 أربيل/ المدى أعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور أمس عن التوصل إلى اتفاق لإبقاء قوات الجيش الاتحادي "ضمن حدوده المتفق عليها، والبيشمركة ضمن حدودها هي الأخرى، مع توجه القوات إلى الحدود السورية لحماية العراق". وأكد أن الاتفاق تضمن سحب جميع القوات الإضافية من الجيش العراقي في مقاطعة زمار.
وجاء الاتفاق على خلفية التوترات الأخيرة بين بغداد والإقليم بسبب نشر قوات من الفوج الثاني اللواء 38، الفرقة 10، من الجيش العراق في منطقة فيشخابور التابعة لناحية زمار التي تعدّ من المناطق المتنازع عليها.وفي السياق ذاته قال المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان طارق جوهر للمدى: إن البرلمان يستعد لعقد اجتماع تشاوري غدا "اليوم" بعد اجتماع تمهيدي للتباحث بشأن تأسيس هيئة تفاوضية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، يطلق عليها "المجلس الأعلى للتفاوض مع الحكومة الاتحادية". وتأتي هذه المبادرة بعد تقديم مقترح من قبل حكومة الإقليم التي أرسلت المقترح إلى رئاسة برلمان كردستان وبعد وصول المقترح بدأت الهيئة الرئاسية بمشاوراتها مع رؤساء الكتل البرلمانية، وبعد مناقشات مستفيضة وتبادل الآراء اتفقت الأطراف المذكورة مع رئاسة البرلمان على الدعوة لاجتماع موسع بمشاركة الكتل النيابية الكردية الممثلة في مجلس النواب العراقي وممثلين عن القوى والأحزاب الكردستانية ومجلس الوزراء وغيرهم من ممثلي الأطراف المعنية بهذه المسألة" سواء كانوا داخل الحكومة أو خارجها. وأضاف جوهر أنه "من المتوقع أن يشارك نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول علي، ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني ونائبه عماد أحمد في الاجتماع المقرر عقده الاثنين".وعن الاتفاق الأخير بشأن أزمة وجود قوات عراقية في بعض المناطق المتنازع عليها قال جوهر "اعتقد أن هذه الأزمة في طريقها إلى الحل، وان مثل هذه التفاهمات هي خير لكل العراق لان الحوار هو الطريق الصحيح والوحيد لحل الأزمات بين الحكومة الاتحادية والإقليم. وأعلنت وزارة البيشمركة، عن اتفاق لجنة العمل العليا بين أربيل وبغداد على سحب قوات الجيش العراقي من ناحية زمار، وإلغاء كافة المظاهر العسكرية فيها، فيما كشفت عن اعتماد آلية جديدة للإدارة المشتركة في المناطق المتنازع عليها.وقال ياور في المؤتمر الصحفي الذي عقده في اربيل بحضور لجنة العمل العليا ووفد اميركي منسق بين الجانبين، أنه "لم تتبق في الشوارع أية مظاهر عسكرية وتمّ فتح جميع الطرق"، مشيراً إلى "حصول اللجنة العليا على موافقة رئاسة إقليم كردستان على هذا الاتفاق وهي الآن بانتظار قرار الحكومة الاتحادية". وأكد أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ خلال اليومين المقبلين وستطلع اللجنة العليا كل من رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الوزراء نوري المالكي على ما تمّ الاتفاق عليه ميدانياً". ولفت ياور إلى أنه "تمّ الاتفاق على إيجاد آلية جديدة للعمل المشترك في المناطق المتنازع عليها".وقال الياور أن "الاجتماع الذي جرى عقده أمس بأربيل بين وفد من وزارة البيشمركة بحكومة الإقليم وقائد القوات البرية للجيش العراقي الفريق علي غيدان والقائد العام للشرطة الاتحادية بشأن استقدام قوات من الجيش العراقي لمنطقتي زمار المتنازع عليها بين أربيل وبغداد على الحدود مع سوريا، تمخض عنه التوصل لاتفاق من سبع نقاط لإنهاء الأزمة التي اندلعت بسبب استقدام تلك القوات". وأكد أن "الاتفاق ينص على بقاء قوات البيشمركة والجيش العراقي في منطقة زمار، كلٌّ في المنطقة التي يرابط فيها حالياً وتوجيه أنظارهما نحو الحدود مع سوريا، مع سحب القوات الإضافية من الجانبين والتي تم استقدامها الى المنطقة على خلفية الأزمة الأخيرة وإعادة فتح الطرق الرئيسية في المنطقة والتأكيد على سحب جميع القوات التي تم استقدامها إلى منطقة زمار فور انتهاء الأزمة السورية"، مبيناً أن "الاتفاق نص أيضاً على إمكانية طلب اللجنة العليا للتفاوض بين البيشمركة والدفاع العراقية لقاء بارزاني أو المالكي". وزاد بالقول أن "الاتفاق الذي توصلت إليه البيشمركة مع الدفاع العراقية لا ينقصه سوى توقيع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بصفته القائد العام لقوات البيشمركة ورئيس الوزراء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية لتطبيقه على الأرض"، لافتاً إلى أن "اللجنة الثلاثية المشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة والقوات الأميركية باتت الآن تضم البيشمركة والجيش العراقي مع استمرار الدعم الأميركي لمهام اللجنة".وأوضح المتحدث باسم قوات البيشمركة، انه ومن أجل عدم حدوث أية حالة احتقان وقطع دابر أية معلومات غير صحيحة، جرى الاتفاق على ضرورة تأكيد لجنة العمل المشترك لأية معلومة تصل قوات البيشمركة او الجيش العراقي.واللجنة العليا للعمل المشترك بين أربيل وبغداد مكونة من الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور ومن الفريق شيروان عبد الرحمن، ومن الحكومة الاتحادية قائد القوات البرية في الجيش العراقي العقيد علي غيدان، وقائد الشرطة الفدرالية حسين العوادي.