عامر القيسي أزف بشرى لزملائي الإعلاميين والمثقفين والأدباء من أن لجنة الثقافة في مجلس النواب الموقر تدرس إمكانية تحويل صفاتنا، ابتداء من وزارة الثقافة، من إعلامي وكاتب وباحث إلى صفة ملاحظ أو مساعد ملاحظ، وبحسب الخبير في شؤون الثقافة والمثقفين العراقيين علي الشلاه، فان اللجنة تحاول إيجاد قانون يغير صفة الإعلامي والمثقف العراقي من خلال توصيفه "ملاحظ" أو "مساعد ملاحظ" وان تطبيق هذه الفكرة تساعد على سن رواتب لهم!!
على درجة عالية من العبقرية والإبداع والتجديد، ونيابة عن زملائي، إذا سمحوا لي بذلك، نتوجه بآيات الشكر والامتنان للالتفاتة الذكية والكريمة للجنة الثقافة وللسيد الشلاه، الذي على ما أظن أن عبقريته قد تفتقت عن انجاز كبير ننتظره بفارغ الصبر، وهو ما لم يسبقنا إليه، لا السابقون ولا "الحاضرون " ولا اللاحقون..لكن السيد الشلاه لم يقل لنا، لإكمال فرحتنا، عن الضوابط والمعايير التي ستكون هادية للجنة في تقدير من هو الملاحظ ومن هو مساعد الملاحظ، باستثناء أن صفة رئيس الملاحظين، التي أقترح إضافتها للدراسة، من نصيب وزير الثقافة حصريا. وأتمنى مخلصا أن تطور اللجنة دراستها لابتكار صفات جديدة وإضافتها مثل ملاحظ أول وملاحظ أقدم لكي لا يتركنا أسرى الظنون والاتهامات المتبادلة في ما بيننا التي من المؤكد أننا سنتنازع في ما بيننا على صفات من هذا النوع، فهذا يقبل بالملاحظ، والآخر سيرفض صفة مساعد ملاحظ، والنزاع على الصفات من حقوقنا، فالشاعر الفلاني لن يقبل أن تكون صفته في اللقاءات الصحفية، على سبيل المثال لا غير، على الشكل الآتي " لقاء مع مساعد الملاحظ الشاعر فلان الفلاني "ولا ندري إن كان كاتبا كبيرا يعمل في وزارة الثقافة سيقبل أن يذهب إيفادا إلى مهرجان ثقافي تحت عنوان "شيخ الملاحظين" ويقدم مداخلته على أساس هذا التوصيف!علينا أيها الزملاء ألا نشكك لحظة في نوايا مثل هكذا مقترحات نبيلة وصادقة وصادرة عن عقول نيرة ومتفتحة تحترم الإبداع والمبدعين فتحسن رواتبهم بعد أن تغير صفاتهم، وأنا ضد من يحتج من الآن فالتوصيف قضية شكلية جدا وبإمكاننا أن نخاطب المثقف والمبدع على الشلاه من الآن، استباقا للدراسة،" الأستاذ الملاحظ علي الشلاه المحترم" وعلى ما أظن فان السيد الشلاه لن يحتج لان راتبه سيتحسن، رغم أن راتبه الحالي ليس بحاجة إلى تحسين!!وقد سبق الشلاه إلى تغيير الصفات القائد الضرورة الذي تفتق ذهنه المتقد عن عبقرية قرار بتحويل العمال إلى موظفين لتحسين رواتبهم، لكن النتيجة إنهم فقدوا صفاتهم الأصلية ولم تتحسن رواتبهم فيما فقدوا تنظيماتهم النقابية لسواد عيون السيد الرئيس!في بلدان العالم المتحضرة بل حتى في بعض البلدان العربية يجهدون أنفسهم وتتفتق أذهانهم عن أفكار جميلة لتكريم مبدعيهم من الإعلاميين والمثقفين والكتاب فتضفى عليهم الألقاب التي تؤسس حتى لهوية وطنية للبلاد فتعرف البلاد من خلالهم وترفع رؤوس شعوبهم بإبداعاتهم، فيما يجهد السيد الشلاه ولجنته، مع كامل الاحترام لهم ولإبداعاتهم ولنواياهم الحسنة، في توصيف كتابنا وإعلاميينا ومثقفينا بصفات إدارية لا علاقة لها على الإطلاق بمجالات إبداعاتهم، وكأني باللجنة الموقرة أنها لم تجد فكرة أخرى لتحسين الرواتب غير تحويلنا الى ملاحظين ومساعدين.. الخ ، وربما ستتجاوز الدراسة حدود وزارة الثقافة ليسن البرلمان قانونا يلزمنا بتحويل صفاتنا فيصبح رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر على سبيل المثال "عمدة الملاحظين" فيما نطلق بكل فرح وابتهاج على الشباب في أول انطلاقات إبداعاتهم "مساعد ملاحظ متدرب".ولله في خلقه شؤون!!
كتابة على الحيطان:الملاحظ علي الشلاه مع تحياتي!!
نشر في: 7 أغسطس, 2012: 08:27 م