 متابعة المدى تناول الباحث الأميركي ديفيد بولوك التحولات البارزة التي تشهدها الساحة الكردية في سوريا، وعلاقة ذلك بكرد العراق، وبالموقف الأميركي مما يجري في سوريا، مشيرا إلى الخلاف في المواقف بين الكرد والمعارضة السورية، متحدثا عن دور رئيس الإقليم مسعود بارزاني على الساحة الكردية.
وكتب بولوك في تقرير له في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" الأميركي للأبحاث، في جزئه الرابع، انه إذا حصل تحول سياسي مفاجئ لدى الثلاثة ملايين كردي في سوريا، الذين يسيطرون الآن على الكثير من حدود بلادهم مع تركيا، فسوف يوفر ذلك فرصة للولايات المتحدة لتنسيق سياستها بصورة أفضل مع الحلفاء في المنطقة.وتحت عنوان "دلالات للسياسة الأميركية"، كتب بولوك "إنها لأخبار سارة أن يعمل كرد سوريا نحو التصالح مع بعضهم البعض ومع جارين صديقين للولايات المتحدة، أي حكومة إقليم كردستان وتركيا، في الوقت الذي يقفون فيه ضد نظام الأسد".وعلى الرغم من ذلك، قال بولوك انه "من المفارقات أن هذا التحول الإيجابي المهم إنما يزيد أيضا من التوترات مع الجماعات العربية التي تمثل أغلبية داخل المعارضة السورية، وكذلك بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية التي يهيمن عليها العرب في بغداد والتي أرسلت قوات إلى المنطقة الحدودية للتصدي لوحدات محلية من حكومة إقليم كردستان". وخلص بولوك الى القول انه "ينبغي على السياسة الأميركية ألا تكتفي بمجرد حث العرب والكرد على تسوية خلافاتهم في كل بلد".واعتبر الباحث الأميركي انه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تشجع الكرد السوريين والعراقيين على دعم المعارضة السورية بكل طريقة ممكنة".واعتبر بولوك أيضا انه بالنسبة الى الرؤية المستقبلية للدور الأميركي، فإن المساعدة التي تقدمها واشنطن حول التخطيط نحو الانتقال لفترة ما بعد الأسد، يجب أن تركز على تفادي الصراعات بين المطالب والتطلعات السياسية الكردية والعربية داخل سوريا.وأوضح بولوك أن هذا الموضوع يعتبر خطراً ومهماً بنفس قدر خطورة وأهمية مسألة الأقلية العلوية التي تتمتع بالفعل باعتراف أكبر بكثير، لاسيما وأن الكرد يمثلون نفس النسبة المئوية تقريبا بين سكان سوريا، بالإضافة إلى أن هناك عدة ملايين من الكرد في العراق وتركيا مما يجعل انخراط جيران سوريا أمرا محتملا جدا.وقال انه "من خلال العمل مع تركيا وحكومة إقليم كردستان وغيرهما، ينبغي أن تجاهد الولايات المتحدة من أجل تفادي وقوع صراع تركي كردي أو عربي كردي في سوريا أو على حدودها".وأضاف انه "رغم نفوذها الأكثر محدودية ينبغي على الولايات المتحدة أن تحث بغداد على التصدي بقوة أكبر لإيران والتصالح مع حكومة إقليم كردستان والتخلي عن دعم نظام الأسد".