دهوك/يوسف المحمداوي أصاب محمود الذهول وهو يتجول بين مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة الدوميز التابع لقضاء سميل في محافظة دهوك،ومصدر ذهوله هو القرف الذي يعيشه اللاجئ في مراكز تواجده بالقائم،وحالة الترف التي يعيشها اللاجئ في الدوميز.
محمود ان صاحب الكشك المخصص لبيع المواد الغذائية هو من اهالي دهوك ، واسباب ذلك التصور والاعتقاد اولا لكون الكشك يحتوي انواع البضائع التي لا تجدها الا في مخازن البيع الاهلية،والسبب الآخر لكونه رأى بأم عينه كيف كانت معاملة اللاجئين في قضاء القائم بعد ان منعت عنهم حتى زيارة اقربائهم من اهالي محافظة الانبار،ناهيك عن منع الاعلام غير الحكومي او الاعلام المدلل حكوميا من مواجهتهم والتعرف على اخبارهم.سأل محمود صاحب الكشك عن جنسيته ليقطع الشك باليقين،فتبين له بانه احد اللاجئين السوريين من منطقة المالكية وهي احدى المناطق التابعة للقامشلي،وجاء الى هنا منذ اربعة شهور ليحظى بنعمة لم يجدها في بلده الذي عصفت به الفتن والمحن .يقول سنان انه استطاع من خلال المال الذي كان بحوزته،فضلا عن المال الذي حصلت عليه كل عائلة هناك،وهو ما يقرب من المليون دينار عراقي ان يفتح هذا الكشك،مضيفا بانه يذهب يوميا الى مركز محافظة دهوك للتسوق لكون حركة البيع على محله في تزايد مستمر مع تصاعد العمليات العسكرية في سوريا،التي تؤدي الى تزايد اعداد اللاجئين باتجاه الاقليم عن طريق عبور فيش خابور باتجاه منطقة ديربون التابعة لقضاء زاخو،ويتم تهريبهم كما يروي سنان بمبلغ 500دولار عن الفرد الواحد.سندويجات البيض والفول هي ايضا من مبيعات كشك سنان الذي يعمل ولكن على الطريقة الشامية وليست العراقية لانها تلف في الخبز وليس في الصمون كما شاهدناها بيد شقيقة سنان.استأذن محمود من امرأة واقفة على باب خيمتها التي اصبحت بيتها ،ليرى حقيقة النعيم المبذول للممتحنين في اوطانهم،نادت ام سالار على زوجها سعد،وقام الرجل باستقباله بطريقة رائعة جدا ويرويا هو وزوجته حكايات وامتنانا كبيرا عما تبذله دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك لهم.تقول ام سالار والله كنا في المناسبات نتذوق اللحم والفروج والرز،اما الان فالثلاجة ممتلئة بانواع المواد الغذائية،وبينت بان عملها كمدرسة في متوسطة قامشلو التي خصصت لطلبة عوائل اللاجئين وتتقاضى من اجل عملها 300دولار شهريا مايسد حاجة العائلة ويكفيها تماما،تذكر محمود هنا مدارس القائم التي خصصت للاجئين كمراكز للحجز وليس للتعليم.اسرع محمود باتجاه ساحة خصصت كموقع لالعاب الاطفال،فتراقصت البراءة مع (المراجيح)و(الزحليقات)الموجودة في الموقع والتي وفرتها حكومة الاقليم لاطفال المخيم،سأل احدهم واسمه شفان عن مكان خيمتهم قال انها في القاطع (b)،ولايوجد فيها غير شقيقته جوان لان والده بالعمل ووالدته ذهبت للسوق،وانه في الصف الثالث الابتدائي ويتمتع الان باللعب مع الاصدقاء،ومحمود ينظر الى بناية مدرسة قامشلو التي بنيت في عام 2004 لاستيعاب طلبة اللاجئين السوريين منذ ذلك التاريخ،تذكر مدارس الطين في اطراف وقرى بغداد الحديثة، غادر المخيم متمتما وهو ينظر الى السماء.
اللاجئون السوريون بين نعيم الدوميز وجحيم القائم
نشر في: 12 أغسطس, 2012: 09:44 م