أربيل/ المدى في سياق الاهتمام الغربي يحوز إقليم كردستان العراق كميات وفيرة من النفط الخام السهل الاستخراج وهذا أمر نادر بين موارد الطاقة غير المستغلة. والرجل الذي يديره هو مهندس سابق في بحر الشمال ومستشار تحول إلى سياسي يعرف كيف يجذب الاستثمارات، بحسب تحليل لوكالة رويترز.
لكن الشركات التي تعمل بمقتضى عقود وقعتها مع حكومة كردستان لا تحصل على الكثير ولا تتلقى مدفوعات نظرا للنزاع على حقوق السيطرة مع الحكومة الاتحادية في بغداد.ورغم الخلاف ذي الجذور العميقة في الساحة السياسية المتفجرة في العراق فإن أي شركة نفطية كبرى تتحرك في الإقليم تثير غضب بغداد لأنها تبرم عقودا مع حكومة كردستان.وقال مسؤول نفطي كبير في العراق "تتواصل الهجرة إلى الشمال.. وهذا يمكن أن يكون نقطة التحول". وقد يكون الإنتاج في تلك المنطقة الجبلية المجاورة لتركيا وسوريا وإيران هزيلا بالمعايير العالمية الحالية لكن مع الاستثمار المناسب وخطوط التصدير فإنه يمكن أن يصل إلى مليون برميل يوميا بحلول 2014 ومليوني برميل يوميا بعد ذلك بخمس سنوات بحسب تقديرات أشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستان. ويفوق ذلك إنتاج ليبيا التي أدت الحرب الأهلية فيها إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العام الماضي. وقال مسؤول نفطي "الفرق هو أنهم هنا يرغبون في وجودنا بينما يبدو الأمر عكس ذلك في جنوب العراق".وتحاول بغداد تقييد سلطات كردستان حيث تقلص إمدادات الوقود والتدفقات النقدية إلى الإقليم بناءً على استحقاق المنطقة لنحو 17 بالمئة من دخل صادرات النفط العراقية. وهناك كثير من السجال ودعاوى مضادة بشأن الترتيبات وفي أحدث إجراء احتجاجي أوقفت حكومة كردستان صادرات النفط في نيسان/ ابريل قائلة إن على بغداد مستحقات تبلغ 1.5 مليار دولار.وتبلغ الاحتياطيات المؤكدة في كردستان العراق 45 مليار برميل أي أكثر من ثلث إجمالي احتياطيات العراق البالغة 143 مليار برميل وفقا للتقرير الإحصائي السنوي لشركة بي.بي النفطية البريطانية حيث تشكل الاحتياطيات العراقية 8.7 بالمئة من الاحتياطي النفطي العالمي.ونظرا للخلافات السياسية ومشكلات السداد فإن المشروعات في إقليم كردستان ظلت مثار اهتمام شركات التنقيب الأصغر حجما التي لديها إقبال على المخاطرة السياسية ولا يوجد ما تخسره مع بغداد. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي وبعد أربع سنوات من ابتعاد شل تغيرت قواعد اللعبة. فقد وقعت إكسون موبيل - أكبر شركة نفطية خاصة في العالم - صفقة للتنقيب في ستة امتيازات في كردستان. وتحركت شيفرون ثاني أكبر شركة نفطية أميركية الشهر الماضي واشترت حصة قدرها 80 بالمئة في امتيازين هما سارتا وروفي من ريلاينس الهندية. وفي الأسبوع الماضي دخلت توتال الفرنسية الحلبة واشترت حصة قدرها 35 بالمئة في امتيازي حرير وسفين من ماراثون أويل كما اشترت جازبروم الروسية حصة في امتياز كرميان من وسترن زاجروس الكندية. وبشكل مفاجئ أصبح لأربع من أكبر عشر شركات نفطية عالمية من حيث القيمة السوقية نشاط في أربيل.rnكيف تفكر إذن شركات النفط العالمية الكبرى؟حتى الآن لا توجد طريقة واضحة لتحقيق استفادة نقدية من تلك الاستثمارات. فقد تلقت حكومة كردستان الأسبوع الماضي خطابات من دي.إن.أو وشركات أخرى تعمل في المنطقة تتضمن استياءها المستمر من عدم الحصول على مستحقاتها المالية.ويقول مسؤولون إن تحرك شركات النفط الكبرى شمالا يرسل رسالة إلى بغداد بأن شروطها التجارية في مشروعات الحقول الجنوبية ليست جذابة وبأن الفوضى الدستورية والوتيرة البطيئة لإعادة البناء بعد الحرب تثير مشكلات. وقال مصدر نفطي "ندرك حجم المخاطر السياسية للعمل في الشمال لكن الشروط التجارية جذابة بدرجة كبيرة تجعلنا نتقبل تلك المخاطر". مضيفاً "لا تستطيع فوائد عقود الخدمة العراقية التنافس مع الشروط الممنوحة في كردستان." وينتقد كريستوف دو مارجوري الرئيس التنفيذي لتوتال علانية شروط عقود الخدمة لبغداد. ولم تفلح أحدث مناقصة للتنقيب طرحتها بغداد في جذب اهتمام الشركات النفطية الكبرى. وقالت مصادر نفطية إن شتات أويل النرويجية وإيني الإيطالية تسعيان وراء امتيازات للتنقيب في كردستان. وقالت مصادر نفطية إن إكسون التي تخاطر بفقد حصتها في حقل غرب القرنة 1 بمغازلتها لإقليم كردستان تتطلع إلى امتيازات للتنقيب لم تتم ترسيتها على الحدود مع تركيا ويتوقع أن تسعى شيفرون وتوتال وراء مزيد من الامتيازات.وفي أيار/ مايو أعلنت حكومة كردستان عن خطط لبناء خط أنابيب من حقل طق طق النفطي ينضم إلى الخط الحالي من كركوك في العراق إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط على أن يستكمل في آب 2013 بطاقة مبدئية قدرها مليون برميل يوميا.
شركات النفط الكبرى تزيد حصصها في كردستان العراق
نشر في: 8 أغسطس, 2012: 09:16 م