اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بمناسبة رحيله.. غور فيدال ..أسلوب رشيق وقلم لاذع

بمناسبة رحيله.. غور فيدال ..أسلوب رشيق وقلم لاذع

نشر في: 10 أغسطس, 2012: 05:18 م

 أحمد فاضلبرحيله عن ستة وثمانين عاماً وهي السنوات الحقيقية لمكوثه بيننا وذلك بمنزله في هوليوود بعد إصابته بمضاعفات الالتهاب الرئوي بحسب ما صرح به ابن أخيه، تكون صفحة لاذعة من صفحات غور فيدال والتي كان يقرّع بها المجتمع الأميركي
 وسياسته قد طويت إلى الأبد مع ما كان يتناوله من مواضيع في السياسة والجنس والثقافة لأكثر من 60 عاما كان يقول فيها دائما أنه يأمل أن نتذكره كإنسان مثقف كتب أفضل ما عنده طوال حياته .كان فيدال رجلا مدهشا حقا تنوعت حروفه حتى اصبح من أشهر الكتاب الأميركان في العصر الحديث وقد برزت موهبته الكتابية بعد خدمته في الحرب العالمية الثانية، فعاش على قلمه متناولا كتابة العديد من المسرحيات المنتجة للتلفزيون ومسارح برودواي أشهرها مسرحية "أفضل الرجال انتقل بعدها إلى السينما حيث قدم سيناريوهات لأفلام معروفة كفيلم "بن هور" الشهير عام 1959، والذي قام ببطولته تشارلتون هيستون كما أتحف المكتبة الأمريكية بروائع رواياته مثل "بور" و"ميريا بريكنفريدج"، وفاز باستحسان النقاد والباحثين والقراء العاديين عن رواياته التاريخية مثل "جوليان" و"لنكولن" وقد وصفه الناقد الإنكليزي المعروف جونثان كيتس بأنه من أفضل كتاب المقالات في القرن العشرين التي كان يتناول فيها فيدال الفن والسياسة والدين والجنس ما أهلته كتاباته تلك لنيل الجائزة الوطنية للكتاب عام 1993 ، كما كانت تستضيفه قنوات عديدة للتلفزيون أظهر خلالها مواقف شجاعة ضد ما أسماه بالعنجهية الأميركية تجاه الشعوب الضعيفة وكثيرا ما انتقد جورج بوش الابن خلالها .ولد فيدال في 3 أكتوبر / تشرين الأول 1925 في ويست بوينت في نيويورك، حيث كان والده يوجين فيدال يعمل في الأكاديمية العسكرية لتعليم الطيران ، أما والدته نينا فكانت ابنة لأحد الوجوه الاجتماعية المعروفة في أوكلاهوما ، حمل كاتبنا الاسم الأول لجده غور والثاني لجده من أبيه مع أن والده كان يكره أن يحمل ابنه الاسم الأول بسبب عدائه لوالدته التي توقفت عن رؤية فيدال لها خلال السنوات الـ25 الأخيرة من حياتها مما عزز من تمسكه بحب والده كثيرا .قضى الشاب فيدال الكثير من طفولته في واشنطن وجرى ضمه إلى جده الذي كان عضو في مجلس الشيوخ بعد طلاق والدته من أبيه ما سمح له بالتعلم وقضاء ساعات طويلة بالقراءة نهل خلالها من مكتبة جده العامرة بمئات الكتب على اختلاف صنوفها فقرأ أثناء ذلك لفرانك باوم و مغامرات طرزان لأدغار رايس بوروز التي شغف بها وانتقل بعدها لقراءة الكتب التاريخية خاصة عن التاريخ الأميركي خلال القرن التاسع عشر، والتي قال عنها : ( أردت أن أعرف كل تاريخ العالم بأسره ) ، ومع دخوله سن المراهقة أرسل إلى مدرسة داخلية في فيليبس اكستر بنيوهامبشاير تخرج منها عام 1934 وبدلا من الذهاب الى جامعة هارفارد لإكمال دراسته ذهب الى الجبهة ليشارك في الحرب العالمية الثانية ولما يزل في الثامنة عشرة من العمر ليخدم على ظهر إحدى سفن الإمداد الحربية الصغيرة التي أوحت له بكتابة أولى رواياته عام 1946 والتي حازت الإعجاب خاصة من بعض النقاد الذين اعتبروها جزءا لا يتجزأ من أدب الحرب آنذاك.بعد أن تم تسريحه من الجيش استقر في نيويورك وليتفرغ لكتاباته التي قربته من كاتب اليوميات المعروف أنيس نين صديق الكاتب المسرحي الشهير تينيسي وليامز، نين أصبح من أقرب الأصدقاء الى نفسه والذي كان يطلعه على كتاباته دائما ومنها روايته "عمود في المدينة" التي صدرت عام 1948، ومع أنها عمل ينظر إليه باعتباره عملا رائدا في الأدب المثلي الجنسي والذي لم يرق للكثير من النقاد إلا أن العديد من الصحف الصادرة آنذاك كنيويورك تايمز ومجلة تايم ونيوزويك أشادوا بها وبمؤلفها، ونتيجة لذلك كتب فيدال لاحقا 🙁 أنه منذ ذلك الوقت وأنا ألتقط بعناية درر التاريخ الأميركي لأصوغ منها قلائد فريدة وبرؤية جديدة بعد إن لم تكن هناك دراسات أكاديمية رصينة تعنى به منذ ما يقرب من خمسمائة عام)، ولم يكتف فيدال بكتابة الرواية فقد حاول التوسع في رزقه من خلال كتابة المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات فقدم مسرحية "المسيح" عام 1954 إضافة الى ما كان يقدمه من أعمال للسينما كسب خلالها أصدقاء جددا من الفنانين والفنانات أمثال جوان وودوارد وبول نيومان اللذين أصبحا من أقرب أصدقائه ، وخلال تلك الفترة توسعت دائرة معارفه لتشمل ضباطا كباراً واقترب كثيرا من جون كينيدي والأميرة البريطانية آنذاك مارغريت ، وعلى الرغم من تمتعه بكل تلك المكانة الاجتماعية لكنه ظل يعمل بجد في برودواي منتقدا في مسرحياته مجتمعه كما في مسرحية "زيارة لكوكب صغير" التي قدمها عام 1957، أما مساهماته الجدية في السينما باعتباره كاتب سيناريو فقد قدم عام 1950 "بندقية الأعسر" مع بول نيومان وبيلي ذاكيد ، و"بن هور" تلك الملحمة التاريخية الشهيرة، ثم مع تينيسي وليامز في "فجأة في الصيف الماضي" مع اليزابث تايلور ومونتغمري كليفت في السنوات الأخيرة من حياته، وفي فيلم "الفجر&quo

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram