TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :سوريا.. ساحة معركة أمميه

في الحدث :سوريا.. ساحة معركة أمميه

نشر في: 8 أغسطس, 2012: 06:59 م

 حازم مبيضين تحمل الأنباء من ساحة المجزرة الدائرة في سوريا اليوم, بين الفينة والأخرى, ما يشير إلى مقتل أشخاص غير سوريين, يشاركون في المعركة المحتدمة هناك, وتتنوع مصادر هذه الأنباء, فالنظام يتحدث عن آلاف المتطوعين الإسلاميين, المنخرطين في القتال للقضاء على النظام " العلوي ",
 ولا يتوانى عن بث مقابلات مع أسرى يحملون جنسيات عربية, يعترفون بانتمائهم لتيارات سلفية تقاتل ضد نظام "مارق", ومعارضو الأسد ينشرون خبراً عن مقتل جنرال روسي, بعد إطلاقه النار على حاجز للجيش الحر, ويعتقلون في واحد من شوارع دمشق, ما يقارب الخمسين إيرانياً, يقال إن بعضهم ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني, وفي الأثناء تتبرع أجهزة إعلام غربية, بالكشف عن مجموعات عسكرية تتبع  هذه الدولة أو تلك, تمكنت من التسلل داخل الأراضي السورية لدعم الثوار.يؤشر ذلك إلى أن المواقف تجاه ما يجري في بلاد الشام, لم تعد مقصورةً على التأييد السياسي لأحد طرفي الصراع, وأن الصراع انتقل من مرحلة "في سوريا" إلى "على سوريا", وتلك مرحلة حذر العقلاء من الوصول إليها, لكن مسار الأحداث ظل يؤكد أن الوصول إليها ليس أكثر من مسألة وقت, فالموقع الاستراتيجي في منطقة يتنامى فيها الصراع الإقليمي, ويأخذ بعداً مذهبياً كما هي الحال بين تركيا المؤيدة للثوار, وإيران المتحالفة مع الأسد, يغري كلا الطرفين بالعمل على إيجاد موطئ قدم في دمشق, كما أن الصراع العربي الإسرائيلي ووعد انخراط النظام السوري في العملية السلمية بشكل جدي وفاعل يغري أطرافاً دوليةً عديدة بمد أصابعها في الأتون السوري المشتعل , حتى وإن احترقت أطراف تلك الأصابع.نتحدث عن التدخل العسكري المباشر الذي يأتي بعد تدخل العديد من أجهزة الاستخبارات, وهي تنتمي إلى كل أنظمة العالم, أتت من الخليج وتركيا وإيران وروسيا والصين والدول الغربية دون استثناء, ولا شك أن إسرائيل لاتقف موقف المتفرج على ما يجري في الدولة العربية الوحيدة التي خاضت معها حروباً لم تنته بعقد السلام, وإذا كان التدخل الاستخباري يظل خفياً بحكم طبيعته, ويمكن إنكاره, فإن التدخل العسكري, حتى وإن كان على شكل استشاري كما هو حاصل مع روسيا, يظل مكشوفاً, والنيران لاتفرق بين جنسيات المتقاتلين, والمهم أن مايجري يؤشر إلى مرحلة جديدة لها ما بعدها.   مع كل هذه الفوضى تتزايد التحذيرات من وصول الأمر إلى تقسيم سوريا, وذلك ممكن إن فقد الأسد السيطرة على عاصمتيه دمشق وحلب, ووجد نفسه مجبراً على الانكفاء إلى مناطق الأكثرية العلوية, باعتبار أن طائفته ستحميه, دون أن يتنازل رسمياً عن موقعه " الشرعي", حينها كما يجب القول ستنفتح أبواب الجحيم, وسيقتتل الإخوة كما لم يفعلوا من قبل, وستكون حتى التدخلات العسكرية, مهما عظم شأنها, مجرد ديكور للمذبحة الطائفية, التي يبدو أن المجتمع السوري مؤهل وجاهز لخوضها, بعد أن مهد النظام ومعارضوه في آن معاً لاندلاعها, وبديهي أن شررها سيصيب دول الجوار المؤهلة لذلك, خصوصاً العراق ولبنان وتركيا, وصولاً إلى إيران ودول الخليج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram