TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:ميداليات ماسية

نص ردن:ميداليات ماسية

نشر في: 12 أغسطس, 2012: 09:10 م

 علاء حسن هناك من أبدى أسفه الشديد لفشل الرياضيين العرب في الحصول على  ميداليات في اولمبياد لندن  والإنجاز المتحقق لا ينسجم  مع طموحاتهم وآمالهم ، أما بالنسبة للعراقيين فإنهم أصحاب الميداليات الماسية على الصعد كافة الغوا الحاجة  إلى ذهب وفضة ونحاس الدول الاستعمارية سارقة ثروات العرب منذ مئات السنين .
من حق العراق أن يفتخر بأنه الوحيد بين دول العالم بامتلاكه ميداليات ماسية ، وهذا الامتياز لا تمتلكه الصين واليابان  والولايات المتحدة   ، وغيرها من الدول التي تحرص  منذ عشرات السنين على أن تزيد رصيدها الاولمبي  باعتماد خطط علمية  رصينة ينفذها خبراء من أصحاب الكفاءة ، وليس طباخ" تمن وقيمة"  حصل على لقب خبير رياضي نتيجة إقامة العزائم  والولائم للمسؤولين .الميداليات الماسية  في العراق تتمثل  بشخصياته السياسية ، وحصوله على المرتبة الأولى بين دول العالم بالفساد المالي والإداري ،   والأخطر للإعلاميين ، والأكثر قذارة من بين عواصم العام ،  هذه مدالياتنا الماسية ، حصلنا عليها بعد خوض معترك نضالي مرير،  واستبسال  يوازي جهاد الصحابة الأوائل. حتى الآن أصبح الرصيد العراقي من الميداليات الماسية  بالملايين ، لايوجد بلد في العالم يمتلك هذا الرصيد سواء من أجاد مصارعة  الثيران أو الطليان ، ولعبة رمي الرمح أو المحجال ، العراق  بالأداء الحكومي  وجوقة المستشارين والمستشارات السابقين والحاليين  فضلا عن نخبه السياسية دخل إلى موسوعة غينتس للأرقام القياسية من أوسع الأبواب ، لأن المنجزات والمكتسبات التي  يرددها عادة نواب من ائتلاف معين  تعطي دليلا واضحا بان العراق  تجاوز دول المنطقة في تحقيق التنمية ، وتوطيد الديمقراطية ،  وترسيخ حقوق الإنسان .منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي وفي سنوات الجبهة الوطنية وشهر العسل بين الحزبين الشيوعي والبعث الحاكم ، وأثناء متابعة فعاليات دورة اولمبية في مقهى شعبي بحي الدباش بمنطقة الحرية ، كان  أنصار الشيوعيين يشجعون رياضيي الاتحاد السوفيتي قبل أن ينحل  والدول الاشتراكية الأخرى ، حتى علق احد الجالسين في المقهى  بخطبة مرتجلة قال فيها : "ياجماهير الدباش انظروا إلى اثر التربية الاشتراكية في تحقيق الانجازات الرياضية الكبيرة ، الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية حصلت على  أكثر الأوسمة ، ياجماهير الدباش،  العراق عندما  يصل إلى الاشتراكية  سيحصد المزيد من الميداليات الذهبية " وانتهت الخطبة وسط استياء وامتعاض البعثيين  وأنصارهم لان  الرفيق الشيوعي استغل المناسبة   وراح" يروج لأفكار مستوردة من الغرب ،  ويتناسى الفكر العروبي  " و يتجاهل   أمجاد الأجداد الأوائل الذين استطاعوا بسيوفهم نشر الإسلام من الهند والسند شرقا وحتى بحر الظلمات غربا ، وأسسوا إمبراطورية فشل أحفادها بعد مئات السنين من الحصول على ميدالية اولمبية.استمر السجال داخل المقهى حتى كاد يصل إلى نزاع بين أنصار الحزبين الحليفين ، ولكن حصول خلل فني في نقل فعاليات الدورة الاولمبية ، أسهم في تهدئة الأجواء ، واتجه الجميع نحو الطاولي والدومنة للحد من التوتر، لم يمر وقت طويل على ذلك الحادث حتى انهارت الجبهة الوطنية  ، وحصل العراق على ميدالية  ماسية في لعبة "البلبل حاح " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram