علاء حسن "الملصوم" هو الساكت أو المصرّ على الصمت ، وأحيانا يكون ملصوما من فوق وتحت ، بحسب المثل العراقي الشائع ، وهناك ملصوم بسبب الخوف والخرعة ، أو التعرض لأزمة نفسية حادة ، منذ الصغر ، وملصوم آخر بسبب سلب إرادته من الزوجة لأنها وزير مالية المنزل وبيدها صلاحية الصرف والإنفاق ، وشراء سجائر الزوج الملصوم .
ويوجد ملصوم على النطاق الرسمي ، وغالبا ما يأخذ موقع المتحدث الرسمي باسم هذه الوزارة أو تلك الدائرة ، وصفة الملصوم اكتسبها برفضه الرد على وسائل الإعلام واستفساراتهم ، وأثناء حصول الاحداث كهروب سجناء ، يغلق "المسؤول الملصوم" هاتفه بوجه جميع وسائل الإعلام ، لكنه يبدي استعداده للإدلاء بحديث لفضائية تابعة لحزب متنفذ اعترافا منه بان الحزب كان وراء حصوله على منصبه متحدثا رسميا باسم وزارة " أعوذ بالله منك يالساني " . الإعلاميون العاملون في مؤسسات غير عراقية كثيرا ما أكدوا بتقاريرهم أن المتحدثين الرسميين باسم جهات مسؤولة ومعنية بشؤون القوانين وتطبيقها وتنفيذها ورعاية "المحابيس " في سجون مشيدة وفق المعايير الدولية أكدوا أنهم يعانون صعوبة الاتصال بالمتحدث ، لأن تلفونه مغلق على الدوام ومفتوح لفضائية جلد النمر وثوم العجم ، وفضائية أخرى متخصصة بتغطية نشاطات مسؤول كبير متخصص بشؤون الإعدامات ، والمتحدث الملصوم يرفض الحديث للآخرين ، لأنه إعلامي اكتسب هذه الصفة كغيره من عشرات الآلاف وجدوا في هذه المهنة فرصة لتحقيق الوجاهة ، وخدمة الأحزاب رافعة شعار الانتصار لمظلومية الشعب العراقي والمتورطة إلى حد العكس بالفساد المالي والإداري ، وخير دليل على ذلك فضيحة وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني ."الملصوم " يتمتع بكامل عافيته ويحتفظ بحواسه ، فضلا عن امتلاكه خبرة مهنية، اكتسبها من العمل في فضائيات مدعومة من دول الجوار صاحبة الريادة في الإعلام الموجه ، مازالت حتى الآن تدافع عن السوداني ، وبطانته ، ومنهم من كان يتولى مهمة الناطق باسم الوزير الفاسد المتهم بسرقة أموال الشعب العراقي. للمخرج المسرحي الراحل قاسم محمد قصة مع "الملصوم " فأثناء إجراء التمارين على مسرحية بغداد الأزل بين الجد الهزل دخل عليه احد طلاب أكاديمية الفنون الجميلة وقتذاك وطلب من المخرج أن يمنحه دورا في المسرحية ، ونظرا لتوزيع الأدوار قال الراحل لصاحب الطلب "اصعد مع المكادي" أي ضمن جوقة المتسولين .خلال عرض المسرحية لفت صاحبنا الملتحق بجوكة المكادي أنظار النقاد والمشاهدين على حد سواء ، لأنه كان يمتلك حضورا على الرغم من صمته ، وهذا ما دفع احد النقاد أن يكتب مقالا يركز فيه على الأخرس الصامت في جوقة المتسولين ، وعندما قرأ الممثل المقال ، اتصل بالناقد لترتيب لقاء بين الطرفين لبيان حقيقة "المكدي الأخرس " ونحن اليوم وفي ظل وجود مئات المتحدثين والناطقين الرسميين ومكاتب إعلام المسؤولين بأمس الحاجة للتعرف على حقيقة وسر المتحدث الملصوم .
نص ردن:المتحدث الملصوم
نشر في: 7 أغسطس, 2012: 08:26 م