أربيل/ دهوك/ المدى أكدت الباحثة ريموندا أشعيا الأستاذة في جامعة دهوك أن حالات العنف الأسري قد شهدت تزايدا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة وذلك في المحاضرة التي ألقتها في البيت الثقافي العراقي شعبة دهوك، والتي حضرها عدد من ممثلي المنظمات المدنية المعنية بالأسرة والمرأة والطفل . ريموندا في حديث مع المدى أوضحت " أن هنالك الكثير من الندوات والمؤتمرات التي يتم انعقادها حول موضوع العنف الأسري وذلك بسبب انتشاره الواسع بين فئات المجتمع".
الباحثة أن هنالك أشكالا مختلفة من العنف الأسري التي انتشرت في المجتمع موضحة بالقول " الأطفال يتعرضون الى أنواع من العنف لكن أكثرها هو العنف الجسدي أما المراهقون فيكثر لديهم العنف النفسي وتختلف طبيعة العنف بحسب الجنس فالعنف الموجه للبنات يختلف عن الموجه للأولاد وكذلك الحال بين الرجل والمرأة لكن في كل الأحوال فانه يتواجد بكثرة داخل المجتمع".ويظهر العنف بشكل الضرب أو الحرق أو القتل وقد يظهر عن طريق استخدام الكلمات المهينة او النابية بحسب قولها، مشيرة إلى أن هذا الموضوع مغلف بطابع من الجهل بالقوانين التي تحمي المواطنين بكل فئاتها "هنالك الكثير من القوانين الجيدة التي تحمي حقوق جميع أفراد المجتمع لكن المشكلة أن غالبية الناس لا يدركون هذه القوانين التي تحميهم أو يجهلونها ". وشهدت هذه المحاضرة حضورا متميزا من قبل المنظمات المدنية المعنية وكان من بين الحضور تيلي صالح مدير منظمة نوشين لدمقرطة الأسرة الذي بيّن "ان أشكال العنف الأسري تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر، وهي تتوقف على ثقافة المجتمع"، موضحا بالقول " أن العنف اللفظي هو الأكثر انتشارا في محافظة دهوك". وللحد من هذه الظاهرة فان تيلى يرى "إن إزالة هذه المشكلة بحاجة إلى إستراتيجية وتخطيط يوضع من قبل الحكومة من خلال سن قوانين، واضاف "وتتحمل منظمات المجتمع المدني أيضا جزءا من معالجة هذه القضية وكذلك الإعلام الذي ينبغي أن ينشر الوعي بين الناس ويبين آثاره السلبية سواء على المجتمع أو على الفرد". من جهته أوضح يوسف صفار مدير قسم المرأة في البيت الثقافي في دهوك أنهم خلال الفترة القادمة سيركزون على موضع المرأة في نشاطاتهم، وقال "نلاحظ أن المرأة تتعرض للكثير من حالات العنف وسنسعى إلى تقديم العون لها من خلال سلسلة من المحاضرات التي سنقوم بها في البيت الثقافي وذلك بهدف توعية المرأة بحقوقها القانونية التي تحد من سطوة الرجل عليها وتعينها على متابعة حياتها في أمان في ظل القوانين الجديدة التي شرعت لها والتي كفلت لها الحقوق اللازمة لكي تتطور وتساهم في تطوير المجتمع".وتابع يوسف "سنحاول في المحاضرات القادمة بيان وجهات النظر القانونية والدينية في التعامل مع المرأة لأننا نرى ان هنالك جهلا بالمفاهيم الدينية والنصوص القانونية المتعلقة بالمرأة وسيكون هنالك تعاون في ما بيننا وبين المنظمات المعنية بالمرأة من اجل تطويرها وتنمية قابلياتها". سرى إياد من النساء اللواتي حضرن جانبا من هذه الندوة قالت " أرى أن العنف الأسري متواجد بكثافة في داخل مجتمعنا ويتعرض له الأطفال على الأكثر والنساء وثم الشيوخ والمسنون أيضا وينبغي على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني أن تهتم أكثر بهذه القضية". يذكر أن مديرية شرطة محافظة دهوك كانت قد أعلنت لوسائل الإعلام أن الأشهر الستة الأولى من هذا العام قد شهدت (28) حالة انتحار وقتل وغالبيتهم من الذين كانت أعمارهم اقل من (18) سنة. وفي سياق متصل كشفت وزارة العدل في حكومة إقليم كردستان أن رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني أوعز بإجراء تحقيقات عن أسباب عدم تنفيذ قانون العنف الأسري في المحاكم.ونقل بيان على موقع حكومة إقليم كردستان عن وزير العدل الكردستاني شيروان الحيدري قوله: أنه "بناء على تعليمات رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، الذي أوصى بمتابعة قانون العنف الأسري وخاصة الفقرات المتعلقة بالعقوبات، ونجري الآن تحقيقات في أسباب عدم تنفيذ القانون في المحاكم". وتابع بالقول "سنعقد اجتماعات خاصة مع المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني، لتبيان وتحديد مواضع الإشكال في القانون، من اجل العمل عليه في المحاكم".وأوضح الحيدري انه "سيتم كذلك عقد اجتماع مع رؤساء جميع المحاكم بمدن أربيل ودهوك والسليمانية، وإدارة كرميان، لمعرفة أسباب عدم تنفيذ القانون وبعض فقراته، عندها سيكون لدينا تصور كامل عن مدى تفعيل القانون، والعراقيل التي تقف أمام العمل به، من اجل إحاطة رئيس الحكومة بالأمر".وصادق برلمان إقليم كردستان منذ أكثر من عام، على قانون العنف الأسري، إلا أن القانون لم يدخل حيز التنفيذ في المحاكم. فيما أعربت المنظمات النسوية المختصة بالدفاع عن حقوق المرأة، عن قلقها حيال عدم تفعيل القانون، وأبدت اعتراضها ومطالبتها بتنفيذ القانون. وكان رئيس حكومة الإقليم قال في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي إن وزير العدل أوصى بإجراء متابعات لمسألة عدم تنفيذ قانون العنف الأسري. وكان رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، قد أعلن الأربعاء الماضي عن بدء تطبيق قانون العنف الأسري في محافظات الإقليم. وقال بارزاني في مؤتمر صحفي عقده في أربيل "نرفض أي عنف ضد النساء وبالأ
حكومة الإقليم توعز بالتحقيق فـي أسباب تأخير تنفيذ قانون العنف الأسري
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 أغسطس, 2012: 09:25 م