اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قضاء سنجار يعيش على آبار تملؤها البكتريا والأملاح

قضاء سنجار يعيش على آبار تملؤها البكتريا والأملاح

نشر في: 10 أغسطس, 2012: 06:05 م

الموصل / نارين شموفي الحلقة الأولى من مأساة مواطني قضاء سنجار مع مشكلة المياه وتأثيرها في صحة المواطن، تبيّن أن نسبة الوفيات في تصاعد مستمر خاصة في الولادات الحديثة. من خلال البحث عبر الانترنيت ومحرك جوجل عن مسببات البكتريا وحجم مشكلة المياه الملوثة في محافظة نينوى والعراق عامة،
عثرت على تقرير باسم ( صفحات واقع مياه الشرب في العراق الأسباب والمعالجة ) وكتابات أخرى للكاتب عدي فاضل شفيق باحث ومتخصص في تقنيات معالجة المياه، وبعد التواصل معه عبر الإيميل والهاتف أبدى استعداده التام للتعاون، أطلعته على نتائج التحليلات البكتيرية، وسألته إن كانت هناك مخاطر على حياة مستخدمي تلك المياه وكانت إجابته: بالتأكيد، إن تناول المياه الملوثة لها الكثير من المخاطر على صحة مستخدميه كما أسلفنا بأن الأمراض الناجمة عن تلوث المياه أمراض تراكمية، ومن ثَمّ أن تأثيرها إما يكون بشكل مباشر أو غير مباشر. إن أخطر أنواع الملوثات هي الملوثات البكتريولوجية؛ لأنها تحتوي على بكتريا برازية تؤدي إلى الكثير من الأمراض، تصل أحيانا إلى حد الموت إن تجاوز الحدود المسموحة لوجود البكتريا في المياه، كالأرقام المبينة في النتائج، تضفي نتائج كارثية جداً على نوعية المياه، ومن ثَمّ من المستحيل تناول هذه المياه من دون معالجة؛ والأخطر من هذا أن هذه الملوثات لا تُرى بالعين المجردة مما يسهل عملية تناول هذه المياه الملوثة من قبل الكثير من الناس البسطاء.rnدراسات نوعيةالباحث زياد أيوب سليمان يذكر في بحثه (دراسة نوعية المياه الجوفية في بعض مناطق محافظة نينوى ـ  مدينة سنجار) (study of groundwater quality in some areas of province Nineveh (Sinjar city)الذي نشر في المؤتمر الدولي للموارد، والمنشأة في أوكرانيا في مدينة خاركوف، معلومات في غاية الأهمية عن نتائج التحليلات الكيميائية لـ 20 بئراً ارتوازية في منطقة سنجار، التي تم تقييم نوعية مياهها لأغراض الشرب بالاعمام على المواصفات القياسية العراقية لمياه الشرب، والمواصفات العالمية المحددة من منظمة الصحة العالمية  (World Health Organization،WHO1995)، وقد أظهرت الدراسة أن الحالة النوعية لمياه معظم الآبار غير صالحة للشرب، كالآبار المرقمة بـ  (20،19،18،17،16،15،9،7،6،5) في حين تصلح المواقع الأخرى للشرب. تعتمد المياه الصالحة للشرب على محتوياته من الأملاح الذائبة وكمياتها، ولكي تصبح المياه صالحة للشرب، فإنها تخضع إلى معايير خاصة.rnجدول بالأرقامفي الجدول الآتي المواصفات الكيميائية لمياه الآبار المحددة في المنطقة مقارنةً مع المواصفات القياسية العراقية لمياه الشرب، والمواصفات العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية:ومن مقارنة نتائج تحليل العينات تبين أن المياه الجوفية لبعض هذه الآبار غير صالحة للشرب، لارتفاع الايونات الموجبة والسالبة، وكذلك ارتفاع الملوحة الكلسية في عشر آبار؛ في حين تصلح المواقع الأخرى للشرب. يعزو عدم صلاحية الآبار العشرة للشرب إلى وقوعها ضمن تكوين فتحة الحاوي على التكوينات الجبسية.وعود كاذبة للمسؤولينيصعب على الفرد منا وصف الوضع وحجم المعاناة إلا إذا كان يعيشها. في أثناء دخولي إلى مجمع حطين صادفت بعض الناسِ، وهم يتهيأون لتشغيل المحرك الكهربائي للحصول على المياه من بئرٍ أمام دارهم، مياهه معروفة بالملوحة، فوقف أحدهم أمامي، وهو رجل بالغ السن، تكلم عما يعانونه بتشنج وانزعاج، معتقداً أني أنتمي إلى إحدى المؤسسات الإنسانية، فقال: نعيش بصعوبة، لا توجد مياه حلوة صالحة للشرب، ولا توجد خدمات، لم يزُرنا مسؤول الى اليوم، الكل يكذب في لقاءات التلفاز، وهو يدّعي أنه يخدم، فكل الطلبات والشكاوى التي نقدمها ونرفعها الى دوائر قضاء سنجار ومحافظة الموصل وحتى حكومة إقليم كردستان لم تنفعنا بشيء!!.الحال في ناحية القيروان لا يختلف عن باقي مناطق سنجار في سوء خدماتها ومياهها الملوثة، ناحية تبدو لزائرها منطقة متروكةً منذ زمن.فرحة مجيء المطرذكر أحد سكانها: أكثر أزمة نعانيها هي أزمة الماء، المنطقة كلها لا يصل إليها ماء المشاريع التي نفذت قبل سقوط النظام (سنة 2003)، ولا المشاريع الحالية، ما عدا منازل تعد بعدد أصابع اليد، فلا يوجد خيار أمامنا غير شراء الماء للشرب، كل متر مكعب بـ(6000) دينار عراقي، واستخدام مياه الآبار لقضاء حاجاتنا الأخرى.الكاتب سيدو جتو روى لي قصة تخزين المياه التي تعود رؤيتها خلال الشتاء والربيع في صغر أيامهما: الجيران وفقراء المنطقة كانوا يفرحون كثيراً بالمطر، يغسلون سطوح منازلهم جيداً عند سقوط الحبات الأولى، وتخزين ما ينزل من المزاريب في أواني بلاستيكية كبيرة،  بعد توقف المطر؛ تقوم إحدى النسوة بتحليل ما جمع من مياه المطر باستخدام قماش كتان يكون شفافاً و أبيضَ.  عدد قليل من الناس يجهل أنها غير صالحة للشرب؛ وربما فقر الغالبية، وحاجتهم لمياه حلوة يدفعانهما الى تجاهل الأمر.البركة تتحول الى وباءكُثرٌ؛ هُمْ مَن تَمرضوا، لكن لم يُخيّل الى أحد أن الماء قد يكون السبب، فهو خير وبركة من الله. بعد الاستماع إلى عدة أفراد، ورؤية الوضع بأم عيني تساءلت في نفسي: (كيف يروي تلاميذ المدارس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram