TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :المدى ملك للمشروع الديمقراطي..

كتابة على الحيطان :المدى ملك للمشروع الديمقراطي..

نشر في: 5 أغسطس, 2012: 08:40 م

 عامر القيسي أوقدت المدى شمعتها العاشرة وسط حضور حاشد من مشاعر وقلوب الأصدقاء الذين واكبوا خطواتها واحدة بواحدة، ووسط فخر أسرة تحريرها والعاملين في كل مفاصلها بالمنجز الذي قدمته المدى في سنواتها التسع الماضية. مسيرة قصيرة في عمر الزمن والعمل المهني لكنها كانت طويلة وقاسية وشاقة في الظرف العراقي المعقد والملتبس والمختلط بأجواء العنف والقتل والملاحقة والتهديد للكلمة الحرة الصادقة المؤثرة، وقد خاضت المدى في هذه المسيرة جريئة وصادقة ومؤثرة.
لا تزعم المدى أنها حققت حتى الجزء الصغير  من أحلامها الخاصة والعامة على مستوى العمل المهني والتطلعات السياسية المشروعة بعراق ديمقراطي يكون حاضنة إعلام عراقي حر وديمقراطي يشكل رأيا عاما قويا ونشيطا وضاغطا على مراكز القرار السياسي والحياتي لتحقيق طموحات الجمهور وأحلامهم المؤجلة حتى الآن للأسف الشديد.  لكننا نستطيع أن نزعم بكل جرأة أننا خطونا خطوات رصينة ومعقولة وقوية باتجاه إنشاء مشروع الرأي العام النزيه الضاغط، ونستطيع أن نزعم بأننا قدمنا مشروعا لعمل مهني من طراز جيد، ونزعم أننا شكلنا مع كل نشاطات مؤسسة المدى أرضية للمشروع الليبرالي الديمقراطي العراقي، مع بقية الأنشطة المشابهة،  الذي هو حلمنا كما هو حلم الجمهور الواسع من المواطنين الذين اكتووا بنار الدكتاتورية الصدامية، وكما هو حلم أصدقائنا من الجيران وغير الجيران ممن يهمهم أن يروا عراقا ديمقراطيا مختلفا.وفي هذا الطريق الذي دشنته المدى بفضيحة كابونات النفط السيئة السمعة والصيت، تعرضت المدى إلى أنواع متعددة ومتنوعة من الضغوط الحزبية والحكومية "وزارات ومؤسسات " وضغوطات اللوبيات السياسية، كي تنحرف عن طريقها أو على اقل تقدير أن تخفف من جماحها واتساقها مع هوى وأحلام الجماهير، بعيدا عن سياسة العصا التي انتزعت من يدي صدام لتتلقفها بعض الأحزاب المتنفذة لترفعها بوجه هذه الجماهير كي "تسوقها" إلى حيث تريد!وقاومت المدى كل تلك الضغوط، بما في ذلك الضغوط القانونية والدعاوى الكيدية، التي حاولت تركيع المدى وحرف اتجاهات أقلام كتابها، وتعرض، بسبب ذلك، الزملاء في الجريدة إلى الكثير من التهديدات بسبب أصواتهم العالية وكشفهم الكثير من مكامن الفساد المالي والإداري ليس فقط في مؤسسات الدولة وإنما في ما يتعلق بالفساد المالي لدى المسؤولين وخوضها صراعا مشرّفا ضد كل من حاول وما زال يحاول أن يحوّل العراق إلى مقاطعة صغيرة  لدول أخرى أو أن يعيد العراق بتأريخه المتحضر إلى زريبة التخلف بكل مستويات الفعاليات الحياتية وقطع شرايين الحياة المدنية للمجتمع العراقي برسم الحملات "الإيمانية " الجديدة على أيدي السياسيين المتخلفين الذين تزدحم بهم مؤسساتنا الشرعية ورؤوس حرابهم فرسان مجالس المحافظات!حقيقة نقولها إن المدى ليست ملكا لشخص، ليس بالمفهوم المادي، إنها ملك للمشروع الليبرالي العراقي الجنيني مع بعض زميلاتها في الهم والهموم والمخاطر وهذا كلام لا نكرره نحن فحسب بل هو شهادة الآخرين الأعداء منهم قبل الأصدقاء، وان أي نجاح لها يسجل لهذا المشروع بامتياز سواء كان النجاح على أيادي العاملين فيها أم بسبب جهود الآخرين ومساهماتهم الرصينة، وأي إخفاق لها هو تعثر للمشروع الذي ما زلنا نبني الآمال عليه رغم وعورة الطريق وخطورته وضعف الرؤيا فيه! وهي معادلة مطروحة أمام الجميع بصورة علنية وشفافة. فالمدى هي مشروع كل الذين يؤمنون بالعراق الجديد الديمقراطي الليبرالي الفدرالي الموحد، باختلاف زاويا النظر إلى هذا المشروع.ونحن نطفئ الشمعة العاشرة من عمر المصاعب والمتاعب نؤكد أننا نغذ السير نحو الأهداف التي انطلقت من أجلها الكلمة الأولى في المدى، وندرك جيدا أن المخاطر كبيرة وواضحة للعيان، لكن الأهداف الكبيرة والأحلام الجميلة، تحتاج عادة إلى أناس يسيرون دون وجل وبشجاعة وجرأة في دروب المخاطر للوصول إلى نهاية النفق ومواجهة الشمس الحقيقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram