TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > لعبة الكبار في الشرق الأوسط

لعبة الكبار في الشرق الأوسط

نشر في: 6 أغسطس, 2012: 06:00 م

يعقوب يوسف بحسب المعطيات التي حفل بها تاريخ الشرق الأوسط المعاصر لم يعد بمقدور شعوب الشرق الأوسط خاصة العربية امتلاك الإرادة للتوحد بهدف الحصول على الاستقلال والسيادة بعيدا عن التدخلات الخارجية ؛ رغم ما جرى من تغيير ظاهري لأنظمة الحكم في عدد من البلدان العربية ؛ لكنه تغيير غير جذري  لا يمت بصلة لهذه الشعوب التي توهمت فئات منها بأن ما جرى من تحولات هو عبارة ثورات أطلق عليها جزافا الربيع  العربي .
لم يدرك بعض المحللين والمراقبين طبيعة ميزان القوى الدولي الذي كان له الدور الكبير في إحداث التحولات ، ففي ليبيا كان التدخل الخارجي هو العامل الأساسي في الإطاحة بحكومة القذافي ،فعلى افتراض عدم التدخل من قبل حلف الناتو فإن حكومة القذافي ستظل كما هي ، أما في مصر فالصورة اتخذت طابعاً آخر عندما أمسك الجيش بزمام الأمور ليحافظ على مصالح الكبار بموجب توصيات الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى ، أما في تونس فرغم تشكيل حكومة تونسية منتخبة لكن ثمة احتجاجات للرأي العام تعود لأسباب اقتصادية ، وفي اليمن لم يتغير الوضع كثيرا عندما تم استبدال الرئيس صالح بشخص آخر لتستمر التوترات والأزمات في هذا البلد .بشكل إجمالي ثمة سبب رئيسي لما يدور من توترات داخل هذه البلدان مرده التدهور الاقتصادي ومعاناة الكثير من مواطني هذه البلدان ، فهل تستطيع الحكومات الجديدة تجاوز المشكلة الاقتصادية دون إبرام اتفاقيات مع الدول الكبرى التي تسيطر على السوق العالمية وتهيمن على ميزان السياسة الدولية  أم سوف تتمكن عبر الاكتفاء الذاتي من بناء اقتصاد متين ومثمر ؟ لا يمكن لهذه الحكومات امتلاك السيادة لأن شعوبها منقسمة طائفيا وعرقيا وقوميا ، حيث تعمل الدول الكبرى على إذكاء نار الصراعات والفتن الداخلية لاستنزاف هذه الشعوب ، واليوم تنتقل عدوى التغيير الكاذب إلى سوريا عبر تجنيد قوى الإرهاب واستقطابها من كافة أنحاء العالم لتحقيق هدف مزدوج يتمثل في  محاولة تصفية الحسابات مع الدولة السورية الحاضنة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية عبر استدراج قوى الإرهاب والتطبيل إعلاميا لها واعتبارها قوى معارضة تنشد التحرر لاتخاذ شعاراتها ذريعة لضرب سوريا ومن ثم استنزافها والقضاء على بنية دولتها .متى كان الإرهابيون حلفاء للولايات المتحدة وللغرب ؟ ألم تذرف الولايات المتحدة بالأمس دموع التماسيح على ضحايا أيلول الذين سقطوا بسبب مهاجمة قوى الإرهاب كبريات المؤسسات فيها ؟ إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين والإقليميين وضعوا مخططا مزدوج الهدف له شقان ،إما إسقاط الدولة السورية أو على الأقل إضعافها ومن ثم تصفية الجماعات الإرهابية بسلاح الجيش السوري فهل من المعقول أن نعتبر الجماعات الإرهابية حليفة للغرب ؟ كلا إن تشابه المصالح هو الذي دفع بقوى الإرهاب إلى الارتماء في أحضان أمريكا وتركيا والسعودية وقطر وهي دول راعية للمصالح الغربية في المنطقة وحامية لوجود إسرائيل في المنطقة .يقول هنري كيسنجر عراب السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لو سار مخطط إسقاط الدولة السورية مثلما نريد لتمكنت إسرائيل من السيطرة على نصف منطقة الشرق الأوسط . بحسب هذه المقولة فإن كيسنجر وساسة الغرب غير متيقنين من نتيجة هذه الحرب ، معنى ذلك أنها حرب غير معروفة النتائج حتى بالنسبة لمن خطط لها ونفذ أجنداتها على الأرض .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram