عبد الخالق دوسكي / دهوك سنويا كان يحصد في محافظة دهوك أكثر من 150 ألف طن من الحنطة والشعير بحسب إحصائيات سايلو محافظة دهوك،لكن الإنتاجية في هذا العام قد انخفضت بشكل كبير ومخيف بسبب قلة تساقط الأمطار وعدم سقوطها في مواسمها المحددة. ويعد محصولا الحنطة والشعير من المحاصيل الإستراتيجية في محافظة دهوك والتي تزرع بشكل كبير وعلى مساحات واسعة في غالبية الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة. وقد اكدت المديرية العامة للزراعة في دهوك من خلال إحصائياتها
أن هذا المحصول قد شهد تراجعا مخيفا في الإنتاج هذا العام. مدير التخطيط في المديرية العامة للزراعة في دهوك المهندس الزراعي مسعود عبد العزيز أكد للمدى أن إنتاج هذا المحصول قد تراجع بشكل كبير، موضحا بالقول "لقد تمت زراعة حوالي (700) ألف دونم في عموم محافظة دهوك بالحنطة والشعير إلا أن الإنتاج المتسلم في مخازن (سايلويات) دهوك قد بلغ (99) ألف طن فقط وهو مقدار قليل بالمقارنة مع ما كان يتم حصاده خلال الأعوام السابقة التي كانت الإنتاجية تصل إلى أكثر من (150) طناً. وبين أن أسباب ذلك تعود إلى قلة هطول الأمطار من جهة وسوء توزيع سقوطها حيث هطلت اغلبها في الشهر الرابع الذي لا تحتاج فيه الحنطة الى الأمطار بشكل كبير لذا فان مناطق مثل بردرش وشيخان لم يتم حصاد أكثر من 50% من المناطق المزروعة بعكس مناطق زاخو وشيخان التي لم تتأثر بشكل كبير بها". وأوضح مسعود "ان لدى وزارة الزراعة في إقليم كردستان خطة لتلافي هذه المشكلة خلال الأعوام القادمة"، وأضاف " الوزارة تتجه إلى الري البديل باستخدام المرشات الآلية وذلك ضمن الخطة الإستراتيجية لكننا لم نصل بعد إلى مستوى الطموح". من جهة اخرى فقد بين المدير الزراعي الأقدم في مديرية الإرشاد الزراعي في دهوك سليم نبي " هنالك مجموعة من الصعوبات التي أدت الى قلة الإنتاج الزراعي وخاصة محصولي الحنطة والشعير أبرزها الجفاف الذي تعاني منه المنطقة كما أننا في محافظة دهوك نفتقر إلى الفلاحين الشبان الذين لديهم الطاقة في متابعة مزارعهم وبساتينهم والأسمدة والبذور قليلة أو ليست بالمستوى المطلوب والمستلزمات لا توزع في أوقاتها المحددة لذا فان الإنتاج لا يكون جيدا في المحصلة النهائية".بعض الفلاحين أبدوا مخاوفهم من التوجه إلى زراعة الحنطة والشعير في السنوات المقبلة، فهذا أبو مصطفى احد فلاحي منطقة سميل يقول "حقيقة أصبحت زراعة الحنطة والشعير مثل المغامرة فقد زرعت مساحات كبيرة بها إلا أنني لم أجنِ منها ما يدفعني للقيام بزراعتها في العام القادم لذا نطلب من الحكومة أن توفر لنا الوسائل الحديثة مثل المرشات لتجنب هذه المشكلة". في حين وجد آخرون أن فيها فائدة لهم كما هو الحال مع الفلاح محمد علي قال " إنني سأقوم بزراعة الحنطة والشعير في العام القادم أيضا لأنني قد استفدت كثيرا في هذا العام حيث كانت أسعار الحنطة قد ارتفعت في الأسواق التجارية كما إنني بعت كل ما لدي من الشعير إلى التجار لأن الشعير كان قليلا في السوق مما رفع من أسعاره"، ويرى اقتصاديون أن القطاع الزراعي ما زال يعاني مشاكل عديدة سواء من الناحية الإدارية أو من ناحية توفير الخدمات الضرورية للمزارعين بحسب قول كاوة عبد العزيز مدير منظمة حماية المستهلك في دهوك الذي أضاف "على الحكومة أن تستفيد من الخبرات العالمية في تنمية الواقع الزراعي وخاصة أن محافظة دهوك تمتلك الأرضية المناسبة من حيث المساحات السهلية والمياه والمناخ المناسب فكل ما ينقصها هو العمل الجاد والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال". يشار الى ان محافظة دهوك تعد من المحافظات العراقية المعروفة بزراعة الحنطة والشعير ويتوفر فيها الكثير من المناطق السهلية الصالحة لزراعة هذا المحصول. لكنها مثل بقية المناطق قد تعرضت لموجة الجفاف التي أدت الى قلة المياه في المنطقة وتراجع القطاع الزراعي والذي دفع بالمسؤولين الى التوجه نحو الزراعة داخل البيوت البلاستيكية لتوفير حاجيات المحافظة من الخضراوات والفاكهة بعكس السنوات الماضية التي كانت الكثير من الفاكهة تخرج من دهوك إلى بقية المحافظات العراقية مثل العنب والتفاح.
مزارعون: زراعتها مغامرة ونطالب الحكومة بتوفير الوسائل الحديثة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 أغسطس, 2012: 09:05 م