ترجمة: عباس المفرجي بينيثو ديل تورو يشترك مع ستة مخرجين آخرين لإنجاز " سبعة أيام في هافانا"، انطلوجيا تطأ خطا رفيعا بين الدعاية والفنية في التدافع في سبيل العون المالي، حتى أكبر مخرجي الأفلام عليهم أن يأخذوا المال حيث يجدوه. أخذ شين ميدوز عمولة خمسمئة ألف دولار من يوروستار، وأنتج " سومرس تاون". وأنجز مورغان سبارلوك نسخة هجائية منه برعاية شركة صناعة العصير "بوم ووندرفول" فأصبح أكبر فيلم بيع من قبل. ذلك هو السبب الذي دعا صنّاع أفلام من عيار غاسبار نويي، لوران كانتيه والياس سليمان يقبلون دعوة قطب صناعة شراب الرَّمّ "هافانا كلوب"، من خلال ذراعها الثقافي "هافانا ك
ولتورا"، للاشتراك في فيلم انطلوجيا قصير يدعى "سبعة أيام في هافانا". وهو ربما، وربما فقط، صُمّم ليساعد على إقامة علاقات طيبة مع هافانا.يطأ فيلم "سبعة أيام في هافانا" خطا رفيعا بين الدعاية والفنية، مع الروائي الكوبي ليوناردو بادورا، مشرفا على السيناريو، وهو مركّب من سبعة أجزاء، كل جزء أو كل فيلم قصير يطابق يوما من أيام الأسبوع. ينضم إلى المخرجين الثلاثة المشار إليهم أعلاه – وهم فرنسيان وفلسطيني – الأرجنتيني بابلو ترابيرو، الاسباني خوليو ميدم، الكوبي الوحيد، خوان كارلوس تابيو، والمخرج المبتدئ، الذي جلبت مساهمته دعاية أكبر: الممثل البورتوريكي المولد بينيثو ديل تورو. ولكن، من المستغرب، أن لا نجد في فيلم له صلة بالفردوس الاشتراكي أي صانع أفلام من النساء. يفتتح فيلم ديل تورو، المعنون "ايل يوما"، الانطلوجيا : قصته سطحية، لكنها مسلية، وهي حول طالب معهد فيلم أميركي، يلعب دوره جوش هتشرستون (شارك في فيلم "هنغر غيمس")، الذي يستثار بإفراط في بار رخيص. يبدو أن ديل تورو كان ينمي طموحات إخراجية منذ زمن بعيد (رصيده الإخراجي الوحيد كان فلما قصيرا قبل عقد من السنين تقريبا). وباعترافه هو شخصيا، كان سعيداً أن تُطلَب منه المشاركة. ((واحد من المنتجين، الفارو لونغوريا، اقترح عليّ فكرة الإخراج؛ أعطاني واحدة من القصص بقلم بادورا، قرأتها فأعجبتني؛ قلت لا داعي لقراءة قصص أخرى، هذه التي سأعمل عليها. وهكذا جرى الأمر)).لكن، من الواضح، أن الشيء اللافت للانتباه كانت كوبا نفسها، التي فيها كانت قد تولت ديل تورو حالة من الإعجاب التي تقارب العبادة حين لَعِب دور البطل الثوري شي غيفارا في فيلم السيرة للمخرج ستيفن سودربرغ عام 2008. ((نعم)) يقول الممثل- المخرج، ((كانت فرصة أن نقوم بتصوير فيلم في البلد، وفرصة لي المشاركة فيه)).ترابيرو، الذي يظهر في جزئه من الفيلم زميله أمير كوستاريكا، قال إن فيلمه يُعتبَر ((مساهمة صغيرة في مهرجان هافانا للأفلام؛ إنه المهرجان الذي أحب، وهو مهم جدا للناس هنا. هناك دائما الكثير من التجارب)).ميدم، المخرج الباسكي المعروف أفضل بفيلميه "الجنس ولوسيا" ،و"السنجاب الأحمر"، ساهم بميلودراما عن علاقة حب مثلثة، قال إنه مُنِح مطلق الحرية في اداء القصة :((أردنا أن نرسم بورتريه دقيق لناس هافانا، كيف هي مشاعرهم، كيف يعيشون؛ وأردنا أن يكون هذا البورتريه نافعا لهم أيضا. قدمنا في هذا الفيلم رؤية واقعية للمجتمع الكوبي)). الإحساس الأقوى الذي يراودك في هذا الفيلم هو إحساس الغرباء في إنعام النظر، وهي ثيمة قوية بشكل خاص على يد ديل تورو، ترابيرو وسليمان. وسليمان هو الذي يُحدِث، على نحو قابل للنقاش، الإثارة الأكثر للفيلم السابع: يلعب هو دور نفسه، فلسطيني يقظ في منتصف العمر، يتجول في هافانا منتظراً أن يدير مقابلة. إنه لا يأتي بزعم المعرفة؛ فيلمه هو تصريح خال من التعبير تماما.أي بورتريه وافر حقا يمكن أن تتوقع من فيلم بهذه الأجندة مسألة فيها نظر: "سبعة أيام في هافانا" هو في الجوهر عمل مبهج، مع الانغماس أحيانا في عوالم أكثر كآبة. نويي، على سبيل المثال، يوحي بأن الهوموفوبيا [الهلع المرضي من المثلية الجنسية] سائدة، في وصفه كم من الصعب إيجاد ممثلة على استعداد لتقبيل امرأة أخرى. بعض من نفاذ البصيرة هذه يضعها على الشاشة في فيلمه، تصوير لطقس ’’ تطهير ‘‘ من طقوس الفودو.ديل تورو، على أي حال، يلجم الإشارة إلى مشاكل كوبا. ((كثير من الناس يتحدثون عن المشاكل الداخلية، لكن هناك جانبين: ينبغي عليك أيضا الإشارة إلى الحصار الأميركي. جانب يؤثر على الآخر. ثمة تغيرات قليلة – بإمكانك الآن أن تمتلك سيارة خاصة بك، ويمكنك أن تبيع سيارتك – لإعطاء الناس حافز. هم يعرفون أنهم بحاجة إلى تغيّر في الاتجاه، لكنهم تدبروا الحفاظ على كرامتهم رغم الحصار. اوباما بلا شك أحدث اختلافا؛ لو أُعيد انتخابه فأنا آمل أن يبدأ نوعا من الحوار)). يقول ميدم :((نحن بدأنا بالفيلم قبل عام، ولا شيء تغيّر. البلد في حالة تأهب، منتظرا حدوث شيء ما، لكنه لم يحدث بعد)).مع هذا، ديل تورو مفعم بالأمل في المستقبل. ((قد تكون ثمة مخاوف من أن الأشياء تجري بسرعة، لكن ذلك هو كما في أي مكان آخر. الكوبيون شعب له القدرة على البقاء حيا)).عن الغارديان
سبعة ايام في هافانا.. قصص من كوبا
نشر في: 8 أغسطس, 2012: 06:10 م