نيويورك/ أ ف ببات اسم الأخضر الإبراهيمي والمهمات الأممية الشائكة في العالم متلازمين، مع اختيار المنظمة الدولية وزير الخارجية الجزائري الاسبق لخلافة كوفي عنان كمبعوث الى سوريا. ويوصف الدبلوماسي الجزائري صاحب الباع الطويل في المهمات المعقدة من لبنان وهايتي وجنوب افريقيا وصولا الى افغانستان والعراق، شخصا حازما يعرف ماذا يريد.
ويعد اختيار الإبراهيمي لخلافة عنان في سوريا، مهمة اضافية شديدة التعقيد للدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 78عاما والذي يعود الى الساحة الدولية كلما ساد الاعتقاد انه تقاعد.واستقال عنان من مهمته كمبعوث للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.وبدأ الابراهيمي عمله رسميا مع الامم المتحدة عام 1993 مع تعيينه ممثلا خاصا الى جنوب افريقيا (حتى حزيران/يونيو 1994) مسؤولا عن بعثة المراقبين التي اشرفت على اول انتخابات ديمقراطية بعد القضاء على نظام التمييز العنصري والتي افضت الى تولي نيلسون مانديلا الحكم.وبعد جنوب افريقيا اختير الإبراهيمي مبعوثا خاصا الى هايتي (1994-1996).كما تولى مهمات خاصة حملته الى جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) واليمن وليبيريا ونيجيريا والسودان.خبر الابراهيمي افغانستان على مرحلتين، الاولى بين تموز/يوليو 1997 وتشرين الاول/اكتوبر 1999 حين كان مبعوثا خاصا للامين العام للامم المتحدة. اما المرحلة الثانية الاكثر تعقيدا فتلت اجتياح البلاد بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 وسقوط نظام حركة طالبان الاسلامية.وتمتع الابراهيمي بين تشرين الاول/اكتوبر 2001 وكانون الاول/ديسمبر 2004 بسلطة تامة على الجهود السياسية والانسانية واعادة الاعمار التي قامت بها الامم المتحدة في هذا البلد.وخلال الاجتماعات التي عقدها مجلس الامن حول افغانستان، شرح الابراهيمي وبشكل حازم، محدودية تحرك الامم المتحدة.وبين مهمتيه الافغانيتين، اوكلت الى الابراهيمي مراجعة عمليات حفظ السلام في العالم انطلاقا من كونه مساعد الامين العام للمهمات الخاصة.وترأس الدبلوماسي الجزائري لجنة مستقلة اعدت عام 2000 "تقرير الابراهيمي" الذي فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام في العالم ورفع توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية.وبعد تعيينه مطلع 2004 مستشارا خاصا للامين العام للامم المتحدة مكلفا خصوصا تفادي النزاعات والعمل على حلها، اختير مبعوثا خاصا لأنان الى العراق في الفترة الانتقالية التي تلت اجتياح عام 2003.ونسب اليه خلال مهمته العراقية انتقاده التعامل الاميركي مع مرحلة ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، ولا سيما ما عرف بقانون "اجتثاث البعث".اما المهمة الأحدث التي أوكلتها إليه الأمم المتحدة فكانت رئاسة فريق للخبراء عام 2008، كلف اصدار توصيات لتحسين امن موظفي المنظمة الدولية في العالم.وتعود اتصالات الإبراهيمي مع الامم المتحدة الى فترة ما بين العامين 1956 و1961 عندما كان مقيما في جاكرتا كممثل لجبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا.وشغل الابراهيمي منصب وزير الخارجية في بلاده بين العامين 1991 و1993.وبين العامين 1984 و1991، كان الامين العام المساعد للجامعة العربية، وهو الدور الذي حمله بين 1989 و1991 الى لبنان كمبعوث خاص للجنة الثلاثية التي سعت الى وضع حد للحرب الاهلية.كما كان سفير بلاده لدى القاهرة والخرطوم بين عامي 1963 و1970 ولدى بريطانيا بين عامي 1971 و1979، وسفيرا دائما في جامعة الدول العربية بين العامين 1963 و1970.وعمل الابراهيمي مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد بين عامي 1982 و1984.ويتقن الابراهيمي العربية والفرنسية والانكليزية ويعيش في باريس عندما لا يكون في جولة لحساب الامم المتحدة. وهو متزوج واب لثلاثة اولاد، بينهم ريم زوجة الامير علي بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.وكان الأمير علي تزوج في ايلول/سبتمبر من عام 2004، ريم الإبراهيمي الصحافية السابقة في الـ"سي ان ان"، والتي منحت لاحقا لقب أميرة.
الأخضر الإبراهيمي دبلوماسي حازم تلازمه المهمات المعقدة
نشر في: 10 أغسطس, 2012: 06:06 م