TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من داخل العراق: ورقة الإصلاح... و منجمو بغداد الجديدة

من داخل العراق: ورقة الإصلاح... و منجمو بغداد الجديدة

نشر في: 10 أغسطس, 2012: 09:22 م

 وائل نعمة الأزمة السياسية وصلت إلى مرحلة "الأوراق". نتحدث عن ورقة التحالف الوطني التي يرعاها إبراهيم الجعفري واجده متفائلا جدا بالنتائج التي ستحققها عبر تصريحاته الإعلامية على الرغم من اعتراض الكتلة الصدرية التي تشكك في مدى نجاح الإصلاحات وتتهم التحالف بالتباطؤ في تنفيذها، ونفي العراقية علمها بتفاصيل وبنود الورقة وقولها على لسان أعضائها انها تتعرف على فقراتها من خلال الإعلام.
السياسية تشترك في إعلانها على ضبابية "الورقة " المقدمة ،والورقة لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة في سلسلة الاحداث المجهولة. قائمة المجهول طويلة وعلى سبيل المثال لا الحصر : أموال زمن بريمر الأكثر من 8 مليارات دولار، المليارات التي أنفقت خلال حكومة المالكي دون مستندات وخارج الموازنة والتي وصلت الى السبعة مليار دولار ، ،ومليارات الكهرباء التي نحاول ان ننساها ونتحول بكل رحابة صدر الى الخصخصة ،صفقات الشاي والطحين والزيت الفاسد في التجارة ،الاسلحة والطائرات الامريكية والاوكرانية، مسؤولون هربوا إلى الخارج وحملوا اموال الشعب ،تفجير البرلمان،جسر الائمة ،سيدة النجاة ، مبنى مكافحة الارهاب  ،مشعان الجبوري ، طارق الهاشمي ،ومئات اللجان التحقيقية التي لم تتوصل الى خيط واحد من "بكرة الحقيقة " .يحتاج العراقيون قادة ومحكومين الى "التنجيم " و "ام الخيرة " وفك السحر والاعمال لان الاحوال لاتسير بشكلها الطبيعي ، ودعونا لا نخجل فقد سبقنا فرانسوا متران'' الذي حكم فرنسا  أكثر من 15 سنة كان يلجأ باستمرار لخدمات عرافة مشهورة اسمها (إيزابيل تيسي) يسأل رأيها في كل الأمور، وكثيراً ما كان يعتمد على تكهناتها في أخذ قراراته حتى السياسية منها، حتى أصبحت هذه العرافة تلقب ''بعرافة الرئيس''. وبرنامج عمل الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن ـ كانت تحدده الأبراج .و تعيين رونالد ريغان، عقب انتخابه رئيساً لأمريكا، ثلاثة منجمين كمستشارين رسميين له ،حتى إن اختيار جورج بوش نائب الرئيس، تم على أساس توافق برجه مع برج ريغان.زمن التنجيم في العراق صار يتواكب مع تطور الاتصالات والمعلوماتية،فالكثير من المنجمين اليوم يقدمون خدماتهم عبر "الموبايل " ، ترسل له "كارت " فئة 5 الاف او 10 حسب تسعيرة كل شخص ،وبعد استلام التحويل يسرد لك خفايا المستقبل.والبعض الآخر يستخدم بيتا فخما "دبل فاليوم " بأثاث ملكي ومكاتب فارهة كما احد "العرافين " في منطقة بغداد الجديدة الذي ينير داره من الخارج بأكثر من 30 "كلوب ". فيما لايزال اخرون وفي المنطقة نفسها  يعتمدون على الطريقة الكلاسيكية ،البخور والدخان ،ويرتدون دشداشة فضفاضة ويطيلون لحاهم ،الا ان الكثير من النساء وهن ابرز زبائن العرافين يشكون من تحرش "المنجم " بمس اجسادهن بطريقة شهوانية لكنه يبرر ذلك باستخراج الجن وكشف الاعمال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram