TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: إصلاحات سرّية جداً!

كتابة على الحيطان: إصلاحات سرّية جداً!

نشر في: 10 أغسطس, 2012: 09:04 م

 عامر القيسي من سينتقد الحكومة ورئيسها لو أنها باشرت الإصلاحات بالتزامن مع الحوارات الجارية على ورقة الإصلاحات التي تقول القائمة العراقية على سبيل المثال إنها لا تعرف عنها شيئا رغم عودة المطلك إلى كرسيّه الأثير وتصريحات أسامة النجيفي بتجميد إجراءات سحب الثقة من المالكي!
المؤكد أن هذه المتغيرات جرت في إطار صفقة سياسية لا يريد أحد من سياسيينا الإفصاح عنها، لكن من يعقد صفقة مع المواطنين لإصلاح أحوالهم وليس منحهم الكراسي، فالمواطن زاهد فيها وهو ينتظر إصلاحات تحسين حياته الأمنية والخدمية.لم يكن عمر الإصلاح في أي بلد وفي أي تجربة بحاجة إلى توافقات واجتماعات وولائم إفطار دسمة وانتظار ما يجري في دول أخرى، إلا في بلادنا السعيدة. هل على الحكومة لكي تحارب الفساد المالي المستشري في جسدها أن تأخذ الضوء الأخضر من العراقية والتحالف الكردستاني والحلفاء في التحالف الوطني وتوقيع إيران وأميركا والسعودية وجزر الكناري وزيكو؟! من سيرفع يده معارضا لو أن حكومتنا الرشيدة نفضت نفسها من الكسل والترهل واللامبالاة بأحوالنا وأنجزت أو حاولت أن تنجز على الأرض، ما يساعد المواطن على تلمس الجديّة في الحديث عن الإصلاح بدل أن يلوح احد صقورها بمشروع حظر الاتجار بالمشروبات الروحية التي لا تشكل مشكلة يعانيها ملايين المواطنين، فيما ينشغل البعض بـ"إصلاح"  النظام القضائي بوضع فيتو الفقهاء فوق المحكمة الاتحادية التي من صلاحياتها تحديدا الفصل في ما هو دستوري وغير دستوري، كما يبدي السيد المالكي حرصا على الإصلاحات في سوريا داعيا الأطراف جميعا إلى الحوار والتفاهم في ما يعجز هو عن التفاهم والحوار مع " شركاء" العملية السياسية في البلاد!المواطن أيها السادة غير معني نهائيا بلعبة الكراسي الجهنمية التي تتقاتلون عليها جهارا نهارا دون خجل من المواطن الناخب الذي توسلتم إليه أيام الانتخابات وكانت غيرتكم عليه إلى أقصى حدودها فدفأتموه بالبطانيات والمدافئ من أمواله التي تسرقونها منه جهارا نهارا أيضا! نقول لكم انه غير معني بمساخركم هذه وهو يعرف جيدا بحسه الشعبي ووعيه انه غير مشمول بإصلاحاتكم التي تستنكفون عليه أن تنشروا مفرداتها وتقولوا له من باب رفع العتب. " أيها المواطن الكريم هذه إصلاحاتنا فانتظرنا "!الورقة اللعينة هذه تكتب في أجواء سرّية وتناقش بسرّية أكبر وتتغير المواقف المبدئية جدا بسببها، من أقصى اليسار الى أقصى اليمين بطريقة المافيا السياسية، دون أن يعرف المواطن المنكوب، لماذا وكيف والى أي حدود ومتى يصل الدور لتلتفتوا إليه بدل تخديره بوعود تصدير الكهرباء في أقرب وقت ممكن ومحاربة المفسدين في وقت أكثر قربا رغم أن وحوش الفساد وسرقة المال العام يشاركونكم الولائم الرمضانية التي لا تخجلون من عقد لوائها أمام أنظار عوائل بيوت الصفيح وأحزمة الفقر وجيوش البطالة والبحث عن لقمة هنية كما تستفزونهم دون حياء، وهي مظاهر أصبحت امتيازا عراقيا  والتي "نفخر" بها باعتبارها من منجزاتكم التأريخية!!هل تشعرون بالخجل؟ الله أعلم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram