TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > مشاعر متنقلة عن الحياة والحب والأحلام الضائعة

مشاعر متنقلة عن الحياة والحب والأحلام الضائعة

نشر في: 18 أكتوبر, 2009: 05:13 م

بغداد/نورا خالدكتابات على السيارات والعربات تثير انتباه الرائي، وهو يتبسم عند قراءة احداها، أو يقف متأملاً شخصية كاتبة هذه السطور. وفي السبعينيات انتشرت ظاهرة الكتابة على خلفيات مقاعد السيارات، وعلى جدران مواقف الباصات وعلى الأشجار، كتابات معظمها عاطفية، وأخرى تتحدث عن الحياة بكل أشكالها،
ولاسيما مواقفها الصعبة. وهذه الايام استثمر سائقو (الستوتات) هذه الكتابات، ووضعوها وكتبوها على (ستوتاتهم). ففي مؤخرات عربات النفط دائماً هنالك كتابة، يقول محمد جاسب صاحب عربة نفط بعد أن سألته عن سبب كتابة عبارة: (انتي اللي نسيتيني لو الوكت نساج): لهذه العبارة قصة وهي قصة حب عشتها قبل أن أتزوج، فبمجرد أن عرفت التي كنت أحبها، اني أبيع النفط، تركتني لأن مستواها غير مستواي. بدا التأثر واضحاً عليه وهو يسرد قصة حبه. وأثناء تجوالي في شوارع بغداد، استوقفتني عبارة أخرى فيها من اليأس الشيء الكثير، مكتوبة في الزجاج الخلفي لسيارة كيا:عندما أكملت السفينة جف البحر. وبما أن السيارة كانت مركونة في مرآب باب المعظم انتظرت سائقها، فسألته عن العبارة فأجاب: كنت أحب فتاة جميلة جداً ومن شدة ولعي بها أمر من أمام بيتها يومياً، وتقدم أهلي لخطبتها فاتضح أنها مخطوبة، عندها شعرت بالألم والمرارة فذهبت الى الخطاط وقلت له: الاتوجد لديك عبارة تتناسب وقصتي فقال: نعم قبل قليل قمت بكتابة عبارة لسيارة أخرى، أجدها مناسبة لقصتك. عبارات كثيرة تثير قارئها مثل (لا تلحكني مخطوبة) أو(اللي يريد الحلو) أو كلمة واحدة توجز مايريده صاحب العربة أو السيارة (الدكتورة) أو (التلميذة) أو (واحشني)، ومرات تتألف العبارة من كلمتين مثل (حار وحلو) أو (ليش عفتني). وهكذا تمضي رحلة الكتابة التي تلخص أحياناً حياة صاحبها. ولو عدنا قليلاً الى الوراء وبالذات سنوات السبعينيات، نجد ان معظم مقاعد السيارات وباصات مصلحة نقل الركاب، مكتوب خلفها عبارات تلخص قصص حب،أو ذكرى صديقين كانا معاً، وجلسا ذات يوم في هذه السيارة او تلك، ومنها: أحببتها كثيراً وخانتني! أو ذكرى جاسم مع رحيم، أو آخ ماكو وفة أو احبك وانت بايعني. سألت الطبيب النفسا ني كامل عبدالواحد عن سبب استمرار هذه الحالة وكتابة هذه الجمل بالذات فأجاب: هذه الكتابات دليل على وضع نفسي غير مستقر لكاتبها، وهو يروم الاعلان عن نفسه وبيان شخصيته. وقسم من هؤلاء مازالت أزمة الانكسار في دواخلهم ويعبرون عنها بهذه الكتابات التي غالباً ما تتحول الى ذاتية أو استعراضية مئة بالمئة. وحينما تسأل أحدهم عن معنى الكتابة هذه يجيبك بالسبب على الفور وكأنه حقق انتصاراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram