اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الالغام خطر يتربص بحياة السكان في المناطق الحدودية

الالغام خطر يتربص بحياة السكان في المناطق الحدودية

نشر في: 17 أكتوبر, 2009: 06:42 م

الكوت/ وكالاتيواجه سكان مدينتي بدرة وزرباطية الواقعتين على الشريط الحدودي مع إيران خطرا يتربص بهم جراء العدد الهائل من الالغام المزروعة على مساحات شاسعة من الاراضي التي تستخدم عادة للزراعة وتربية المواشي.
وزرعت اعداد كبيرة من هذه الالغام قبل وبعد الحرب العراقية الايرانية على طول الشريط الحدود البالغ حوالي 120كم ضمن الحدود الادارية لمحافظة واسط دون أن يفكر أحد في معالجتها بعد انتهاء الحرب لتشكل سيفا يمزق أجساد الأبرياء وينغص عليهم حياتهم.وفي هذا الصدد قال المزارع مهدي صالح (53 عاما) من أهالي بدرة بحسب وكالة انباء (شينخوا) «إن الألغام المطمورة تحت التربة والتي لم تتم معالجتها حتى الان تسببت بوقوع خسائر بشرية كبيرة بالمواطنين»،موضحا أنه فقد اثنين من اطفاله عندما انفجرعليهما لغم خلال قيامهما برعي الأغنام. وأضاف صالح «بعد الانفجار واصابتهما بجروح بليغة لم يتمكن احد من الوصول اليهما لانقاذهما وبقيا هناك حتى ماتا لعدم تمكننا من الوصول اليهما بسهولة خشية من وقوعنا في حقل الغام آخر، لقد توفيا أمام أعيننا ونحن لانستطيع أن نفعل لهما شيئا».من جانبه ، يروي جواد كاظم (20 عاما) من اهالي قرية البستان في ناحية زرباطية وهو يستند إلى عكازين خشبيين بعد أن بترت ساقاه نتيجة انفجار لغم ارضي عندما كان في طريقه الى المدرسة قائلا» إنتهى طموحي في الحياة ، فقد كنت احلم أن أكون لاعبا مشهورا بكرة القدم، ولطالما سجلت العديد من الأهداف في مرمى صديقي الراحل سليم الذي كان معي وقت الانفجار الذي قتله».  وأشار إلى أنه وصديقه (سليم) كانا يسيران في ذلك اليوم باتجاه حقل زراعي لمساعدة أهلهما، عندما انفجر لغم ومزقت شظاياه جسد سليم وتوفي في الحال فيما كانت حصته بتر ساقيه.وخلال زيارتها لمحافظة واسط للاطلاع على حجم المخاطر قالت وزيرة البيئة نرمين عثمان أن هناك 25 شركة تعمل لازالة الالغام والمخلفات والمقذوفات الحربية المطمورة تحت الارض جراء الحرب العراقية–الايرانية»،مؤكدة ان هذه الالغام «باتت تهدد حياة العراقيين وخاصة من يسكن ويعمل في مناطق تواجدها وقد اوقعت عددا كبيرا من الضحايا من المدنيين من رجال ونساء واطفال». بدوره قال حبيب شاكر رئيس جمعية المعاقين في المحافظة « قمنا مرارا وتكرارا بعرض هذه المشكلة الإنسانية أمام المسؤولين الحكوميين ، والذين وعدونا خيرا في كل زيارة ، لكن الوضع لم يتغير»مضيفا إن المفاوضات تعثرت مع إحدى الشركات التخصصية بمعالجة الألغام بسبب الكلفة المالية العالية للعملية وهي تتجاوز امكانات العراق المالية. ولفت شاكر إلى حاجة العراق لجهد دولي لتلافي هذه المشكلة ، مضيفا « قمنا وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية بتوزيع عينات طبية شملت الكراسي المتحركة والمساند وسماعات الأذن على المصابين نتيجة انفجار الألغام ومازلنا ننتظر الدعم الحكومي لهذه الشريحة المهمة حيث يبلغ عدد المعاقين بسبب الالغام سبعة ألاف معوق بينهم الفا أمرأة في محافظة واسط فقط.وتحدثت نجية عبد الرضا (30 عاما) بألم يعصر قلبها وملامح الحزن تغطي محياها لانها فقدت ذراعها الايمن بانفجار لغم قائلة « أن ذراعي اليمنى بترت طالما حلمت بأن أحمل بها طفلي الرضيع بعد الزواج»، مؤكدة أن لغما لعينا كان يتربص بها ليغتال حلمها عندما انفجر وطارت معه ذراعها في الهواء مودعة جسدها الذي أحتضنها ثلاثين عاما.الى ذلك قالت أم رحيم ( 45 عاما) ربة بيت «قبل عامين فقدت زوجي جراء انفجار لغم ارضي لم ينتبه له وهو يحرث الارض استعدادا لزراعتها، ولم تقتصر ماساتي على ذلك بل فقد إبني رحيم (15عاما) احد أطرافه السفلى عندما كان يتعقب اغنامه في ليلة مظلمة وتوغله بشكل خاطئ في حقل الغام قريب عن القرية.وكان نائب رئيس الوزراء السابق برهم صالح اكد في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الالغام، أن زرع لغم يكلف 5 إلى 15 دولارا وكلفة رفعه تكلف 100 إلى 350 دولارا ومعالجة المصاب تكلف 6000 دولار، مشيرا إلى وجود 25 مليون لغم في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram