عامر القيسيخلق الأزمات مع إقليم كردستان على ما يبدو هو سياسة غير معلنة من أطراف دولة القانون وكأن الجماعة قد انتهوا من كل مشكلات البلاد التي تعصف بحياة العراقيين في أدق تفاصيلها وعلى رأسها المشكلة الأمنية التي تقف حكومة المالكي عاجزة عن حلّها ومشاركة الآخرين في التخفيف من وطأتها على يوميات المواطن، وعليهم الآن أن يلتفتوا الى الإقليم لإشاعة "الأمن والأمان" فيه على طريقتهم الخاصة وحماية حدوده.
الشهرستاني لوح ويلوح وهدد ويهدد وقطع ويقطع إمدادات الوقود عن الإقليم بحجة مشكلة لم تنته بعد، فاستخدم الرجل صلاحياته للعقاب الجماعي على الطريقة الصدامية متوهما بأنه سيرى الوفود الكردية تتزاحم على أبواب مكتبه لتقدم له فروض الطاعة والولاء، وكأني به لم يفق بعد من أن هذا الزمن غير ذاك الزمن وان التأريخ لا يمكن أن يعود إلى الوراء إلا كمسخرة!القائد العام للقوات المسلحة يحرك قطعاته العسكرية بهمة ونشاط وقوة بحجة منع تسلل الإرهابيين من سوريا، مضيفا مشكلة جديدة مع الإقليم تضاف إلى سلسلة المشاكل بين الطرفين،رغم وجود بنود دستورية لحلها، فضلا عن اتفاقية أربيل التي وقعها المالكي وليس مستشارا له أو نائبا عنه، ويبدو أن المالكي نسي أن الإرهابيين كانوا يتسللون الى العراق من الحدود السورية برعاية النظام الأسدي دون أن يحرك تلك القوات إلى الحدود لإيقاف التسللات الإرهابية التي حصدت آلاف الأرواح العراقية!واليوم يخرج علينا مستشارا للمالكي وهو علي الموسوي ليوجه سهامه الى الإجراءات الأمنية والإدارية في ما يتعلق بدخول المواطنين العراقيين العرب إلى إقليم كردستان والإجراءات الإدارية لتنظيم إقامتهم فيه. وكأني بالموسوي قد عرف اليوم بتلك الإجراءات، التي خفت كثيرا في الفترة الأخيرة، ليستفيق نصيرا لمن يريد أن يقضي أياما في ربوع كردستان هربا من جحيم الحر وانقطاعات الكهرباء وتصاعد التفجيرات وكارثة ازدحامات السيطرات في شوارع بغداد. فالسيد الموسوي حريص جدا على أن يوفر لهم أجواء الراحة في أربيل ودهوك والسليمانية، بعد أن قدم لهؤلاء المواطنين كافة سبل الراحة والسعادة والاستقرار في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء والرمادي وديالى وصلاح الدين ونينوى، وبالتالي يريد أن يوفر لهم مثلها تماما في منتجعاتهم الثانية في إقليم كردستان!أقول للسيد الموسوي ونقلا عن مسؤولين في الإقليم إن أمنيتهم أن تنتهي هذه الإجراءات الشكلية الأمنية، في ما يتعلق بدخول أو اقامة العراقيين العرب الى وفي الإقليم،الى الأبد. وان المانع الوحيد الذي يحول دون ذلك هو الوضع الأمني المتردي في المحافظات الأخرى في الوسط والجنوب الواقعة تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية بكل تفاصيلها بقيادة السيد المالكي، ولو توفرت الحالة الأمنية في تلك المحافظات كما هو الحال في محافظات كردستان العراق فما هو الداعي لإجراءات قد ينزعج منها البعض لكنها تصب في النهاية بتوفير أجواء أمنية مطلقة لكي يتمتعوا بالأيام التي يريدون التمتع بها في ربوع كردستان، إلا إذا كان السيد الموسوي يرغب في أن يرى هذا الجزء المعافى من الجسد العراقي مصابا بسرطان الإرهاب والمفخخات والكواتم والتصفيات السياسية، وهو ما لا نعتقده فيه، خصوصا وان الرجل أبدى شديد حرصه على مواطنين عراقيين يحتجون يوميا على سوء معيشتهم وسواد حياتهم تحت رحمة حكومة أحد مستشاري رئيسها السيد علي الموسوي!
كتابة على الحيطان: هذا الجسد العراقي..
نشر في: 11 أغسطس, 2012: 09:16 م