إياد الصالحي انشغل الوسط الرياضي قبيل انطلاق دورة الألعاب الاولمبية الجارية في لندن في جدل كبير بشأن عدم جدوى البطاقات المجانية التي خُصصت للعراق للمشاركة في الدورة بعد ان اتضح للجميع تورط جُلّ المرشحين بنيلها لعدم استحقاقهم التواجد حتى في التصفيات التمهيدية للألعاب المعنية نظراًً لاستحالة تحقيق الأرقام المطلوبة.. ولو في الأحلام!
وفي خضم هذا الجدل الصريح لم يُفاجئاًً البعض بأن يهب الصحافة بالمجان من دون مبدأ أو موقف يُحسب له ولصحيفته بعد ان تبرّع بشكل فاضح للدفاع عن الكسالى من مسؤولين ومدربين ولاعبين ليهرول أمامهم حاملاً شعلة التبرير التي لم يبقَ متابع بسيط للدورة الاولمبية إلا واستهجن مشاركتنا البائسة والمخجلة!نعم لم نتفاجأ بسلوكهم المهني هذا لأننا نعرف (البير وغطاه) ومدى تأثير أسيادهم في تنويع اتجاهات أقلامهم كلما رغبوا لذلك او شاؤوا طمسها في الخنوع الى درجة انهم لم يعد يحترمون أصوات شخصيات خبرت العمل الأكاديمي وراحوا يتهكمون بعلميتهم ونياتهم وينسجون على منوال المؤامرات كما هو ديدنهم في رحلتهم الصحفية التي اعتاشت على مبدأ التسقيط والتنكيل والتكذيب للفوز برضا "الباشا" على كتـّابه!لقد جاء دفاعهم مبطناً لما تعيشه الرياضة من غياب للبُنى التحتية ونقص في الفكر الإداري للتخطيط على مدى السنوات الخمس المقبلة - اضعف الإيمان- لاسيما ان احدهم كان أكثر حماسة من المسؤول نفسه في تأكيد استحالة العثور على ميدالية ثانية بعد معجزة عبد الواحد عزيز في روما 1960 من دون ان يسأل نفسه: إذن ما الهدف من التهافت على زج الرياضيين في دورة عالمية بحجم الاولمبياد إذا لم نستطع المنافسة على أرقام تأهيلية للنهائيات وهو ما أحسنت الظن به الاتحادات الدولية المانحة للبطاقات البيض وليس الغرض منها سياحي او ترفيهي او مجاملة للبلـد ؟!فات على حملة القلم المداهن أن الاولمبية الدولية لم تدع البلدان للمشاركة في الدورة لغرض استعراض رياضييها في حفل الافتتاح ثم العودة الى بلدانهم بعد يوم او يومين وإلا سيكون من المشرّف ان نرفع علم الوطن في طابور العرض ونمنح البطاقات المجانية لمن يستحقها بدلاً من الحجج المفتعلة التي قدمها المرافقون لأحمد عبد الكريم ورند سعد ونور عامر وصفاء راشد ومهند أحمد ودانة حسين وهي مبررات أكدت مشاركة العراق بأيدٍ مرتعشة وإقدام غير مستقرة من شدة الهلع والارتباك وعدم الاندماج مع هكذا أجواء عالمية بسبب استسهال التحضير وإقناع الرياضي نفسه بانه ذاهب للاحتكاك والنزهة ، وتذوق الشوكولاتة الإنكليزية الفاخرة! وإذ نسجل هنا بتقدير كبير للجهود الاستثنائية التي بذلها المرافق الصحفي للبعثة الزميل عمار طاهر في نقل وقائع استعدادات ونتائج رياضيينا ، كنا نأمل ان تكون مشاركة الصحافة بعدد اكبر بحسب ما تمنى رئيس اللجنة الاولمبية في تصريحه لـ(المدى) الذي ألقى فيه مسؤولية عدم التنسيق على عاتق الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية لتكون التغطية وافية لما يدور خارج حدود مشاركتنا وطبيعة الأجواء المصاحبة لكل مسابقة وآراء مسؤولي الدورة وانطباعات الرياضيين من الدول الأخرى لتكون الفائدة أعمّ وأشمل مثلما يحرص طاهر على تقديمها برغم الصعوبات التي رافقته بعد عزلته أغلب الايام عن مقر البعثة واجتهاده في تأمين اخبار الرياضيين!نعم نحتاج وقفة صادقة مع النفس لمراجعة دور الصحافة التي يحاول البعض جرّها الى خط النار لتكون ساتراً أولاً في جبهة الاحتراب الانتخابي المستعرة منذ فترة مدافعة عن شخصيات فشلت في إثبات استحقاقها الفوز في الدورة الانتخابية الاخيرة ، ولابد ان تؤسس آليات جديدة لتسمية المرشحين مع الوفود الرياضية في المعسكرات والبطولات وذلك بعد ان عمد البعض في تعتيم الكثير من السلبيات اثناء تواجده مع فرقنا وهذا ما جنيناه على مستوى العاب القوس والسهم والرماية والاثقال والملاكمة والسباحة في اولمبياد لندن ، فالصحافة شريك اساس في الانتكاسة وليست بريئة منها بعد ان ارتضى مسؤولوها ان تتم مصاحبة عدد من الزملاء وفق اهواء رؤساء الاتحادات المركزية لطمس الحقائق وعدم مكاشفة الاولمبية والإعلام بما يُنذر بالفضيحة كالتي دوّت أجراسها في لندن!
مصارحة حرة : الصحافة على خط النار!
نشر في: 4 أغسطس, 2012: 07:16 م