كربلاء /أمجد عليفي الأمسية التي أقامها نادي الكتاب في كربلاء للشاعر والناقد سفاح عبد الكريم حول الشعر والشعر الشعبي بمناسبة إصداره ثلاث مجاميع شعرية، قال مقدم الأمسية الشاعر عادل الصويري: إن الناقد غالي الخزعلي ذكر في كتابه (أوليات الحداثة في الشعر الشعبي العراقي ) إن الكثير من الدعوات ذهبت باتجاه استخدام اللغة العامية أو تقريبها من لغة الشعر تاريخيا،
وقد كثرت هذه الدعوات أيام حلول المذهب الرومانسي في الوطن العربي، حيث دعا الشاعر جميل صدقي الزهاوي إلى هذا التقارب في مقال نشر له في مصر عام 1910، بعنوان لغة الكتابة ووجوب اتحادها باللغة المحكية، كذلك فإن للشاعر جبران خليل جبران تصريحا مهما ومشهورا يقول فيه إن العامية هي مصدر ما ندعوه فصيحاً من الكلام.بعد ذلك تحدث الشاعر المحتفى به عن أهم الملامح التي ميزت الحقبة السبعينية، فقال إن من أهم خصائصها إنها انتقلت من الحالة الشكلية إلى الشعر الحر الشعبي وقد بدأها الشاعر مظفر النواب وشاكر السماوي وعزيز السماوي وأبو سرحان وغيرهم الكثير، مشيرا إلى إنها حقبة عبرت عن الروح الشفافة للشاعر كما إنها وثقته من خلال اعتماده على الموروث الشعبي بشفافية لذا كانت محاولات جادة لكتابة قصيدة النثر باللهجة المحكية، مضيفا ان "شراع الضمير، وعازف الناي، ويا روحي ليل الحلم" وهي أسماء المجاميع الشعرية، تم إصدار الأولى عام 1975 في فترة انتعاش القصيدة على الرغم من إنها كانت مطاردة لاحتوائها على قصائد تحمل مضامين رافضة غير مرخص بها وها أنا أعيد طباعتها اليوم لتكون بوابة للتواصل والمعرفة.بعدها ألقى الشاعر العديد من القصائد التي تضمنتها المجاميع الشعرية وكانت في أغراض عديدة ومجالات مختلفة وقد نالت استحسان الحضور بعد ذلك فتح مقدم الأمسية باب المداخلات والنقاشات فكان أول المتداخلين الشاعر عودة ضاحي التميمي، والذي أشار إلى إن الشاعر يتمتع بسمات تميزه فهو من الشعراء الذين يكتبون بأظافرهم ويقاتلون في كتاباتهم من اجل قضية يؤمنون بها، وقد ابتعد عن الشعر لفترة طويلة ولم تنشر قصائده، مضيفا ان قصائده كانت راكزة وتقف بصورة واضحة بالضد من النظام السابق، أعقبه القاص جاسم عاصي الذي قال في مداخلته: إن شعر الرواد كان يتميز بقوة البناء لاعتماده بالدرجة الأساس على (الحسجة) فيما شهدت فترة السبعينيات وجود شعراء مثقفين حاولوا إسقاط خصائص شعر الفصيح على القصيدة الشعبية من خلال القدرة على بناء الصورة داخل القصيدة وكذلك محاولة استثمار الرموز الشعبية ومحولة الارتقاء بها إلى منصة الثائرين، وبالتالي هي محاولات لبناء أفكار معينة، وأكد عاصي أن النواب ليس الرائد الأول في هذا المجال بل كان ضمن جيل عزيز السماوي وشاكر السماوي وآخرين، وأشار رفعت المنوفي إلى إن قصائد الشاعر يغلب عليها طابع السرد والرواية ولكن في نفس الوقت أحس إن الشعر موجود في كثير من القصائد وفيه روح التأمل وهو شاعر عمل على جعل روح للكلمة يخاطب بها المتلقي. وتداخل الشاعر موسى الشرع فقال إن شاعرنا كان يكتب عن هموم الآخرين وينسى همه لأنه حمل معاناة الناس وهو يكتب من عمق النهر ولديه مفردات جميلة وشفافة ينتقيها بحرفة ودراية. فيما قال نصير شنشول في مداخلته: إن للشاعر قدرة كبيرة على توظيف المفردة الموغلة بالشعبية والتي تعطي للقصيدة المجال لتجانس المفردات وأعده احد المجددين في الشعر الحديث فهو استطاع أن يقترب من أضلاع التحديث في القصيدة، وأضاف أن الشعر الشعبي بصورة عامة لم يستطع توظيف الأسطورة في القصيدة، والقصيدة الشعبية عموما لم تستطع مجاراة القصيدة الحديثة في جميع خصائصها أعقبه القاص والروائي علي لفتة سعيد الذي قال في مداخلته: إن الشعر شعر مهما تعددت ألوانه وأصنافه، وقد قرأت للشاعر قبل أن التقي به فكانت قصائده مليئة بالدفء والحنان، وتساءل سعيد عن السر في عدم اخذ الشاعر فرصته وفتح المجال للطارئين من الذين لا يمتون للشعر بأية صلة في الظهور والهيمنة على الساحة، وقال هل الشاعر كان بعيدا عن الإعلام أم أن الإعلام هو الذي كان بعيدا عنه؟
نادي الكتاب يحتفي بالشاعر سفاح عبد الكريم
نشر في: 5 أغسطس, 2012: 06:32 م