TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل يتعرض مسلمو بورما للاضطهاد حقا؟

هل يتعرض مسلمو بورما للاضطهاد حقا؟

نشر في: 10 أغسطس, 2012: 04:39 م

 حيان الخياطانتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأناس يبدو أنهم تعرضوا لإبادة شاملة، صفحات ومجموعات عديدة على فيس بوك تنشر صوراً للضحايا بشكل دوري.إن كانت هذه الصور حقيقية فان شيئاً ما يمنع وسائل الإعلام من نشره والاهتمام به، فمن البديهيات التي يعلمها كل الناس أن وسائل الإعلام تتلقف أي حادثة مهما كانت صغيرة وتضخم منها أحيانا، فما بالك بمجزرة كاملة تتعرض لها شريحة واسعة من مواطني بورما. ما الذي منع الإعلام من القيام بعمله يا ترى؟
قبل التسرع في الحكم ووضع فرضيات بلا جدوى، يجب أن نعرف جميع ملابسات ما يحدث في بورما، ولنبدأ بمعلومات عن بورما نفسها.بورما هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، واسم الدولة الرسمي هو "جمهورية اتحاد ميانمار، تأسست عام 1937 بعد الانفصال عن حكومة الهند البريطانية. حيث أصبحت مستعمرة بريطانية منفصلة.تضم بورما مواطنين متعددي، الأعراق، اللغات والأديان بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، بشكل عام يتحدث جل سكان بورما اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء "البورمان" أما باقي السكان فيتحدثون لغات متعددة.نأتي الآن إلى التكوين الأهم في بورما، وهو التكوين الديني، يشكل البوذيين النسبة الأكبر من سكان بورما وهم يمثلون ثلثي السكان تقريباً، أما المسلمون فنسبتهم لا تتعدى الـ 15% تقريباً، وهم يمثلون أقلية، والغريب في الأمر أن أكثرية المسلمين ينحدرون من أصول عربية، حيث يعود نسبهم إلى المسلمين في اليمن والجزيرة العربية، بالإضافة إلى القليلين من أصول فارسية. بالاعتماد على كلام موسوعة ويكيبيديا، بدأ كل شيء في 3 يونيو/حزيران 2012 حيث قتل الجيش البورمي احد عشر مسلماً بدون سبب بعدما أنزلوهم من الحافلات، فقام المسلمون في إقليم أراكان ـ ذي الأغلبية المسلمة ـ باحتجاجات عنيفة على ما جرى.فتعرض المحتجون بدورهم إلى مجزرة على يد الجيش والغوغاء، راح ضحيتها أكثر من 20000 مسلم في إحصائية، و50000 مسلم في إحصائيات غير رسمية.واستمر العنف من خلال إحراق المسلمين وتهديم دورهم ومساجدهم، حيث تعرض 2000، و70 مسجداً للتدمير.وعلى اثر كل هذا اندلعت اشتباكات عرقية/دينية بين كل من المسلمين والبوذيين.رواية أخرى تطرح سبباً وأحداثا مختلفة عما جاء أعلاه، حيث نشرت صفحة "كلنا خالد سعيد" على الفيس بوك (بحسب موقع أخبارك.نت) كلاماً لدبلوماسي مصري في بورما جاء فيه أن سبب ما حصل هو اغتصاب فتاة بوذية وقتلها، مما حدا ببعض البوذيين إلى قتل 10 مسلمين كردّ فعل وانتقام لما حصل للفتاة، فقام المسلمون بعد صلاة الجمعة بالهجوم على البوذيين وقتل بعضهم، وبسبب تشابك هذه الاحداث جرى ما لا يحمد عقباه.حسب الظاهر فإن الفرق كبير بين الرواية الأولى والثانية، وهذا ما يدعو للتشكيك ولو قليلاً في صحة الخبر بأكمله.من المرجح أن أول وسيلة تم من خلالها نقل خبر مجزرة بورما هو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وذلك عن طريق مجموعة من الصور التي يفترض أنها تحتوي على قتلى مسلمين مرصوفين بعضهم فوق بعض. هذا المنظر المؤلم سبب حالة هوس بنشر هذه الصور، وقد تم إنشاء صفحات لا حصر لها مكرسة بشكل كامل لطلب التضامن مع مسلمي بورما.ومن هذه الصفحات، " حملة نصرة المسلمين في بورما"، " أنا مسلم أنا ضد مجزرة بورما-أستحلفك بالله  انصر إخواننا المسلمين"، " بورما المنسية جرح لا يندمل" وعشرات الصفحات التي تحمل عناوين مشابهة.هل الصور لمسلمين مقتولين حقاً؟قام "فراز احمد" بالتأكد من مصداقية اغلب الصور التي يتم تداولها، ونشر ما توصل إليه في إحدى المدونات الأجنبية، ومما قاله عن السبب الذي دفعه للتقصي والبحث: "دافع  البحث والإنسانية  والاطلاع هو الذي حركني لأنطلق في رحلة إلكترونية للبحث عن هذا الشائعات لعلمي أن البوذية تحرم قتل أي شكل من أشكال الحياة ,وبعد أن جمعت الأدلة والإثباتات من جميع المواقع أستطيع  أن أبين وأوضح لكم كيف لفقت هذه الصور وفبركت حتى تكون وسيله لنشر التطرف والعداء والكره للآخرين."إحدى الصور تحتوي على مجموعة من البوذيين بزيهم المميز مع وجود جثث متكدسة يقومون بحملها، وهي تنشر على أساس أن المقتولين من المسلمين! تبين أن الجثث تتعلق بزلزال حدث في هضبة التبت في جمهورية الصين الشعبية عام 2010، وقاموا بجمع الجثث وحرقها حسب التعاليم الخاصة بهم.صورة أخرى لرجل يركض وهو محترق ولهيب النار من حوله، تنشر بكثرة للتدليل على قساوة ما يعانيه المسلمون في بورما! حقيقة هذه الصورة أنها لرجل صيني يحرق نفسه معترضا  بسبب زيارة الرئيس الصيني للهند.وكل هذه الحقائق مرفق بها روابط للخبر الأصلي، وهذا يوضح مدى الزيف في نقل هذه الصور، فهي صور لأحداث متفرقة حصلت . هل يعاني المسلمون في بورما من وطأة ما يحصل لهم من اضطهاد أم أن كل ما يتم تداوله كذبة يحاول بعض الأشخاص من خلالها إلهاء الناس قليلاً؟لو تأملنا الموضوع بروية، لوجدنا أن المسلمين هم الأقلية في بورما، وليس من المستبعد أن يتعرضوا لبعض الاضطهاد والمشاكل المختلفة، وبحسب المعطيات المتوفرة، فان حدوث بعض عمليات القتل أو التهجير متوقعة ولكن لا ينبغي ربط هذا الأمر بالدين حصراً أو تضخيم ما يجري من أجل كسب تضامن قوي. قد يكون سبب ما يحدث عرقياً أو ردة فعل على جريمة اغتصاب أو سبب آخر لا نعلم به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram