعب العراقي. بل أنهم لم يضعوا لقمة في أفواههم،في الإفطار السياسي الذي جمعهم،قبل أن يتأكدوا بالدليل الملموس أن العراقيين قد شبعوا حد التخمة من كل احتياجات حياتهم بما في ذلك الغريزية منها من أكل وشراب، وأنهم في إفطارهم الذي ضم أنواع الطعام الفاخرة من اللحوم الطازجة والمقبلات المتنوعة المناشىء والعصائر المبرّدة، خصوصا وان بعضهم يفضل الميرندا على البيبسي كولا فيما لايستسيغ الآخر غير عصير البرتقال والفريش منه تحديدا، إنما يعطون الدليل القاطع أيضا على أنهم لا ينامون ليلهم مرتاحي الضمير قبل أن يتأكدوا أن جارا لهم قد نام شبعان متخما، وهم أيضا محقون في ذلك فهم متجاورون في منطقتهم الخضراء المحصنة،وبالتالي فالجميع بخير وسلام!!يقول حيدر الملا إن القرار جيد لكن لا يمكن تطبيقه،وأود أن أسأله هنا بكل تقدير واحترام:ماذا تستطيعون أن تفعلوا للشعب ياسيادة النائب إذا كنتم  غير قادرين على تطبيق قرارات جيدة صوّتم عليها بأنفسكم؟ فلا تحسين أمور المتقاعدين قادرون عليها ولا حل  كارثة الكهرباء أنقذتمونا منها، ولا الإرهاب وتفجيراته أوقفتموه عند حدّه وأنقذتم أرواحنا من جرائمه، ولا التعليم والصحة في متناول أفكاركم الإبداعية، ولا الفساد المالي والإداري استطعتم أن توقفوا تمدده السرطاني في جسد الدولة والمجتمع، لأننا يئسنا من إمكانية القضاء عليه أو تحجيمه على أياديكم البيضاء المباركة، وفي السياسة فشلتم في التصالح في ما بينكم،بل إنكم بجهودكم الوطنية تنقلوننا من أزمة إلى أخرى "أقمش" منها وأكثر تعقيدا، وفي السياسة الخارجية لاعلاقة  لنا مثل دول العالم واضحة وصريحة لامع الأشقاء ولا الجوار ولا دول العالم!!ماذا تفعلون بحق السماء والأفكار النيرة التي تؤمنون بها؟حضرة الملا.. من المعيب أن تقولوا إن القرار جيد وأهدافه نبيلة لكننا غير قادرين على تطبيقه لعجز في الميزانية، فيما لم يقف هذا العجز، الحريصون عليه جدا،حجر عثرة أمام الملايين التي تتسلمونها عدا وتقدا ولا أمام مشروع المجمع السكني لكم، وأنت أعرف  بأن كل النواب لديهم بيوت في الداخل والخارج " من باب الاحتياط للأقدار " ولم يقف هذا العجز المشؤوم أمام المليارات التي صرفت على السيارات المصفحة لحمايتكم من كل أذى أبعدكم الله عنه وحماكم لهذا الشعب الذي ابتلي بكم، والعجز المسكين ظل صامتا أمام كل الامتيازات التي تتمتعون بها من واردات النفط التي تعزّونها علينا،أعزّكم الله وأكرمكم وأطال في أعماركم فردا فردا.وإذا كنت مع رهطك من النواب غير قادرين على الجواب عن مثل تساؤلات الشارع هذه لأنها لغز بالنسبة لكم.. أجيبونا فقط يرحمكم الله..هل نحن شعب غبي؟ما أيسر الجواب على مثل هذا السؤال، لكني أتحدى أن يجيبنا عليه أحد السادة الكرام في مجلس نوابنا الموقر!! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram