TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات:الخصخصة الصناعية واللوبيات الثلاث

فضاءات:الخصخصة الصناعية واللوبيات الثلاث

نشر في: 12 أغسطس, 2012: 08:47 م

 ثامر الهيمص أعلن مسؤول دائرة الاستثمارات في وزارة الصناعة العراقية، أن التوجه نحو التخصيص سيكون الحل الوحيد أمام الحكومة لإبعاد شبح الانهيار عن 74 شركة (مجلة حوار عدد/ 32 تموز). وأضاف أن منتسبي هذه الشركات ربع مليون منتسب موزعين على (74 شركة أغلبها خاسرة) ورواتبهم عبر نظام القروض من المصارف الحكومية تجاوز (11 ترليون دينار أي تسعة مليار دولار) وهذا أهم عامل في أحجام المستثمر بالإضافة لمشكلة الكهرباء طبعاً وأزمة التعرفة الكمركية.
إذن لدينا ثلاث مشاكل وهي (الترهل، الكهرباء، التعرفة) التي تؤدي للانهيار للشركات الأربعة والسبعين. إذا كانت الحكومة المركزية جادة حقاً ولديها ما يكفي من زخم الإرادة فالمشاكل الثلاثة ليست مستحيلة. لوضع هذه الشركات على سكة الإنتاج والإبداع. أما إذا كان الغرض السياسي التحاصصي الانتخابي هو سيد الموقف فالانهيار قادم لا محالة لأنه سيسحب معه مشكلة الكهرباء والتعرفة والترهل حيث تحولت هذه الإشكاليات الى مرض مزمن نتعايش معه. علماً بأن السبب واحد في الترهل والكهرباء والتعرفة بدليل لم نسمع أي رد فعل على فشل الكهرباء أو حسم أمر الترهل أو سقف للتعرفة الكمركية زمنياً أو سعرياً كما حددها لقانون الصادر في 2010. فالترهل معالجته أمر ممكن إذا أطلق نظام التقاعد المبكر ولو صرفت نصف الـ(11 ترليون مكافئة آخر الخدمة للذين يحالون على التقاعد أو رواتب مجزية) لكان الحال أفضل مما كان. ويكون الملاك مناسباً للطاقة التشغيلية. أما الكهرباء أيضاً لا تحتاج أكثر من ملياري دولار لكي نؤسس كهرباء خاصة للمعامل المذكورة. وأيضاً من لحم الثور. وأخيراً التعرفة والحماية التي غيبت بفضل اللوبي التجاري النافذ برلمانياً لكان الآن لنا حماية كمركية نصون بها إنتاجناً الوطني ومن فائضه تجدد التكنولوجيا بعد أن نلقح جهازنا الإنتاجي بالخصخصة العربية أو الأجنبية أو الإقليمية التي أصبحت الأخيرة شريكاً تجارياً عظيماً ونستطيع أن نلمس ذلك واضحا من خلال الميزان التجاري السالب عراقياً فأننا لا نصدر أي شيء وهم يصدرون لنا كل شيء وهم جيراننا الأجانب والعرب الأعزاء جداً على قلوب أعضاء اللوبي البرلماني المحترم. وبهذه الخصخصة معهم نعوضهم إن شاء الله عن خسارتهم في تصديرهم الصناعي الينا من الطابوق والسمنت وصولاً الى السيارات مروراً بالأجهزة الكهربائية ولكن على أساس أن اللوبي النفطي يسمح لنا أن نقيم صناعة نفطية على الأقل مصافي عراقية لتزويد كهرباء المعامل بالوقود الذي يغني الشركات من الاستيراد من بلاد الاستيراد. وأخيراً ندعو لوبي المصارف الثلاثة (الرافدين، الرشيد، TbI) لحل الكيس والمساهمة في انقاذ صناعة العراق وعزته وتحريرها من هجمة الطامعين ولولبياتهم، بدلاً من الانشغال في الحلقات المفرغة بالإصلاح المصرفي وغيره فأنها ستكون تحصيل حاصل. في الختام بدون الصناعة ستبقى قبائل وطوائف أليس كذلك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram