يوسف فعليتصور العديد من العاملين في الحقل الرياضي ان المشاركة في الاولمبياد هي اغلى الامنيات ومنتهى الطموح متناسين ان ذلك بداية المشوار لتحقيق الأهم للوثوب باتجاه معانقة المجد الاولمبي واقتحام اسواره والمنافسة بارادة لا تلين حتى الرمق الاخير منها،
ولكن مشاركة رياضيينا في الاولمبياد اتخذت منحى آخر بعيداً عن التقاليد الاولمبية المتعارف عليها بسبب شعور الجميع ان الغاية سياحية اكثر منها تنافسية لذلك جاءت النتائج مخيبة للآمال لا تسمن من جوع ولم تنفع رياضيينا بشيء لان اغلبهم ودّع الدور الاول بخفي حنين.وهذه النتائج أدت الى كشف المستور وازاحت الغموض عن الواقع البائس للرياضة التي اضحت حقيقتها امام الرأي العام من دون رتوش او توابل بانها مازالت تحث الخطى لاهثة لوضع القدم الاولى على بوابة الانجاز الرياضي الذي لن يأت بسهولة او عن طريق التدريب بالأطر الروتينية المعتادة.ما تحقق في الاولمبياد لا نريده ان يعيد رياضتنا الى نقطة الصفر وانما يكون قوة دافعة للعمل وشحذ الهمم من خلال التخلي عن الانانية وحب الذات في آلية ادارة الملف الرياضي بعيداً عن الحسابات المفرطة بالنرجسية بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية عبر تبادل اتهامات الترهل الاداري او انعدام البنى التحية فالقضية اكبر من ذلك بكثير وتحتاح الى عقول متفتحة تمتلك رؤية رياضية متنورة بعد ان اكدت منافسات الاولمبياد اظهار رياضتنا بصورة بائسة وكنا الطرف الاضعف دائما واللقاء الاسهل ، ولم يتمكن اغلب الرياضيين من تحقيق الانتصارات على ابطال العالم بسبب ادائهم الهزيل!والمشكلة التي تعاني منها الرياضة عدم تسخير الاموال بصورة صحيحة حيث ان اغلبها يذهب الى جيوب الاداريين اكثر من توفيرها لإعداد الابطال الذين ياكلون الحصرم، أما المتبقي من تلك الاموال فيذهب الى اقامة الندوات والمؤتمرات لدراسة اسباب الاخفاق واصدار ورق الاصلاح البائسة التي تركن على الرفوف.وفات على اهل الرياضة ان مجالهم عالم فضاء فسيح له منافذ عدة للنهوض بواقع العمل الاولمبي بدلاً من تقييده بسلاسل حديدية تجعله عاجزاً عن التحليق فوق سماء الانجازات ، والدليل ان الاعداد للاولمبياد كان يسير على اطراف عرجاء لان الجميع كان موقنا ان الذهاب الى لندن ليس للمنافسة وانما للتنزة والسياحة ما انعكس سلباً على روحية الرياضيين اثناء المنافسات الذين دخلوا المسابقات كإسقاط فرض ، طالما أن لغة التبريرات جاهزة من افواه المسؤولين لتطلق عباراتها الشهيرة المتعلقة بنيل شرف المشاركة من الاولمبياد.والشارع الرياضي لم يكن يطمح للظفر بالميداليات وانما الظهور بصورة طيبة امام العالم الرياضي في الاولمبياد يؤكد ان الرياضة في تطور مستمر وان المشاركة للتنافس ولم نأتِ للتمتع بجمالية الافتتاح والاطلاع على تاريخ لندن والتقاط الصور التذكارية امام ساعة (بغ بن) الشهيرة.وأزاء هذا المشهد السريالي ان الرياضة امام منعرج خطير للواقع المؤلم الذي تمر فيه والذي يتطلب ثورة تصحيحة في جميع مفاصلها وفق فكر خلاق متطور بعيداً عن وضع الحواجز بوجه الطامحين الى التغيير لان الجميع سئم من بقاء رياضيينا في الظل ينظرون بعين الحسد للذين يرتقون منصات التتويج .
نبض الصراحة: المشاركة البائسة
نشر في: 5 أغسطس, 2012: 05:49 م